بسبب “مشاهد جريئة”.. مسلسل “رحمة” يثير الجدل في رمضان

أثار المسلسل المغربي “رحمة”، الذي يُعرض خلال شهر رمضان على قناة “إم بي سي 5″، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تضمنه مشاهد اعتُبرت “جريئة” وغير مألوفة في الدراما المحلية، خاصة في ظل شهر رمضان الذي يحمل دلالات روحية وتعبدية بالنسبة للمغاربة ولعموم المسلمين.
ورغم الإشادة بقصته الإنسانية المؤثرة، إلا أن العمل تعرض لموجة انتقادات واسعة، خاصة بسبب بعض المشاهد التي جمعت بين الممثلة كريمة غيث والممثل هيثم مفتاح، بالإضافة إلى تناوله لقضايا حساسة مثل الخيانة الزوجية والتحرش الجنسي.
وفي السياق، وجه الناقد السينمائي، مصطفى الطالب، انتقادات حادة للانتاجات التلفزيونية المعروضة على القنوات المغربية، بالإضافة إلى قناة “إم بي سي 5″، معتبرًا أنها “تفتقر إلى البعد الفني والموضوعاتي”، وتعاني من “سطحية” في المعالجة الدرامية، مما أدى إلى “نفور المشاهدين واتجاههم نحو منصات رقمية أخرى”.
وأشار الطالب، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، إلى أن بعض الأعمال بلغت “حد الجرأة” بشكل أثار حفيظة الجمهور، خاصة في ظل شهر رمضان الفضيل، معتبرًا أن هذه المشاهد “لا تراعي حرمة الشهر الكريم، وتأتي فقط بهدف تحقيق ‘البوز’، دون أن تضيف أي قيمة فنية أو درامية حقيقية”.
وأضاف الناقد أن “السرقات الأدبية والتقليد الواضح للدراما المصرية والتركية باتا سمة لبعض الإنتاجات الرمضانية المغربية، ما يعكس غياب الإبداع وافتقار الأعمال إلى رؤية متماسكة تثير تفكير المشاهد وتطرح تساؤلات حول الواقع الاجتماعي والسياسي المغربي”.
وأكد الطالب أن الانتقادات التي وجهها الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي “كانت في محلها”، مبررا ذلك بكون أغلب الإنتاجات تميزت بـ”الضعف من حيث الكتابة والإخراج والأداء التمثيلي، مع تكرار نفس الوجوه الفنية دون تقديم أي إضافة تُذكر”.
وفي هذا السياق، شدد الناقد السينمائي على “ضرورة الارتقاء بمستوى الإنتاجات التلفزيونية، وفتح المجال أمام شركات إنتاج جديدة وطاقات شابة، مع التركيز على مواضيع جادة تعكس هوية المجتمع المغربي وتحترم قيمه الاجتماعية والوطنية والدينية”، محذرًا من أن” الانسلاخ عن الذات يؤدي إلى حالة من الاغتراب الثقافي وفقدان التوازن الفني”.
ومع كل شهر رمضان، يتجدد الجدل في المغرب حول جودة الإنتاجات التلفزيونية التي تعرض خلال هذا الشهر الفضيل، حيث تنقسم الآراء بين متابع متحمس لمتابعة ما ستجود به القنوات الرسمية، وآخر محبط بسبب “التكرار” الذي يطبع الأعمال الرمضانية كل سنة.
وتظل أعمال الكوميديا التي يتم إنتاجها في صيغة “سيتكوم” أكثر الانتاجات تعرضًا للانتقاد، بسبب اعتمادها على نفس الوجوه ونفس الأسلوب في الكتابة والتشخيص، بينما تواجه الدراما الاجتماعية اتهامات “بإعادة تدوير نفس المواضيع دون تقديم معالجات جديدة تواكب تطلعات المشاهدين وتستجيب لذوق المغاربة.