بعد توقع خلافته للبابا.. رئيس أساقفة الرباط: من يسعى لهذا المنصب مختل عقلياً

قال رئيس أساقفة الرباط، كريستوبال لوبيز روميرو، إن السعي إلى منصب البابا يعني “إما أن يكون الشخص مختلًا عقلياً أو مريضاً روحياً ولديه طموحات سلطوية”.

واستبعد رئيس أساقفة الرباط نفسه لخلافة البابا الراحل فرنسيس، في مقابلة مع إذاعة (RTVE) الإسبانية، بعد ورود اسمه ضمن المرشحين لتولي منصب رئيس دولة الفاتيكان. وقال: “بما أنني لا أملك أي طموح، بل لا أرى نفسي أبداً في هذا الدور، فإن الحديث عني الآن يعني أن هذا الحمل الثقيل لن يقع على كاهلي”، وضرب مثلاً لذلك بالقول: “من يدخل المجمع بابا، يخرج كاردينالاً”.

وأوضح روميرو، وهو أحد الكرادلة الإسبان السبعة الذين سيدخلون المجمع المغلق لانتخاب البابا الجديد، أن ما “يقوله المرء شيء”، ولكن “إذا طلبت الكنيسة واختاره الإخوة الكرادلة، لا يمكن للمرء أن يرفض”، مؤكدا أن “هذه مسألة أخرى، أما الرغبة والسعي لذلك فغير موجودين بيننا، رغم أن كثيرين قد لا يصدقون ذلك”.

وأشار رئيس أساقفة الرباط إلى أن “هذه التكهنات الإعلامية يجب التعامل معها بروح الدعابة”، مضيفاً أن “المنطق لا يعمل كثيرا في انتخاب البابا، فقد حدث ذلك مع فرنسيس ومع كثيرين آخرين لم يتوقعهم أحد، ومع ذلك تم انتخابهم. لذا أنا مرتاح جداً”.

وبخصوص المجمع المستقبلي، أشار إلى أنه حتى الآن لم تكن هناك سوى اتصالات قليلة بين الكرادلة، لكنه أوضح أنه سيتم رسم “صورة تقريبية للشخص الأنسب للاستجابة لتحديات العالم والكنيسة، بهدف توحيد الرؤى التي يحملها كل واحد حول العالم، لرسم صورة شاملة جماعية”.

وقال: “ومن الممكن أن يظهر شخص غير معروف يتدخل بطريقة تقنع الكثيرين بأنه يملك رؤية تجمع تطلعات الأغلبية. وكما حدث مع فرنسيس، قد يحدث هذا بهدوء”.

وأضاف أن البابا فرنسيس “لم يكن مهتماً كثيراً بالأحداث، بل ببدء العمليات التي تحتاج إلى الاستمرارية والتوطيد”، موضحاً: “على سبيل المثال، بدأ البابا عملية جعل الكنيسة أكثر سينودسية (تشاورية)، وهي فكرة قديمة كانت قد خمدت، وقد أحياها ووضعها في صدارة الاهتمام”.

ويرى أن معركة السينودسية لم تُحسم بعد، إذ بالكاد بدأت، “لكنها ذات أهمية أساسية”. وقال: “أتمنى أن أسمع أن العديد من الإخوة يرون أنه من الأساسي مواصلة هذه العملية، أو عملية الحوار واللقاء بين الأديان، أو عملية الكنيسة المرسلة التي لا تكتفي بالنظر إلى ذاتها”.

وأشار إلى أن فرنسيس “جدد هذه الأفكار وعبّر عنها بلغة اليوم”، مضيفاً: “أعتقد أنه إذا سمعت شخصاً يقترح هذه الأمور، فسأتوافق معه وربما أصوت له”.

كريستوبال لوبيز روميرو، هو مطران إسباني للكنيسة الكاثوليكية، يشغل منصب رئيس أساقفة الرباط منذ مارس 2018. ورفعه البابا فرنسيس إلى رتبة كاردينال في 5 أكتوبر 2019.

ويعد لوبيز روميرو، المولود في ألميريا، عضواً كذلك في الرهبنة الساليزيانية، وقبل أن يصبح أسقفاً نشط في العمل الرعوي في أمريكا اللاتينية أثناء توليه المسؤوليات الإدارية ضمن رئاسته.