story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أحزاب |

العزيز: الفكر النقدي أحد مفاتيح التحرر والديمقراطية لاتُبنى بدون عدالة اجتماعية

ص ص

أكد عبد السلام العزيز الأمين العام لفيدرالية اليسار الديمقراطي، أن “الفكر الحر المتنور” يشكل أحد أهم أدوات التحرر والتغيير الديمقراطي، معتبرًا أن “القوى المحافظة والرجعية لطالما جعلت من ذلك هدفًا استراتيجيًا لها”.

وأشار العزيز في كلمته الافتتاحية لفعاليات الجامعة الربيعية الأولى للحزب، الجمعة 18 أبريل 2025 بالجديدة، إلى “أن المغرب عرف منذ عقود حربًا ممنهجة على الفكر النقدي، تجلت في تقويض تدريس الفلسفة وعلم الاجتماع، وترويج خطاب ماضوي يقدّس الثوابت ويرفض المساءلة، إلى جانب ترسيخ ثقافة الانغلاق ومناهضة حرية التعبير والإبداع”.

وأكد المتحدث أن هذه الجامعة ليست “مجرد لقاء عابر”، بل محطة تأسيسية لإطلاق مشروع “جامعة شعبية مواطِنة”، تراهن على أن تكون منصة إشعاع فكري مفتوحة، تربط بين المعرفة والممارسة السياسية، وتؤمن بأن “المعرفة لا يجب أن تبقى حكرًا على النخب ولا أن تُحبس في الفضاءات المغلقة”.

وأضاف الأمين العام لفيدرالية اليسار أن الصراع الفكري هو جوهر الصراع السياسي، وأن المعركة الحقيقية تبدأ في ساحات النزال الفكري قبل أن تنتقل إلى ساحات التغيير الاجتماعي، داعيًا إلى “إعادة النظر في مفهوم الديمقراطية من خلال أدوات التحليل النقدي التي توفرها الحركات الاجتماعية والفكر الديكولونيالي”.

وفي معرض حديثه عن التحديات الراهنة، نبه العزيز إلى “صعود خطابات الانغلاق الهوياتي، وعودة النزعات السلطوية في ثوب جديد شعبوي”، فضلاً عن اختطاف الديمقراطية التمثيلية من قبل تحالفات النخب السياسية والمالية، “ما حوّل صناديق الاقتراع إلى واجهة لشرعنة الهيمنة”.

وشدد المسؤول الحزبي، بالمقابل، على أن الأزمة التي تمر بها الديمقراطية ليست نهاية، بل “مرحلة عابرة”، يمكن تجاوزها عبر تمكين المواطنين من أدوار حقيقية في القرار السياسي، وتعزيز المشاركة التشاركية، وربط الديمقراطية بالعدالة الاجتماعية، قائلاً: “ديمقراطية بدون عدالة تتحول إلى طقوس انتخابية جوفاء”.

وخلص عبد السلام العزيز إلى التأكيد على “أن الجامعة الربيعية تمثل فضاءً لصهر النظرية بالممارسة، وتحويل الأفكار إلى أدوات فعل”، مشددًا على دور المشاركين في بلورة إجابات جماعية حول سبل التغيير، وفق ما تقتضيه المرحلة وتطلعات الشعب المغربي نحو التحرر والديمقراطية الحقة.