الساخي: اعتبار “الربيع العربي” مؤامرة هو خطاب كارثي والحركة تشبه حركات عالمية أخرى

في حديثه عن الحراك السياسي الذي عرفه المغرب والمنطقة العربية سنة 2011، اعتبر الأنتربولوجي منتصر الساخي أن الخطاب الذي يتحدث عن وجود أيادي خفية وراء ما سمي بـالربيع العربي حينها هو “خطاب كارثي وبعيد عن الواقع”.
وأضاف الساخي أثناء حلوله ضيفا على برنامج “ضفاف الفنجان” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب” أن الواقع يكشف عن حقيقة أن الناس في المنطقة يعرفون بعضهم البعض جيدًا، ولا يمكن نسيان اللحظات الحاسمة التي شهدتها شوارع المدن المغربية، خاصة في الرباط.
وتذكر في هذا السياق لقائه مع الكاتب والشاعر عبد اللطيف اللعبي في الرباط، حيث ناقش معه تطور الحراك، وكان اللعبي يرى أن هذا الحراك كان بمثابة انفراج سياسي قوي، “حيث كان من المفترض أن يعود الناس الذين كانوا صامتين لفترة طويلة لإحياء العمل السياسي”.
وأضاف المتحدث أنه أجرى أبحاثًا حول هذه القضية، سواء من خلال الحوارات أو من خلال التفاعل مع جماعة العدل والإحسان، وركز على مسألة جيل التسعينات الذي نشأ في تلك الحقبة، مؤكداً أن هذا الجيل عاش لحظات سياسية فارقة، مثل أحداث 2011 التي كانت لحظة محورية ليس فقط في العالم العربي، بل في العالم بأسره.
وأشار إلى أن ما حدث في 2011 حدث في بعض الدول الغربية، مثل حركة “السترات الصفراء” في فرنسا أو “بويرتا دي سول” في إسبانيا، يمكن مقارنته بما حدث في 1968، حيث كانت هناك حركة سياسية عالمية مماثلة.
وربط الساخي هذا الحراك بتجاوز مرحلة الدولة الوطنية في العالم العربي، خاصة بعد الاستقلال، مؤكداً أن الدول الوطنية في المنطقة وصلت إلى سقفها ولم تتمكن من تقديم جديد، مما كان يستدعي الانتقال إلى مرحلة جديدة.
من ناحية أخرى، أشار إلى تطور الخطابات السياسية التي لم تعد محصورة في الخطاب الإسلامي أو الاشتراكي أو القومي العربي، بل تم المزج بينها في تحالفات جديدة مثل تحالف العدل والإحسان مع اليسار بعد عام 1975، رغم الخلافات السابقة.
وأشار ساخي إلى أن حركة 20 فبراير في المغرب كانت جزءًا من الربيع العربي، بحيث تم تحديد يوم خاص للخروج، وكانت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك تلعب دورًا كبيرًا في التنسيق بين الشباب. وتذكر في هذا السياق عمله مع الناشط أسامة الخليفي الذي توفي الجمعة 31 يناير 2025، حيث ساهموا جميعا في صياغة أول البيانات الداعية للاحتجاج.
وخلص بالقول إلى أنه رغم وجود محاولات للتشويش على الحركة من قبل بعض الفئات، إلا أن الشباب ظلوا ملتزمين بمطالبهم، مؤكدا أن هدف الحركة كان الحفاظ على سلمية الاحتجاجات واستمرار النقاش السياسي بطرق حضارية ومؤثرة، مما ساعد في بناء وعي سياسي جديد في المغرب.
لمشاهدة الحوار كاملا، يرجى الضغط على الرابط