story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رأي |

حْلال عْليهم.. حْرام عْلينا..

ص ص

كم كان جميلا رؤية ابتسامة وليد الرگراگي البريئة وهي تخرج من أعماق القلب بعدما غلب عليه التهجم والضحكة المصطنعة في الشهور الأخيرة. كم سعدنا عند رؤيته وهو مرتاح على سجيته أمام الكاميرات يجيب على أسئلة السائلين بارتياح رغم أن بعض الأسئلة والتعليقات لم تكن بريئة.

قلنا حينها أخيرا استعدنا وليد كأس العالم، الذي استطاع أن يجمع شمل المنتخب الوطني ويزرع فيهم تلك الروح والرغبة في تحقيق المستحيل.

هيهات هيهات! فعذرا أيها المتتبع المغربي، وعذرا أيها الصحفي المغربي فهي لم تكن من أجلك، بل كانت من أجل عيون المتلقي الأجنبي، ولفائدة الصحافة الإسبانية التي نالت حظوة عند وليد هذه المرة بعدما سبقتها نظيراتها الفرنسية والانجليزية من قبل. ألا تكفيك ابتسامته الاستهزائية في كل مرة يطل علينا بها خلال الندوات الإجبارية، التي حاول غير ما مرة تفاديها وبدء يجمع ندوتين في ندوة واحدة! ألا يكفيك عتابه للصحافة الوطنية الصالح منها والطالح!

صراحة، حاولت كثيرا قبل كتابة هذه الكلمات أن ألتمس العذر لناخبنا الوطني وأن أحاول أن استنبط الأسباب التي جعلته يتجاهل الوسائل الإعلامية الوطنية، حتى أنني تريث قليلا بعد خروجه الأول في برنامج “Chiringito”، واسترجعت ذاكرتي إلى آخر خروج له في قناة مغربية، فيا ليتني لم أفعل! تذكرت لقاءه الخاص، مع الرياضية يوم 16 فبراير 2024، وكيف أنه تفادى لأكثر من 15 يوما عقد ندوة لتقديم حصيلة مشاركة المنتخب الوطني وأسباب خروجه الكارثي والمذل من ثمن نهائي “كان 2023″، الشيء الذي لم يفعله وحيد خاليلوزيتش رغم مشاكله المستمرة مع الصحافة، حيث أنه خصص أكثر من ساعتين مباشرة بعد رجوعه من الكاميرون وقال بالبنط العريض، هيت لأسئلتكم… فهل من مزيد!

وبعد خروجه الثاني مع صحيفة “آس”، لا أخفيكم أنني لم أتمالك نفسي بعدما رأيت وكالة المغرب العربي وأغلب المنابر الرسمية وغير الرسمية تنقل أخبار منتخبنا ولاعبينا عن منبر أجنبي. أليس من المنطقي أن يكون العكس هو الصواب؟ ألم يكن الأجدر أن تأتي خرجات وليد مع الصحافة الأجنبية بعد نظيرتها الوطنية كيفما كان حالها؟ “ما غاديش نغطيو الشمس بالغربال…”، فعيبنا نعرفه جميعا، صحيح أن صحافتنا الرياضية تعتالها العديد من المشاكل، وهذا موضوع سنرجعه له في مقال آخر، لكن، ومن جهة أخرى، يوجد صحفيون، مشهود لهم بكفاءتهم ومتابعتهم لكل كبيرة وصغيرة عن مختلف منتخباتنا الوطنية وتاريخها، يستطيعون أن يقدموا لنا لقاء يشفي بعضا من غليلنا، وذلك باحترام لمساطر معينة ودون تجاوز الخطوط الحمراء.

هذا كله، يجعلنا نتأكد يوما بعد يوم أن وليد هو من اختار تجاهل الصحافة الوطنية، خصوصا وأن العديد من المنابر طلبت وده أكثر من مرة، حتى أنه رفض طلب بعض الصحفيين الذين يعرفهم شخصيا، ويحيلنا أيضا على أسباب ودوافع خرجاته الإعلامية الأخيرة، وعن توقيتها بالخصوص. فلماذا اختار وليد الخروج الآن ولماذا اختار أن تكون خرجاته مع منابر أجنبية؟

لنحاول أولا أن نفهم سبب تفادي مدرب المنتخب الوطني الظهور أمام منبر وطني وما يجعله في كل مرة يحاول أن يستدرج الحوار في ندواته إلى ما هو خارج رقعة الميدان، فأحيانا يستهزأ عندما يسمع سؤالا يجانب الصواب أو لم يتأكد صاحبه من معلومة، وأخرى يستشيط فيها غضبا ويهاجم الجميع عند سؤاله عن بعض اختياراته أو عن أداء مجموعته. فوليد ببساطة لا يستطيع أن يشرح لنا خطته الجديدة وكيفية تنشيطها، لا يستطيع أن يشرح لنا سبب اختياره للاعبين بدل آخرين حسب خصائصهم وعن مدى تأقلمهم مع المنظومة التي اختارها. لن يشكل له هذا كله عائقا أمام صحفيين أجانب خصوصا وأنهم بعيدين كل البعد عن كواليس المنتخب ولا يتابعون كل كبيرة وصغيرة عن منتخبنا، فأهل مكة أدرى بشعابها!

فهل أصبح وليد يحس بحالة من عدم اليقين، وأن مقعده أصبح مهددا أكثر من أي وقت مضى، خصوصا وأننا لاحظنا غيابه مؤخرا عن الواجهة قبل ظهوره في المباراة النهائية لمنتخب أقل من 17 سنة، محاولا تفادي صافرات استهجان الجماهير التي طالته خلال آخر مباراة للمنتخب الوطني؟ فاختار الخروج في هذا التوقيت من أجل أن يلمع صورته داخليا بظهوره الجميل خارجيا معتقدا أنه يستطيع استعادة شيء من بريق ما قبل كأس إفريقيا الماضية.

أم أنه يعرف من أين تأكل الكتف، وحاول من خلال خروجه مع قنوات أجنبية أن يرسل نداء استعطاف خفي لأصحاب القرار مفاده أنه لازال مطلوبا ولديه إشعاع خارجي يجعل منه سفيرا استثنائيا لكرة القدم المغربية وممثلا لها على الصعيد الدولي وأنه لا يمكن الاستغناء عنه في هذه الظرفية!