story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

دراسة: الدعم الأمريكي يعزز تحول الصحراء المغربية إلى قاطرة للتنمية

ص ص

أفادت دراسة حديثة بأن تأكيد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في 8 أبريل 2025، دعم بلاده لسيادة المغرب على الصحراء واعترافه بخطة الحكم الذاتي كحل وحيد قابل للتطبيق بالأقاليم الجنوبية للمملكة، يمثل منعطفاً استراتيجياً في مسار هذا النزاع الإقليمي، ويعكس رسوخ الشراكة المغربية-الأمريكية في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية، كما يُجسّد توجهاً عملياً نحو حل سياسي واقعي، يعزز استقرار المنطقة ويضع أسساً لتكامل اقتصادي أطلسي-إفريقي واسع.

وأشارت الدراسة الصادرة عن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، إلى أن التأكيد الأمريكي أدى إلى تعزيز عزلة الجزائر، الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو الانفصالية، والتي أعربت عن أسفها للقرار. لافتة إلى “أن هذا التطور يعكس تحولاً في موازين القوى لصالح المغرب، خاصة بعد اعتراف فرنسا بخطة الحكم الذاتي عام 2024”.

وأضاف المصدر أنه “يُتوقع أن يزيد هذا الضغط الدولي من فرص تبني الحل السياسي القائم على الحكم الذاتي، بدلاً من خيار الاستفتاء”.

كما يسهم الدعم الأمريكي، وفق الدراسة نفسها، في ترسيخ الاستقرار بالأقاليم الجنوبية، عبر إرسال إشارات رادعة للميليشيات الانفصالية، ويعزز التعاون الأمني بين المغرب والولايات المتحدة في مراقبة الحدود ومكافحة الجماعات المتطرفة، وذلك بعد تجدد التوترات في 2020، عندما تدخلت القوات المغربية لفتح معبر الكركرات.

إلى جانب ذلك، أكدت الوثيقة أن قرارات مجلس الأمن شهدت منذ 2021 تحولاً نحو التأكيد على الحل السياسي الواقعي، “مع الإشادة بجهود المغرب دون ذكر الاستفتاء”، مشيرة إلى أنه بفعل الضغط الأمريكي، قد يصبح الحكم الذاتي الإطار الوحيد للمفاوضات المستقبلية، وهو التوجه الذي يعكس نجاح الدبلوماسية المغربية في كسب التأييد الدولي، مقابل إضعاف المطالب الانفصالية. 

وذكرت الدراسة أن هذا الدعم المتزايد “يساعد المغرب على تحويل الصحراء من منطقة نزاع إلى قاطرة للتنمية”، بحيث تُدمج بشكل تدريجي في الرؤية الاستراتيجية المغربية لتعزيز الربط الإقليمي، خاصة عبر المبادرة الأطلسية، التي تهدف إلى تحويل الأقاليم الجنوبية إلى مركز لوجستي يربط إفريقيا بأوروبا والأمريكتين، والتي تشمل مشاريع كبيرة مثل ميناء الداخلة.

وتابع المصدر ذاته أن الدعم الأمريكي الواضح للمغرب يعكس شراكة استراتيجية قوية تستند إلى المصالح المشتركة بين البلدين، بحيث أنه يسهم في تعزيز رؤية المغرب لدوره كـلاعب إقليمي رئيسي، يسعى لتحويل الصحراء إلى محور للاستقرار والنمو، كما يعزز من نفوذ المغرب الإقليمي ويدعمه في جهوده لتعزيز الربط بين إفريقيا وأوروبا والأمريكتين.

وبالموازاة مع ذلك، تطرقت الدراسة إلى تراجع الخطاب الانفصالي لجبهة البوليساريو، التي أصبحت تواجه عزلة متزايدة، “نتيجة فشلها في التكيف مع المتغيرات الجيوسياسية، خاصة مع الدعم المتزايد للمغرب من قبل الولايات المتحدة وفرنسا”، مشيرة إلى أن هذا التراجع يعزز من شرعية المقترح المغربي على الصعيد الدولي، ويدعم فرص الحلول الواقعية وفقاً للاتجاهات الحالية للأمم المتحدة.