story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
ثقافة |

النخبة البرلمانية تحت المجهر.. إصدار جديد يطرح أسئلة الأداء والتمثيلية

ص ص

شهد رواق مؤسسة أفرا للدراسات والأبحاث، مساء الأربعاء 23 أبريل 2025، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته الثلاثين، تقديم المؤَلَف الجديد للباحث الحسن حمورو، تحت عنوان “النخبة البرلمانية بالمغرب: دراسة سوسيوسياسية”.

ويتناول الكتاب تجربة البرلمان المغربي انطلاقا من تأسيس أول مجلس وطني استشاري سنة 1956، مرورا بجميع الولايات البرلمانية إلى حدود انتخابات 2021، مركزًا على مجلس النواب باعتباره مؤسسة منتخبة مباشرة من طرف المواطنين.

وتكمن أهمية هذا العمل في زاويته التحليلية الجديدة، حيث لا يقتصر على الجانب التأريخي أو التحليل المؤسساتي التقليدي، بل يسعى إلى فهم البرلمان من خلال “من يُمثِّل بداخله”، أي النخبة البرلمانية، وكيف أثرت الخلفيات الاجتماعية والمهنية والتعليمية والسياسية لهذه النخبة على الأداء البرلماني.

ويشير الكاتب إلى أن العديد من الدراسات السابقة ركزت على أدوار البرلمان ومكوناته، لكنها لم تمنح النخبة البرلمانية حقها من التحليل كفاعل مركزي داخل هذه المؤسسة، كما يؤكد حمورو أن فهم دينامية المؤسسة التشريعية لا يمكن أن يكتمل “دون تحليل سوسيولوجي لهذه النخبة”، باعتبار أن عناصر مثل السن، والنوع الاجتماعي، والمستوى الدراسي، والخلفية المهنية والاجتماعية، “تؤثر بشكل مباشر على تفاعل البرلمانيين مع مهامهم التشريعية والرقابية”.

ويضم هذا الكتاب فصلين رئيسيين، تناول الأول تطور النخبة البرلمانية في المغرب من الناحية المفاهيمية والتاريخية، مبرزًا كيفية تشكل هذه النخبة وتنوع خلفياتها عبر مختلف المراحل.

كما استعان المؤلف بعدد من الدراسات التاريخية والسوسيولوجية لضبط المفاهيم وتأطير الموضوع نظريًا، من قبيل مفاهيم “النخبة” و”النخبة السياسية” ثم “البرلمانية”، مع التوقف عند السياق السياسي والاجتماعي الذي أنتج هذه النخب، سواء خلال مرحلة الاستقلال أو بعدها.

أما الفصل الثاني، فقد ركّز على “تطور النخبة البرلمانية وفق إفرازات انتخابات 2021″، وسعى الكاتب إلى تفكيك التحولات التي عرفتها تركيبة مجلس النواب استنادًا إلى مؤشرات كمية دقيقة.

وتم تحليل هذه التحولات بناءً على متغيرات مثل متوسط الأعمار (لتقييم تحقق شعار “التشبيب”)، ونسبة تمثيل النساء للكشف عن مدى تحقق المقتضى الدستوري المتعلق بالسعي نحو المناصفة، ومعطيات تتعلق بالانتماء المهني والعائلي والمستوى التعليمي.

وأوضح حمورو في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن هذا العمل يسعى إلى “المساهمة في فهم العمل البرلماني وقياس أداء البرلمان، من خلال فهم النخبة البرلمانية سواء من حيث تشكلها، أو من حيث التحولات التي طرأت عليها”، مشددًا على أن الدراسة تروم “توفير أرضية علمية تربط الخلفيات السوسيوسياسية للبرلمانيين بمستوى الأداء داخل قبة البرلمان”.

كما أشار المؤلِّف، إلى أن “النخبة البرلمانية المغربية تعيش تحولات مهمة لكنها بطيئة، وأن تمثيلية الشباب والنساء لا تزال تواجه عدة تحديات مرتبطة بطبيعة النظام الانتخابي، والثقافة السياسية، ومحدودية الانفتاح على الكفاءات العلمية والمهنية المتنوعة”.

*كنزة احسيني الخاضير