story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

هل تسهم التساقطات الأخيرة في رفع معدل النمو خلال سنة 2025؟

ص ص

شهدت العديد من مناطق المغرب تساقطات مطرية مهمة، استبشر بها الفلاحون خيرا نظرًا لتأثيرها الإيجابي على عدد من الزراعات، خاصة القطاني والزيتون. ومع ذلك، يرى البعض أن تأثير هذه الأمطار قد يكون محدودًا بسبب توقيتها المتأخر، مما يثير تساؤلات حول مدى قدرتها على الإسهام في رفع معدل النمو خلال هذه السنة، بحيث يرتبط هذا المعدل في المغرب بمردودية الموسم الفلاحي.

تعليقًا حول الموضوع، استبعد الخبير الاقتصادي ورئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير، يوسف كراوي الفيلالي، أن يكون للتساقطات الأخيرة أي تأثير على النمو الاقتصادي للمغرب خلال السنة الجارية نظرًا للظرفية المتأخرة التي جاءت فيها، مؤكدًا في المقابل أن هذه التساقطات سيكون لها أثر لا بأس به على الفرشة المائية بالمغرب.

وأوضح الخبير أنه على الرغم من الأمطار الكثيفة التي عرفتها العديد من المناطق الزراعية بالمغرب، إلا أنها جاءت في نهاية فصل الشتاء ولن يكون لها تأثير كبير على المحصول الزراعي، مشيرًا إلى أن الموسم الفلاحي خلال الفترة الممتدة ما بين شهري شتنبر وفبراير الماضيين كان “أكثر حاجة إلى تساقطات منتظمة، لكن هذا لم يحدث”.

في المقابل، أكد الخبير أن هذه التساقطات ستؤثر بشكل إيجابي على مستوى المخزون الاستراتيجي لكل من المياه الجوفية والسطحية، كما ستساهم في رفع نسبة ملء السدود إلى حدود 30% على أقصى تقدير، إن استمرت على هذه الوتيرة، وذلك بعد أن تراجعت النسبة إلى ما دون 28%.

ورغم هذا التأثير الإيجابي، نفى الفيلالي أن تسهم هذه الأمطار في رفع معدل النمو “ولو بنقطة زائدة”، مبرزًا أن المغرب دائمًا ما يعود إلى نفس المعادلة التي تربط نسبة النمو الاقتصادي بأداء الموسم الفلاحي، مشيرًا إلى أنه في ظل عدم اعتدال المواسم الفلاحية الأخيرة، والتذبذب الذي تعرفه القيمة المضافة الفلاحية، من الضروري التركيز أكثر على الأنشطة غير الفلاحية والرفع من قيمتها المضافة.

في ذات السياق، أكد الخبير البيئي ورئيس جمعية المنارات الإيكولوجية، مصطفى بنرامل، أن الأمطار الأخيرة ستسهم في إنقاذ عدد من الزراعات كالقطاني والزيتون، بالإضافة إلى بعض الخضروات والفواكه، مضيفًا بالمقابل أن زراعة الحبوب لن تستفيد كثيرًا من هذه الأمطار نظرًا لتوقيتها المتأخر بالنسبة لهذا النوع من الزراعة.

ويذكر أن الحبوب تعد إحدى الفرضيات الأساسية التي يُبنى عليها توقع معدل النمو الاقتصادي للمغرب، إذ كانت الحكومة قد توقعت محصولًا سنويًا من الحبوب يصل إلى 70 مليون قنطار هذه السنة، في مقابل 55 مليونًا يتوقعها البنك، وهو ما خلق تباينًا في توقع المؤسستين لمعدل نمو المغرب، بحيث تميل الحكومة إلى توقع “أكثر تفاؤلًا” بمعدل يصل لـ4.6%، فيما يتوقع البنك المركزي للمغرب معدل 3.9%.

من جانبها، كانت وكالة “فيتش سولوشنز” المتخصصة في أبحاث السوق، قد خفضت من توقعها لمعدل النمو بالمغرب إلى 5% بعد أن كانت قد توقعت معدل 5.6%، مبررة هذا الخفض بإنتاج زراعي أقل من المتوسط لهذه السنة، مما سيُبقي معدل البطالة عند مستواه المرتفع، والذي سينعكس بدوره على القدرة الشرائية للمواطنين.