متضررو الزلزال يقضون رمضانا آخر وسط خيام أغرقتها الأمطار ويناشدون الملك للتدخل- فيديو

رغم مرور 18 شهرًا على الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز بمنطقة الأطلس الكبير في 8 شتنبر 2023، لا تزال أوضاع العديد من المتضررين كارثية، حيث يعيش العديد منهم في خيام بلاستيكية مهترئة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة.
ويزداد الوضع سوءًا في ظل قسوة الظروف المناخية التي تشهد هذه الأيام اضطرابات جوية نتجت عنها أمطار غزيرة وثلوج قوية وانخفاض كبير في درجة الحرارة، بالتزامن مع شهر رمضان الكريم، إذ يستقبل المتضررون هذه المناسبة الدينية وسط أوضاع استثنائية تختلف تمامًا عن الأجواء التي اعتادوا عليها.
رمضان في خيام مزرية
بعد أكثر من عام ونصف العام على الكارثة، لم تتمكن العديد من العائلات من إعادة بناء منازلها، فيما تواجه أخرى ظروفًا إنسانية قاسية داخل الخيام، حيث تعاني من البرد القارس في الشتاء ودرجات الحرارة المرتفعة في الصيف، إضافة إلى نقص في الموارد الأساسية.
وفي حديثها لصحيفة “صوت المغرب”، قالت إحدى المتضررات “نعيش وسط البرد والمطر، ولا نملك وسائل التدفئة. الخيام لم تعد صالحة للعيش، والماء يتسرب إلى الداخل. لا نملك سوى أغطية خفيفة لا تحمينا من قسوة الشتاء.”
فيما تضيف متضررة أخرى، “حتى النار لا يمكننا إشعالها داخل الخيام للتدفئة، خوفًا من اندلاع الحرائق، فقد شهدنا بالفعل حوادث مأساوية في بعض المخيمات.”
كما أعبرت متضررة ثالثة عن خوفها من الوضع الصحي العام في الخيام قائلة “الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن يعانون أكثر من غيرهم، جراء آلام الظهر بسبب البرد والمطر الذي يجعلهم عرضة للأمراض، ولا توجد مراكز صحية قريبة لتقديم العلاج اللازم.”
المساعدات غير كافية
وعلى الرغم من أن الحكومة وعدت بإعادة إعمار القرى المدمرة، إلا أن العملية تسير ببطء شديد. ويواجه السكان مشاكل عدة، أبرزها ضعف التعويضات، وتأخر وصول المساعدات، وغياب المرافق الأساسية.
وأكدت إحدى المتضررات أنه “تم الإعلان عن مساعدات مالية لإعادة بناء المنازل، لكن لم تصل المساعدات للجميع، ولازال هناك من ينتظر أن يصله دوره في التعويضات”.
وأضافت أنَّ “هذه المساعدات غير كافية لاتمام بناء المنازل المدمرة، لذا يجب رفع قيمة هذه التعويضات، وتيسير عملية نقل المواد الضرورية لتسريع وتيرة إعادة الإعمار التي تأخرت منذ ما يقرب من سنة ونصف”.
هل من حلول؟
مع حلول شهر رمضان، زادت حدة معاناة السكان، إذ يعانون من نقص شديد في المواد الغذائية الأساسية، وصعوبة في الطهي بسبب ندرة الحطب وقلة الأفران وانعدام وسائل الطهي المناسبة.
ويطالب سكان المناطق المتضررة بتوفير مساكن دائمة بدل الحلول المؤقتة التي لم تخفف من معاناتهم المتواصلة. كما يدعون إلى توفير دعم مباشر للأسر الأكثر تضررًا، وضمان وصول المساعدات إلى الجميع دون استثناء.
وفي تصريح لـصوت المغرب، ناشدت إحدى المتضررات بلغتها الأمازيغية الملك محمد السادس والمسؤولين بالتدخل نظرا لصعوبة الوضع الذي يعيشه ضحايا زلزال الأطلس الكبير، بفعل انهيار المنازل ووعورة الطرق، ووضعهم المأساوي داخل الخيام. مؤكدة أنها “لم تحصل على أي تعويضٍ على الإطلاق”.
ومع استمرار هذه الأزمة الإنسانية، يستمر هؤلاء المتضررون في البحث عن التفاتة إنسانية من السلطات المعنية وكافة المتدخلين، تنهي معاناتهم التي سببها الزلزال وعمقتها الحكومة جراء عجزها حتى الآن عن إعادتهم إلى منازلهم التي صارت أطلالا بعدما دمرها زلزال الثامن من شتنبر عام 2023.