story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

تقرير: المغرب يسعى لبناء إمبراطورية عالمية في الأسمدة الخضراء

ص ص

نقلت منصة الطاقة المتخصصة أن المغرب يؤدي دورًا محوريًا في التحول العالمي نحو خفض انبعاثات الغذاء، وذلك في الوقت الذي تتعرض فيه صناعة الأسمدة لاتهامات متزايدة بالتسبب في ارتفاع معدلات التلوث.

وفي هذا السياق، أشارت المنصة، نقلًا عن تقرير صادر عن منظمة الهيدروجين الأخضر (GH2)، إلى أن المغرب، من خلال مشاريعه المتقدمة في هذا المجال، يفتح آفاقًا واعدة لإنتاج الأسمدة النظيفة اعتمادًا على الهيدروجين الأخضر، ويسعى لبناء “إمبراطورية” في إنتاج هذه الأسمدة وتصديرها.

وأوضحت المنصة أن الأسمدة غير الصديقة للبيئة، وخاصة المعتمدة على الأمونيا المنتجة من الوقود الأحفوري، تُفاقم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتشكل ما بين 1 و2% من مجمل الإسهامات العالمية في الغازات الدفيئة، وهو ما يؤكد على الحاجة الملحة لتطوير حلول زراعية مستدامة تقودها الأمونيا الخضراء كبديل بيئي.

وفي هذا الإطار، أوضحت المنصة أن إنتاج الأمونيا النظيفة لا يزال محدودًا جدًا على الصعيد العالمي، إذ لم يتجاوز 0.3% من الإنتاج الإجمالي عام 2024، مشيرة إلى أن الوصول إلى الغذاء يمرّ بأربع مراحل أساسية، تبدأ من توافر الغاز، ثم إنتاج الأمونيا، وصناعة الأسمدة، وصولًا إلى زراعة المحاصيل.

ومع تزايد تأثيرات التغير المناخي، أشارت المنصة إلى أن أزمة المناخ دفعت العالم إلى البحث عن وسائل زراعية منخفضة الانبعاثات، حيث برزت الأسمدة الخضراء كأحد الحلول الواعدة، رغم ما يواجهها من تحديات متعلقة بالتكلفة والتمويل، حيث أكدت أن نجاح هذا التحول نحو الزراعة النظيفة يعتمد بدرجة كبيرة على استثمار الطاقات المتجددة وتوسيع مشاريع الهيدروجين الأخضر.

وفيما يتعلق بالواقع العالمي لإنتاج الأسمدة المتجددة، بيّنت المنصة أن إنتاج الأسمدة المتجددة يتم حاليًا في أربعة مواقع فقط حول العالم، مع توقعات بإضافة أربعة مواقع أخرى قريبًا، مبرزة أنه بالرغم من أن الإنتاج الحالي لا يتجاوز 61 ألف طن سنويًا، إلا أن الفجوة تبقى كبيرة جدًا مقارنة بإنتاج 180 مليون طن من الأمونيا التقليدية على مستوى العالم.

وفي هذا السياق، أكدت المنصة أن المغرب يتصدر قائمة كبار منتجي الأسمدة الخضراء إلى جانب الهند، في حين تُسجل فرص واعدة لكل من جنوب أفريقيا وكينيا، حيث لفتت إلى أن المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) استثمر 13 مليار دولار في سلسلة قيمة الأسمدة، وذلك ضمن خطة طموحة تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040.

واستكمالًا لهذا الجهد، تابعت المنصة أن مجموعة OCP شرعت في تنفيذ مشاريع ضخمة تشمل تحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا في مدينتي العيون وكلميم، إضافة إلى مشروع ضخم في طرفاية بطاقة 3.8 غيغاواط، يجمع بين الطاقة الشمسية والرياح وتحلية المياه، بهدف تعزيز البنية التحتية للانتقال الطاقي في المغرب.

وفي هذا الإطار، نقلت المنصة عن تقرير منظمة الهيدروجين الأخضر GH2، أن إنتاج الأمونيا الخضراء في طرفاية سيبدأ عام 2026 بطاقة 200 ألف طن، على أن يصل إلى مليون طن في العام التالي، ثم يقفز إلى 3 ملايين طن بحلول عام 2032.

ومع ذلك، أكدت المنصة أن التوسع في إنتاج الأسمدة الخضراء يتطلب دعمًا متعدد الأبعاد، يشمل السياسات العمومية، ورأس المال الاستثماري، وضمانات التمويل، إلى جانب الحاجة إلى استقرار الأسعار، مشيرة إلى أن المشاريع التجريبية الحالية، على أهميتها، لا تزال غير كافية لسد الفجوة القائمة في القطاع الزراعي.

كما أوضحت المنصة أن تقرير GH2 اقترح ثلاث مسارات رئيسية لتوسيع إنتاج الأسمدة النظيفة، تتمثل في إنشاء مواقع إنتاج قريبة من مصادر الطاقة المتجددة، وتعزيز مصانع الأمونيا القائمة باستخدام تكنولوجيا نظيفة، فضلًا عن وضع قواعد واضحة للسوق، كما توقّع التقرير أن ينمو الطلب على هذه الأسمدة النظيفة بمعدل عشرة أضعاف خلال العقد المقبل، ما يبرز الحاجة إلى تسريع التحول في هذا القطاع الحيوي.