ديمورتي: العنف داخل الملاعب لا يصدر فقط عن الجماهير بل يشمل لاعبين ومسؤولين

أكد سيرج ديمورتي، رئيس وحدة الأمن والسلامة بالاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، أن الأمن الرياضي مسألة تتجاوز مجرد تأمين المدرجات، إذ تشمل حماية جميع الفاعلين من أخطار محتملة، سواء تعلق الأمر بالجمهور، أو اللاعبين، أو الإعلاميين، أو المسؤولين، مشيراً إلى أن تباين وعي الأطراف المعنية بأهمية السلامة داخل الملاعب يُعقّد المعالجة، إذ “ينظر البعض إلى المسألة بجدية حين تتحول إلى أزمة، بينما هناك من يتحركون قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة”.
وقدم ديمورتي، في الندوة التي نظمها مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية، بشراكة مع مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن، حول موضوع “العنف المرتبط بالرياضة”، الثلاثاء 15 أبريل 2025، – قدم-عرضًا مختصرًا تطرّق فيه إلى تحديات العنف داخل الملاعب الإفريقية، مسلطًا الضوء على ما وصفه بـ”متلازمة الحصانة الزائفة”، والتي تُعطي انطباعًا خاطئًا لدى بعض الفاعلين بأنهم بمنأى عن المسؤولية أو الملاحقة، وهو ما يغذي هذه الظاهرة.
وفي غضون ذلك، أعرب المسؤول الكروي عن سعادته بالعودة إلى المغرب والمشاركة في الندوة الدولية حول العنف المرتبط بالرياضة، مؤكداً أن النقاشات من هذا النوع ضرورية لتسليط الضوء على قضايا السلامة داخل الملاعب، ليس فقط عند وقوع الأزمات، بل أيضاً من منظور وقائي واستباقي.
وأضاف المتحدث، في الندوة التي تحتضنها العاصمة الرباط ، أن العنف الرياضي لا يقتصر على الجماهير، بل يتخذ أشكالاً متعددة تشمل اعتداءات اللاعبين على بعضهم البعض، أو على الحكام، واعتداءات الجماهير على منافسيهم أو حتى على أنصار فريقهم نفسه، كما حدث مؤخراً بين جماهير الزمالك في جنوب إفريقيا، ما يطرح تساؤلات حول مكامن الخلل في خطط التأمين.
وأبرز المصدر أن العنف طال أيضاً ممثلي وسائل الإعلام داخل قاعات الصحافة، بل وحتى في المنصات الشرفية (VIP)، حيث تُسجل حالات شجار وتبادل عنف بين شخصيات من المفترض أن تكون قدوة في السلوك والمسؤولية.
ومن بين التجاوزات التي تحدث عنها ديمورتي، اقتحام مناطق محظورة من الملعب، والدخول بدون تذاكر، مشيراً إلى أن هذه الممارسات تتكرر كثيرًا في المباريات الإفريقية: “في بعض الحالات، ينتظر المئات خارج الملعب، ثم يقتحمونه جماعياً دون تذاكر، مما يدل على غياب ما نسميه بـ آخر نقطة ضبط، وهي مرحلة حاسمة يجب ضبطها لمنع الاختراق”.
وأشار رئيس وحدة الأمن والسلامة بالفيفا إلى أن استخدام الألعاب النارية والمفرقعات داخل الملاعب، خصوصاً في شمال إفريقيا، أصبح عادة راسخة رغم خطورتها الصحية والأمنية، داعياً إلى حظرها بشكل صارم. مضيفا في نفس الوقت أن إدخال هذه المواد يتم بطرق “صادمة” قد لا تخطر على بال كثيرين.
كما لفت ديمورتي إلى تكرار الاعتداءات على الحكام من طرف اللاعبين، خصوصاً عند نهاية الشوط الأول أو المباراة، إلى جانب استخدام أشعة الليزر التي تُوجه نحو اللاعبين أو الحكام، وأحياناً القنابل الدخانية التي تعرقل سير المباريات، وكلها مؤشرات على خلل في أنظمة التفتيش داخل الملاعب.
وختم المسؤول بالفيفا مداخلته بالتشديد على أن العنف في الملاعب لا يرتبط بجمهور دون آخر، بل هو سلوك يمكن أن يصدر عن أي طرف داخل منظومة المباراة، داعياً إلى مأسسة الوعي بالأمن والسلامة، وتطوير آليات المراقبة والتنسيق بين مختلف المتدخلين، مع ضرورة الاستفادة من خلاصات مثل هذه الندوات لتفعيل إصلاحات ملموسة وفعالة.