بالبرهان العلمي والتاريخي.. مؤلف مغربي يثبت مشروعية موقف المغرب في قضية الصحراء

احتضن جناح النادي الدبلوماسي، السبت 26 أبريل 2025، على هامش فعاليات النسخة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب، حفل تقديم كتاب “مغربية الصحراء: دلائل وحقائق”، لمؤلفه عبد الله أيت شعيب، بحضور نخبة من المثقفين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الوطني.
وشدد المؤلف خلال هذا اللقاء على أهمية تعميق النقاش حول قضية الصحراء المغربية، معتمدًا في عرضه على مقاربة موضوعية وعقلانية، إذ أكد أن كتابه جاء ثمرة بحث علمي دقيق، جمع بين المعطيات التاريخية والحقائق القانونية والدلائل الاجتماعية التي تثبت بالبرهان الساطع مشروعية وأحقية المغرب في صحرائه.
وسط تفاعل كبير من الحاضرين، استعرض أيت شعيب أبرز محاور كتابه، مؤكدًا أن الدفاع عن وحدة التراب الوطني مسؤولية جماعية تتطلب تكامل أدوار الدبلوماسية الرسمية والشعبية والبرلمانية، في الداخل كما في الخارج، لمواجهة الأطروحات الانفصالية وتعزيز مكانة القضية الوطنية في المحافل الدولية.
وفي السياق أكد عبد الله أيت شعيب أنه حرص من خلال مؤلفه الجديد على تناول موضوع الصحراء المغربية بموضوعية وعقلانية، بعيدًا عن الانفعالات العاطفية، مستندًا إلى معطيات دقيقة ودلائل علمية موثوقة، تثبت مشروعية وأحقية الموقف المغربي.
وأوضح أيت شعيب أن الكتاب تطرق إلى عدة جوانب أساسية، في مقدمتها الجانب التاريخي، حيث أبرز الامتداد التاريخي للعلاقة بين القبائل الصحراوية والدولة المغربية، مستدلًا بروابط العهد والبيعة للعرش العلوي عبر القرون.
وتناول الجانب القانوني، موضحًا الأسس القانونية الراسخة التي تؤكد سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، بالإضافة إلى الجانب الاجتماعي، حيث أكد أن القبائل الصحراوية كانت ولا تزال جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي المغربي، تجمعها أواصر الدم والمصاهرة مع باقي مناطق المغرب شمالًا وجنوبًا.
وفي السياق ذاته، شدد أيت شعيب على ضرورة دحض مصطلح “الشعب الصحراوي”، معتبرًا أنه مصطلح تقسيمي يتناقض مع وحدة المغرب شعبًا وأرضًا، محذرًا من الانزلاق نحو مفاهيم مشابهة قد تفتح المجال للحديث عن “شعب ريفي” أو “شعب سوسي”، وهو ما يتعارض مع وحدة الهوية الوطنية.
واستعرض المؤلف دلائل ملموسة تؤكد مغربية أبناء الصحراء، مبرزًا أن مؤسسي وقيادات جبهة “البوليساريو” الأوائل هم من أصول مغربية خالصة، تلقوا تعليمهم ونشأتهم داخل المغرب، مستشهدا في هذا الإطار بمحمد بصيري، مؤسس أول تنظيم صحراوي، الذي ينتمي إلى الزاوية البصيرية بمنطقة أزيلال، والشيخ سيد أحمد ربيعة، الذي تعود أصوله إلى قبائل درعة وتطوان.
وختم أيت شعيب بالتأكيد على أن إثارة قضية الصحراء المغربية كانت وسيلة لإدامة الصراع بين المغرب والجزائر، وهو ما أعاق طموحات الشعبين في تحقيق التنمية والتقدم، معربًا عن أمله في أن يُحسم هذا النزاع قريبًا ليفتح المجال أمام بناء مغرب عربي موحد يخدم مستقبل شعوب المنطقة.
من جانبه، أكد السفير المغربي بهولندا، عبد الوهاب البلوقي، أن المؤلف قدّم كتابًا غنيًا بالمعطيات الجديدة والحقائق الموثقة والأدلة التي تعزز الموقف المغربي، سواء الرسمي أو غير الرسمي، بشأن قضية الصحراء المغربية.
وأشار إلى أن المؤلف، من خلال عمله البحثي المعمق، شدد على أهمية تضافر جهود مختلف مستويات الدبلوماسية، الرسمية، والشعبية والموازية، والبرلمانية والحزبية، من أجل تقوية الترافع عن مغربية الصحراء في المحافل الدولية والإقليمية، وأيضًا داخل الوطن، بين البرلمانيين والمسؤولين بالمنظمات والجمعيات غير الحكومية.
وأوضح البلوقي أن مضامين هذا الكتاب جاءت نتيجة بحث معمق أضاء زوايا كانت غائبة عن كثيرين، مضيفًا أنه اطلع عليه باهتمام بالغ ووجد فيه قيمة معرفية حقيقية لكل من يرغب في فهم أبعاد القضية الوطنية بمختلف مكوناتها، ولمن يريد إتقان أساليب الترافع عنها، وإقناع الرأي العام الدولي بشرعية ومشروعية الموقف المغربي.
واعتبر السفير أن هذا الكتاب يكتسي أهمية خاصة بالنسبة للشباب المغربي وطلبة الجامعات، في ظل الدينامية التي تعرفها الجمعيات الطلابية المهتمة بالترافع عن القضية الوطنية، والتي تنظم باستمرار ندوات وورشات لتجويد أساليب الدفاع عن مغربية الصحراء على الصعيد الدولي.
وختم البلوقي بالتأكيد على أن هذا العمل يمثل إضافة نوعية في سبيل إبراز عدالة القضية الوطنية، معبرًا عن أمله في أن يواصل المؤلف جهوده البحثية خدمةً لقضية الصحراء المغربية.