وسط تنافس مع الجزائر.. المغرب يخصص 70 مليار درهم لتحديث ترسانته العسكرية

كشف تقرير “التوازن العسكري 2025” الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، ارتفاعا ملحوظا في الإنفاق الدفاعي المغربي، إذ بلغ 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تعزيز القدرات العسكرية وسط محيط إقليمي مضطرب.
وأشار التقرير إلى أن ميزانية الدفاع المغربية خلال عام 2025، وصلت إلى حوالي 70 مليار درهم، مُخصصة بشكل رئيسي للتحديث العسكري واقتناء أسلحة متطورة، ليمتلك المغرب بعد التحديث ما مجموعه 703 دبابة قتال رئيسية من أنواع متعددة مثل (M1A1SA Abrams) و(M60A1 Patton) و(T-72EA)، بالإضافة إلى 238 مركبة قتالية مدرعة (IFV)، و1225 ناقلة جنود مدرعة (APC)، و284 مركبة استطلاع مدرعة.

شراكة مع الهند
وفي مجال التعاون العسكري الدولي، واصل المغرب حسب التقرير تخصيص ميزانية للدفاع بهدف تأسيس صناعة عسكرية وطنية.
وجاء اختيار المغرب للمدرعة القتالية ذات العجلات من طراز (WhAP) 8×8، التي تُصنّعها شركة “تاتا للأنظمة المتقدمة” الهندية، حسب التقرير، لتعزز المملكة علاقات التعاون العسكري مع الهند، وذلك في أعقاب تسلُّمها عام 2023 نحو 92 شاحنة عسكرية من طراز (LPTA 6×6) من الشركة نفسها.
وضمن صفقة المدرعات الجديدة، تم توقيع اتفاقية للإنتاج المحلي في شتنبر 2024، تقضي بتصنيع المركبات في مصنع جديد سيتم تشييده في مدينة الدار البيضاء، مع دراسة فرص تصدير محتملة من هذا المصنع نحو أسواق أخرى.
وتزامنت هذه الخطوة مع تطورات صناعية أخرى، من أبرزها افتتاح شركة “بلوبيرد إيرو سيستمز” الإسرائيلية مصنعًا لإنتاج الطائرات المُسيَّرة في المغرب، وكذلك استحواذ المغرب على أقمار المراقبة “أوفيك 13″ من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، من أجل” تعزيز قدراته في مجال الاستشعار الفضائي والبحث العلمي”، وذلك تنفيذًا لاتفاقيات أُبرمت عام 2022.
شراكة مع اسرائيل
كما حصل المغرب على طائرات بدون طيار (UAV) من إسرائيل، وقامت شركة (BlueBird Aero Systems) الإسرائيلية بافتتاح مصنع لإنتاج هذه الطائرات في المملكة، إضافة إلى اقتناء أقمار اصطناعية للمراقبة من طراز (Ofek 13) من شركة إسرائيل للصناعات الجوية والفضائية، مما يعزز قدراته في مجال الاستطلاع الفضائي.
وأوضح المصدر أن المغرب يمتلك أيضًا قدرات جوية وبحرية متقدمة، إذ قام بتحديث أسطوله الجوي بطائرات مقاتلة حديثة وأنظمة دفاع جوي متطورة، في حين جرى تعزيز أسطوله البحري بقطع متقدمة قادرة على العمل في المياه الإقليمية والدولية بفعالية.
وفي إطار مساعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتي، اهتمت المملكة المغربية بتطوير صناعتها العسكرية المحلية عبر شراكات استراتيجية دولية، الأمر الذي يقلل من اعتماد البلاد على الواردات العسكرية الخارجية، ويزيد من استقلاليتها الدفاعية، حسب ذات المصدر.
سباق التسلح مع الجزائر
وتأتي هذه التطورات حسب التقرير في ظل استمرار التوترات مع الجزائر، إلى جانب عودة اشتباكات محدودة مع جبهة “البوليساريو” الانفصالية، مما يجعل المغرب يعزز قدراته الدفاعية للحفاظ على الاستقرار الإقليمي وحماية أمنه الوطني.
وعليه فحسب ذات المصدر ارتفع انفاق المغرب في المجال العسكري خلال عام 2025، إذ وصل إلى حوالي 70 مليار درهم، مما يعكس توجهًا لتعزيز قدراته العسكرية وسط بيئة إقليمية مضطربة.

