تقرير: أمطار مارس ترفع إنتاج البطيخ مقارنة بالموسم الماضي

توقعت منصة “فريش بلازا” بأن يسجل إنتاج البطيخ الأحمر ارتفاعا خلال السنة الجارية، وذلك بعد أن سجل الإنتاج تراجعا كبيرا خلال الموسم الماضي، مدفوعا بتحسن الظروف المناخية، خاصة بعد التساقطات الأخيرة التي عرفها الشهر الماضي، بالإضافة إلى الاستفادة من السنوات الماضية من خلال الاعتماد على أصناف مقاومة.
وأوضحت “فريش بلازا” نقلا عن أحد المصدرين المغاربة أن “الأسواق المحلية والدولية لاستقبال كميات مهمة من البطيخ المغربي، في موسم يبدو استثنائياً من حيث الجودة والحجم”، مشيرا إلى أن الانطلاقة الحقيقية للموسم ستكون خلال 10 إلى 15 يوماً، رغم وصول كميات محدودة في السوق المحلية منذ فترة، أغلبها من إنتاج مبكر داخل البيوت البلاستيكية.
وأكد المصدر ذاته أن الموسم الحالي سيكون مغايراً للمواسم السابقة التي عانى فيها القطاع من مشاكل عديدة، على رأسها الأمراض الفطرية وبعض الفيروسات، قائلاً: “الفلاحون تعلموا من تجارب الماضي، واعتمدوا هذا العام على أصناف محسّنة وطرود مقاومة، كما أن الظروف المناخية كانت مثالية، بمزيج من أمطار كافية وأيام مشمسة، وهو ما يبشر بمنتوج عالي الجودة”.
وأوضح المتحدث أن أحجام البطيخ هذا الموسم ستكون كبيرة في الغالب، إذ يُتوقع أن يتجاوز وزن الثمرة 9 كيلوغرامات، “ما يُعطي المغرب أفضلية تنافسية قوية في الأسواق الأوروبية التي تُفضل هذا النوع من الفاكهة الصيفية خلال فترات الحر الشديد”.
وأشار المصدر المغربي إلى أن زراعة البطيخ عرفت في السنوات الأخيرة تراجعًا بسبب أزمة الجفاف، لكن أمطار مارس الماضي غيّرت المعطيات، حيث شجعت الفلاحين على التوسع في الزراعة، متوقعًا أن تصل الغلة إلى ما بين 70 و75 طناً للهكتار، وهي أرقام مهمة تعكس تحسن الإنتاجية مقارنة بالمواسم السابقة.
وستنطلق أولى عمليات الحصاد من منطقة زاكورة في الجنوب الشرقي للمملكة، تليها محاميد الغزلان، ثم أكادير بعد نحو أسبوعين، قبل أن تتحول البوصلة نحو مناطق مراكش وشيشاوة وبني ملال.
وحسب “فريش بلازا” ستتواصل سلسلة الإنتاج تدريجياً في مناطق الغرب ومكناس، لتُختتم في مولاي بوسلهام والعرائش، حيث يمتد موسم الجني حتى شهر شتنبر، ما يضمن استمرارية التزويد بالمنتوج طوال فصل الصيف.
وفيما يخص الطلب الخارجي، أشار المصدر ذاته نقلا عن المصدر إلى أن الموسم بدأ مبشراً بإشارات إيجابية، إذ شرع عدد من كبار المستوردين الأوروبيين في زيارة الضيعات الفلاحية بالمغرب لحجز طلبياتهم مبكراً، في ظل توقعات بأجواء صيفية حارة بأوروبا، ما يعزز الإقبال على فاكهة البطيخ.
وعلى مستوى الأسعار، طمأن بولجيد السوق المحلية بأن الكميات الوفيرة ستُسهم في انخفاض أسعار البيع مقارنة بالموسم الماضي، وهو ما يصب في مصلحة المستهلك المغربي.
وبموازاة ذلك، يستعد المغرب لطرق أبواب أسواق جديدة في جنوب شرق آسيا، من خلال بعثة تجارية ستنظمها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، بشراكة مع معرض (FoodEx Morocco) خلال شهر أبريل الجاري.
وتهدف هذه المبادرة إلى فتح آفاق تصديرية جديدة أمام الفواكه والخضروات المغربية في واحدة من أسرع الأسواق نمواً في العالم.
ويأتي هذا التحول الاستراتيجي في وقت يسعى فيه المغرب إلى تنويع شركائه التجاريين وتعزيز مكانته كفاعل قوي في سوق المنتجات الفلاحية الطازجة والمجمدة، مستفيداً من جودة منتجاته وتطور قدراته الإنتاجية.