story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

مناهضو التطبيع: تسهيل مرور العتاد العسكري عبر طنجة انتهاك للقانون الدولي

ص ص

في ظل استمرار الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، تتكشف معطيات جديدة بشأن توظيف ميناء طنجة المتوسط في سلسلة من عمليات نقل العتاد العسكري الأمريكي المتوجه إلى إسرائيل، من خلال سفن تابعة لشركة الشحن العالمية “ميرسك”، وعلى رأسها قطع غيار وأجزاء مقاتلات “F-35” التي تستخدم في تنفيذ الغارات المدمرة على القطاع المحاصر.

هذه المعطيات، التي نشرتها كل من صحيفة (Declassified UK) البريطانية ومؤسسة (The Ditch) الأيرلندية، أعادت إلى الواجهة مطلباً شعبياً وسياسياً طالما نادت به مكونات حركة مناهضة التطبيع في المغرب، وفي مقدمتها حركة مقاطعة إسرائيل “بي دي إس” (BDS)، بوقف التسهيلات الممنوحة لما أسموه “سفن الإبادة”، وتجنيب التراب المغربي أي شكل من أشكال التواطؤ مع آلة الحرب الإسرائيلية.

في هذا الصدد، اعتبر معاذ الجحري، عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن رسو سفن ميرسك في ميناء طنجة “يُعد أمراً خطيراً للغاية”، مضيفاً أنه “في الوقت الذي يباد فيه الشعب الفلسطيني من طرف الصهاينة، تسمح السلطات المغربية لهؤلاء المجرمين بالتنفس عبر تسهيل تمكينهم من المزيد من العتاد العسكري”.

وأوضح الجحري أن ذلك يعد “مشاركة في الإبادة، وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”. وقال إنه “سبق للجبهة فضح هذه العمليات”، مشيراً إلى أنه “من بين الدواعي الأساسية لتنظيم مسيرة وطنية في طنجة سابقاً، هو هذه السفن التي ترفض إسبانيا رسوها في موانئها، لتجد في ميناء طنجة المتوسط ضالتها، وهذا من نعم التطبيع على العدو”.

وأشار إلى أن “السفينة المعنية هذه المرة محملة -حسب المعطيات المتوفرة- ببطاريات وقطع غيار لطائرات F.35 التي تقصف شعب فلسطين وشعوب بلدان الجوار”.

وتابع الجحري قائلاً: “هذه السفينة آتية من الولايات المتحدة الأمريكية، الشريك الأساسي والمباشر في حرب الإبادة، تسليحاً وتمويلاً، بل وحتى في اتخاذ القرار والمفاوضات، ناهيك عن الإعلام والدبلوماسية”.

وأوضح أن السفينة “ستعبر الأطلسي وصولاً إلى ميناء طنجة، الذي من المتوقع أن تصله يوم 20 أبريل الجاري، لتفرغ شحنتها في سفينة أخرى ستواصل الإبحار إلى حيفا، ومنها إلى مركز صيانة المقاتلات F.35 الإسرائيلي”.

وعبر الجحري عن أمله أن “تسمع السلطات المغربية لصوت الشعب الذي كان مزلزلاً يوم الأحد 6 أبريل بالرباط، وأن ترفض رسو هذه السفينة في ميناء طنجة المتوسط، وفي جميع موانئ بلادنا”.

وختم بالقول إن “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تتابع الموضوع عن كثب، ولا شك أنها ستعلن مبادرات نضالية ملموسة في القادم من الأيام”.

وكشفت وثائق حديثة عن “استخدام ميناء طنجة المتوسط كمحطة رئيسية في عملية شحن مكونات مقاتلات ‘F-35’ الأميركية نحو إسرائيل”، والتي تُستخدم في شن غارات دموية على القطاع المحاصر.

التحقيق الذي أجرته صحيفة (Declassified UK) البريطانية ومؤسسة الأخبار الاستقصائية الأيرلندية (The Ditch)، قال إن شركة الشحن العالمية “ميرسك” تنقل أجزاء من مقاتلات “F-35” من مصنع تابع للقوات الجوية الأمريكية في ولاية تكساس نحو ميناء حيفا، ثم إلى قاعدة “نيفاتيم” الجوية الإسرائيلية.

في هذا الصدد، طالبت حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها “بي دي إس” (BDS)، السلطات المغربية برفض رسو ما سمّتها “سفن الإبادة” في الموانئ المغربية، “احتراماً لإرادة الشعب المغربي وتحملاً لمسؤوليتها التاريخية”.

وقالت حركة “بي دي إس – المغرب”، إنه في الوقت الذي يعد فرض الحظر العسكري على جيش الاحتلال “واجباً انياً” وملحاً على كل الدول والحكومات والأطراف، “يستمر ميناء طنجة المتوسط في استقبال سفن شركة “Maersk” المتورطة في نقل العتاد العسكري إلى جيش الاحتلال، منذ نونبر الماضي”، وخصوصا بعد “اتخاذ الشركة ميناء طنجة المتوسط مركزًا رئيسيا لعملياتها في البحر الأبيض المتوسط.”.

وأضافت الحركة أنه يتوقع هذه المرة أن يسهل الميناء “وصول شحنة جديدة تحمل أجزاء طائرات 35-F المقاتلة إلى قاعدة نيفاتيم الصهيونية”، مشيرة إلى أن هذه القاعدة تعد مركز قيادة القوات الإسرائيلية الجوية “التي يمطر غزة يوميا بغارات الإبادة الجماعية”.

وتستمر عمليات النقل العسكري عبر البحر الأبض المتوسط، وفقاً لمعطيات استقصائية، في الوقت الذي يتواصل فيه الحراك الشعبي بالمغرب من أجل غزة. إذ خرج الآلاف من المغاربة، يوم الأحد 6 أبريل 2025، وسط العاصمة الرباط في مسيرة مليونية، عبروا خلالها عن غضبهم من جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، كما طالبوا بإنهاء اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.

وشهدت المسيرة، التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، حشوداُ غفيرة من المتظاهرين، الذين قدموا من مختلف أقاليم البلاد رفضاً للعدوان الإسرائيلي على غزة.