في المقابل، بلغ الإنفاق الدفاعي للجزائر عام 2024 نحو 8.2% من الناتج المحلي الإجمالي، حيث خصصت الحكومة 21.4 مليار دولار أمريكي، ما يعادل 211.73 مليار درهم مغربي، لعمليات التسليح.
وشهدت الميزانية العسكرية الجزائرية تضاعفًا ملحوظًا نتيجة العلاقات المتوترة مع المغرب والتحديات الحدودية مع دول الساحل وليبيا. إذ في عام 2023، ارتفع الإنفاق الدفاعي إلى 18.3 مليار دولار ما يعادل تقريباً 176.8 مليار درهم مغربي. مقارنةً بـ 9.2 مليار دولارا ما يعادل تقريباً 88.826 مليار درهم مغربي عام 2022.
كما أشار التقرير إلى سعي الجزائر لتحديث أسطولها الجوي والبحري، مع التركيز على اقتناء غواصات روسية متطورة وطائرات سو-35.
وأضاف المصدر أنَّ الجيش الجزائري يعتمد على معدات حديثة، معظمها من روسيا، بالإضافة إلى أسلحة صينية تشمل الطائرات المسيرة والمدفعية ذاتية الدفع. كما تلقت الجزائر في 2024 طائرات تدريب جديدة ومنظومات دفاع جوي ذاتي الحركة من روسيا. مبرزا أنه رغم تأثير الحرب الأوكرانية، تمكنت الجزائر من الحفاظ على تدفق الأسلحة والذخائر.
التجنيد بين المغرب والجزائر
وفي مقارنة تعداد القوات المسلحة لكل من المغرب والجزائر حسب التقرير، يظهر تفاوت في توزيع القوات بين مختلف الفروع العسكرية. بحيث يمتلك المغرب قوة عسكرية قوامها 195,800 جندي، يتوزعون بشكل رئيسي بين 175,000 جندي في الجيش الملكي، و7,800 فرد في البحرية، و13,000 في القوات الجوية، و50,000 عنصر في الدرك الملكي والقوات شبه العسكرية، بالإضافة إلى 150,000 جندي احتياطي.

في المقابل، يبلغ العدد الإجمالي للقوات المسلحة الجزائرية 139,000 جندي، موزعين على الفروع التالية: 110,000 في الجيش، 15,000 في البحرية، و14,000 في القوات الجوية.
كما تضم قوات الدرك والقوات شبه العسكرية 187,200 فرد. تُحدد مدة الخدمة العسكرية الإلزامية بـ12 شهرًا، بينما يبلغ قوام قوات الاحتياط 150,000 جندي، جميعهم ضمن الجيش، مع إمكانية الخدمة حتى سن 50 عامًا.
وهو ما يظهر تفوق المغرب عددياً على الجزائر في الجيش النظامي، كما يعكس اختلاف الاستراتيجية الأمنية والعسكرية للبلدين.
معدات عسكرية بين المغرب والجزائر
كما أشار التقرير إلى تفوق الجزائر من حيث العدد الإجمالي للدبابات، حيث تمتلك الجزائر 1,485 دبابة، من بينها 600 دبابة (T-90SA) حديثة و325 دبابة (T-72M1/M1M)، مما يمنحها قدرة هجومية قوية تعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا الروسية المتطورة.
في المقابل، يمتلك المغرب 703 دبابات قتالية رئيسية موزعة بين 222 دبابة (M1A1SA Abrams) الأمريكية، و220 دبابة (M60A1) و120 (M60A3 Patton)، بالإضافة إلى 47 دبابة (T-72EA) و40 دبابة (T-72B) المحدثة، و54 دبابة (Type-90-II) الصينية.
ورغم تفوق الجزائر العددي، إلا أن المغرب يعتمد على دبابات أمريكية حديثة مثل (M1A1 Abrams)، التي تتمتع بتكنولوجيا متقدمة مقارنة بالدبابات الروسية القديمة في الجزائر.
وبخصوص مركبات المشات القتالية فإن التقرير يظهرُ امتلاك الجزائرـ 980 مركبة مشاة قتالية، من بينها 760 مركبة (BMP-2M) مزودة بصواريخ (9M133 Kornet)، مما يعزز قدراتها المضادة للدروع.
في المقابل، يملك المغرب 238 مركبة مشاة قتالية، موزعة بين (10 AMX-10P) و30 (Ratel Mk3-20)و30 (Ratel Mk3-90)و45 (VAB VCI) و123(YPR-765). ورغم تفوق الجزائر العددي، فإن المغرب يملك تنوعًا في المركبات، مما يمنحه مرونة تشغيلية في المعارك.
أما بخصوص ناقلات الجنود المدرعة فإن الجزائر تمتلك 1,305 ناقلة جنود مدرعة، منها 600 مركبة (Fuchs 2)ألمانية الصنع، مما يعزز قدرتها على نقل القوات بسرعة وحمايتها في المعارك.
في المقابل، يمتلك المغرب عددًا أقل من ناقلات الجنود المدرعة، لكنه يعوض هذا النقص بتحديث قواته عبر إدخال مركبات استطلاع مدرعة مثل 38 (AML-60-7) و190 (AML-90)و40 (EBR-75)و16 (Eland)، مما يمنحه قدرة أكبر على المناورة والاستطلاع مقارنة بالقوات الجزائرية.
كما أشار التقرير إلى بداية الجزائر في تطوير صناعات دفاعية محلية، حيث سيتم تجميع ناقلات الجنود المدرعة (Rheinmetall Fuchs 2) محليًا بين 2024 و2028، مما يعكس التوجه نحو تقليل الاعتماد على الاستيراد.
إلى جانب تعزيز علاقتها مع روسيا، عززت الجزائر التعاون العسكري مع الصين، إذ أنها وقعت اتفاقية في 2024 يمكن أن توسع نطاق الشراكة لتشمل تكنولوجيا الدفاع الحديثة، مثل الطائرات المسيرة والأسلحة الذكية.