story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

بنسعيد: بكلفة 360 مليون درهم.. إطلاق أول منطقة صناعية للألعاب الإلكترونية بالمغرب

ص ص

كشف وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، عن إطلاق مشروع إحداث منطقة صناعية متخصصة في الألعاب الإلكترونية بالعاصمة الرباط، كمبادرة نموذجية ستشكل حجر الزاوية في الاستراتيجية الوطنية لتطوير هذا القطاع، بكلفة تقارب 360 مليون درهم.

وأوضح بنسعيد في جوابه على سؤال كتابي قدمته النائبة البرلمانية عن الفريق الحركي، سكينة لحموش، حول “الألعاب الإلكترونية واستراتيجية التطوير” أن هذا المشروع، سينجز على مساحة تقدر بـ 5 هكتارات على شكل ثلاثة أبراج، ستضم مرافق وتجهيزات موجهة حصريًا لمطوري ومصنعي الألعاب الإلكترونية.

وأشار المسؤول الحكومي، إلى أن هذا المشروع تم توقيع اتفاقية شراكة بشأنه بين الوزارة وعدة مؤسسات حكومية وجهوية، من بينها وزارة الاقتصاد والمالية وولاية جهة الرباط سلا القنيطرة.

وشدد في جوابه على أن الألعاب الإلكترونية “لم تعد ترفا أو مجرد تسلية، بل تحولت إلى واحدة من أكثر الصناعات الثقافية تطورا وربحية في العصر الرقمي، نظرا لما تتيحه من إمكانيات اقتصادية هائلة ومداخيل ضخمة، فضلا عن قدرتها على خلق مناصب شغل عالية المهارة، وهو ما يفسر التوجه المغربي لولوج هذا المجال بثقة”.

ولفت الوزير إلى أن طموح المشروع لا يقف عند حدود العاصمة، إذ من المرتقب أن يتم تعميم هذا النموذج الصناعي على جهات أخرى من المملكة، مع مراعاة الخصوصيات الاقتصادية والموارد البشرية لكل جهة، في أفق خلق منظومة وطنية متكاملة لصناعة الألعاب الإلكترونية.

وكشف بنسعيد أن المشروع يسعى إلى خلق 5 آلاف فرصة شغل جديدة للشباب المغربي، منها 3300 منصب مباشر، بالإضافة إلى آلاف المناصب غير المباشرة التي ستنتج عن دينامية هذه الصناعة، مبرزا أن رقم معاملات قطاع الألعاب الإلكترونية في المغرب بلغ حاليا 129 مليون دولار، ما يمثل 60.07% من السوق العالمية، متجاوزا بذلك أرقام معاملات العديد من الصناعات الثقافية والفنية الأخرى.

وحسب بنسعيد فإن الهدف من المشروع هو مضاعفة هذه الحصة خلال السنوات الأربع المقبلة، وجعل المغرب فاعلا إفريقيا ودوليا في هذه السوق التي تشهد نموا متسارعا عالميا.

وعرج الجواب على أهمية إشراك الشباب المغربي في قلب الدينامية لتحقيق هذا التحول الرقمي، مشيرا إلى أنه في هذا السياق تأتي الشراكة المبرمة بين الوزارة والجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية، والتي تهدف إلى تجهيز 100 دار شباب بمعدات خاصة بألعاب الفيديو، تشجيعا لاكتشاف المواهب وتنميتها.

وأوضح أنه تم بالفعل تجهيز دار الشباب بمدينة طانطان بأحدث المعدات، وهي الثانية بعد دار الشباب بمدينة بركان، في خطوة ترمي إلى تعزيز البنية التحتية الثقافية الرقمية ودمقرطة الولوج إلى مجال الألعاب الإلكترونية على المستوى الوطني.

وفي غضون ذلك سجل بنسعيد، أن “واحدة من اللحظات المفصلية في مسار هذه الاستراتيجية كانت تنظيم القمة الأولى للألعاب الإلكترونية في 20 أكتوبر 2022، التي جمعت مستثمرين ومهنيين من داخل وخارج المغرب، وأكدت المكانة المتصاعدة للمملكة في هذا المجال”، مضيفا أن هذه القمة “توجت بإعلان الرباط عاصمة إفريقية للألعاب الإلكترونية، في اعتراف ضمني بريادة المغرب القارية، خاصة أنه يعد البلد الإفريقي الوحيد الذي نجح في رفع علمه في تظاهرات كبرى متعلقة بهذا المجال”.

وعلى صعيد آخر أبرز الوزير، لقاءا جمعه بمدير عام شركة كورية جنوبية رائدة في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، في أكتوبر 2023، تم خلاله تبادل وجهات النظر حول فرص الشراكة وإمكانيات استثمار الشركة في السوق المغربي.

وأشار الجواب، إلى قيام وفد من الوزارة بزيارة إلى كوريا الجنوبية خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 18 نونبر 2023، لحضور أكبر معرض للألعاب الإلكترونية هناك، وعقد اجتماعات مع ممثلين عن 18 شركة كورية ومتعددة الجنسيات، بالإضافة إلى الوكالة الحكومية الكورية المختصة في ترويج الصناعات الثقافية، حيث جرى التباحث حول توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثنائي في مجال الألعاب الإلكترونية.

وأكد الوزير في جوابه، على إقدام الوزارة على إدماج تدريس تصميم وتطوير ألعاب الفيديو ضمن البرنامج الرسمي للمعهد الوطني للفنون الجميلة، ضمن شعبة الفنون البصرية السردية التي تشمل أيضًا الرسوم المتحركة والأشرطة المرسومة والسرد البصري، مشيرا إلى أهمية التكوين العلمي في مواكبة هذه المشاريع.

وخلص بنسعيد إلى أنه يتم حاليا تقديم التكوين في هذا المجال على مستويي الإجازة والماستر، في انتظار فتح سلك الدكتوراه، مع الإشارة إلى أن المعهد يكوّن طلبة في مجالات دقيقة مرتبطة بصناعة الألعاب، مثل برمجة الألعاب، تصميم الشخصيات، المفهوم البصري، تحرير الفيديو، واختبار الألعاب، وهي تخصصات تحظى بطلب متزايد في سوق الشغل الرقمي.