المغرب يعزز مكانته كوجهة لاكتشاف المواهب الشابة في كأس إفريقيا للفتيان

سجّلت النسخة الأخيرة من كأس الأمم الإفريقية لأقل من 17 سنة، التي احتضنها المغرب خلال أبريل الجاري، حضورًا قياسيًا لكشافي المواهب الكروية يمثلون أندية كبرى من أوروبا وإفريقيا وآسيا، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المسابقة القارية الخاصة بالفئات السنية.
وأفادت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، في تقرير عبر موقعها الرسمي، أن أكثر من 200 كشاف تابعين لأندية مرموقة حصلوا على الاعتماد الرسمي لمتابعة مباريات البطولة التي جرت في ملاعب الدار البيضاء والمحمدية وبرشيد، ما يعكس الاهتمام العالمي المتزايد بالمواهب الإفريقية الناشئة.
وشهدت مدرجات المنصة الشرفية للملاعب حضور ممثلين عن أندية أوروبية كبرى من قبيل مانشستر يونايتد، ليفربول، تشيلسي، بايرن ميونيخ، أتلتيكو مدريد، بنفيكا، بورتو، موناكو ومرسيليا، إلى جانب أندية إفريقية مثل الأهلي المصري والوداد الرياضي ونهضة بركان، وآسيوية مثل العين الإماراتي، بهدف متابعة أبرز اللاعبين الصاعدين والتواصل مع الأكاديميات المحلية.
وأكدت “كاف” أن هذا الحضور غير المسبوق يعكس التطور الذي تعرفه البطولة القارية للفتيان، ويبرز أيضًا نجاح المغرب في تقديم نسخة منظمة بمواصفات عالية، سواء من حيث البنيات التحتية الرياضية، أو جودة الملاعب، أو مستوى الخدمات اللوجستيكية. ما جعل الأندية العالمية ترفع من تمثيليتها في الدورة الحالية.
ومن بين أبرز الكشافين الذين واكبوا البطولة، برز الغاني برنارد كيمورزي، اللاعب الدولي السابق لنادي جينك البلجيكي، والذي أشار في تصريحات إعلامية إلى أن مهمته تركز على تقييم اللاعبين بشكل شامل، انطلاقًا من سرعة اللعب واتخاذ القرار، إلى الفهم التكتيكي والقدرات البدنية والفنية، مؤكدًا أنه تابع جميع المنتخبات على الأقل في مباراتين لضمان تقييم دقيق.
وأوضح كيمورزي أن نادي جينك يختلف عن الأندية الكبرى من حيث الموارد، لكنه يتميز بمنح فرص حقيقية للاعبين الشباب، وهو ما يجعل مشروعه جذابًا للعديد من المواهب الإفريقية، خصوصًا تلك التي تبحث عن فضاء مناسب للتطور بدل الدخول في تنافس غير متكافئ مع نجوم عالميين.
وأضاف: “في أوروبا، الإيقاع مختلف، واللاعب مطالب بالتفكير قبل استلام الكرة. لذلك نحن نبحث عن النوعية التي تملك هذا الحس الكروي، وليس فقط المهارة أو البنية”.
وأكد أن عملية التقييم لا تنتهي بانتهاء البطولة، بل تتبعها مرحلة رصد ومتابعة مستمرة للاعب في ناديه المحلي وأكاديميته، من أجل الوقوف على مدى قدرته على التطور خارج أجواء المسابقة.
وساهم التنظيم المغربي المحكم، بحسب شهادات متعددة، في رفع قيمة البطولة وجعلها قبلة للمنقبين عن المواهب، إذ تميزت البنيات الرياضية بجودة عالية، وتم تجهيز الملاعب بأنظمة تحليل بالفيديو، فيما وُضعت الفنادق على مقربة من الملاعب، وسهّلت الإجراءات التنظيمية تنقل المنتخبات والوفود التقنية بشكل سلس.
وشكلت هذه النسخة من كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة محطة تاريخية أيضًا بالنسبة للمنتخب الوطني المغربي، الذي تُوّج باللقب لأول مرة في تاريخه، عقب فوزه في المباراة النهائية على منتخب مالي بركلات الترجيح (4-2)، بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، في اللقاء الذي أقيم يوم السبت 19 أبريل 2025 على أرضية ملعب البشير بالمحمدية.
وكان “أشبال الأطلس” قد بلغوا النهائي بعد تجاوزهم منتخب كوت ديفوار في نصف النهائي، أيضًا بركلات الترجيح (4-3)، بينما عاد المركز الثالث للمنتخب الإيفواري الذي فاز على بوركينا فاسو في مباراة الترتيب.
وبهذا الإنجاز، يكون المنتخب الوطني المغربي قد ضمن أيضًا تأهله إلى نهائيات كأس العالم لأقل من 17 سنة، المقرر تنظيمها في قطر، معززًا موقعه كواحد من أبرز منتخبات القارة في الفئات السنية.