أساتذة التبريز يحتجون أمام الوزارة ضد “التماطل” في إخراج النظام الأساسي

شهدت العاصمة الرباط، يوم الخميس 10 أبريل 2025، مظاهرة حاشدة أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بالتزامن مع إضراب وطني خاضه أساتذة التبريز، احتجاجاً على “تماطل” الوزارة في إخراج نظام أساسي خاص بهذه الفئة، رغم التزام الحكومة بذلك في اتفاق 26 دجنبر 2023.
وردد المحتجون، في الوقفة التي دعا إليها التنسيق النقابي الخماسي لمبرزي التربية والتكوين، شعارات غاضبة تندد بـ”التسويف والتماطل” في التعامل مع ملفهم، مستنكرين عدم وفاء الوزارة بالتزامها القاضي بإصدار نظام أساسي خاص بمبرزي التربية والتكوين قبل نهاية سنة 2024.
وفي هذا الصدد، أوضح عزوزي محمد، المنسق الوطني للسكرتارية الوطنية لأساتذة التبريز المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (CDT)، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن اتفاق دجنبر 2023 تم توقيعه من طرف النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية، واللجنة الحكومية المكونة من ممثلي وزارات المالية، والوظيفة العمومية، والتربية الوطنية، تحت إشراف مباشر من الحكومة.
وقال عزوزي إن هذا الاتفاق “يُعتبر التزاماً حكومياً صريحاً بإصدار نظام أساسي خاص بأساتذة التبريز، وليس مجرد التزام من وزارة التربية الوطنية”، مشيراً إلى أن الوزارة “لم تقدم، حتى اليوم أي أجوبة واضحة، ولا آجال محددة للشروع في إخراج هذا النظام”.
وأشار المسؤول النقابي إلى أن وقفة اليوم إضافة إلى الإضراب يمثلان خطوة نضالية أولى، تأتي رداً مباشراً على “تماطل الحكومة بعد سلسلة من الحوارات بين النقابات ووزارة التربية الوطنية، من أجل إصدار “نظام أساسي خاص ومحفز ومنصف، طال انتظاره لأكثر من ثلاثة عقود”.
من جانبه، طالب حكيم أبرواز، المنسق الوطني لأساتذة التبريز الفيدراليين المنضوين تحت لواء النقابة الوطنية للتعليم (FDT) (طالب) وزارة التربية الوطنية “بالوفاء بوعدها، وإخراج النظام الأساسي لإنصاف الأستاذ المبرز”، مشيراً إلى أنه منذ أول فوج من المبرزين سنة 1988، أي قبل 37 سنة، “يعمل الأستاذ المبرز بدون إطار قانوني واضح، رغم الوعود الوزارية التي لم ترَ النور”.

واستنكر أبرواز توقيف أشغال اللجان التقنية التي كانت تضم الأساتذة المبرزين بتنسيق مع الوزارة “دون سابق إنذار”. وطالب بإنصاف هذه الفئة التي تعد، وفقاً لتعبيره، “من خيرة أطر منظومة التربية والتكوين”.
وقال في حديث مع صحيفة “صوت المغرب” إن الأساتذة يدافعون عن الجودة والتميز، مؤكداً أن من حق أبناء المغاربة الاستفادة من تعليم جيد، متميز وراقي. وأضاف: “نحن ندافع عن المدرسة العمومية المغربية، وعن قيم الجودة والكفاءة والتميز، من أجل تعليم منتج ونافع”.
وتأتي هذه الخطوة الاحتجاجية، وفقاً للتنسيق النقابي الذي يضم الجامعة الوطنية للتعليم (UMT) والجامعة الوطنية للتعليم(FNE)، والنقابة الوطنية للتعليم (CDT) والنقابة الوطنية للتعليم(FDT)، والجامعة الحرة للتعليم (UGTM)، بعد مسار ترافعي وتفاوضي للمكاتب الوطنية للنقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية، خلال جولات الحوار السابقة.
وتعتبر النقابات أن هذا الإضراب بمثابة رد فعل على خيبة الأمل التي خلفتها مخرجات الحوار بشأن النظام الأساسي الخاص بالأساتذة المبرزين، مشددة على أنها حريصة على تأمين مسارات الجودة والتميز داخل منظومة التعليم والتكوين بالمغرب.