إسرائيليون يعيشون “أحد أصعب الأيام” مع استعادة جثث أربع رهائن

تجمع عشرات الإسرائيليين ملوّحين بالأعلام في ظل طقس عاصف، على طول الطريق التي عبرها موكب يحمل جثث أربع رهائن أعادتهم حركة المقاومة الإسلامية -حماس- في غزة الخميس 20 فبراير 2025.
وهذه أول عملية تسليم جثث تقوم بها حماس منذ وقف الحرب الإجرامية الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني والتي استمرّت 15 شهرا مخلفة عشرات الآلاف من الشهداء والمفقودين والمصابين وسط وضع كارثي.
وفي تل أبيب، احتشد حوالى مئة إسرائيلي أيضا في ساحة باتت تعرف باسم “ساحة الرهائن”، بعدما شهدت سلسلة احتجاجات مطالِبة بالإفراج عنهم.
وقالت مديرة المتحف تانيا كوين أوزييلي (59 عاما) “أعتقد أنّ هذا أحد أصعب الأيام منذ السابع من أكتوبر”.
وأضافت “أعتقد أنّ الشعور بالذنب الشخصي هو أمر يحمله كل واحد منّا، ربّما كان بإمكاننا أن نفعل المزيد، أو ربما لم نفعل ما يكفي لمنع هذه المأساة”.
وعرضت شاشات كبيرة نُصبت في الساحة، صورا لأفراد عائلة بيباس ولليفشيتز، بينما ارتفعت بالونات ترمز إلى الشعر الأصهب للطفلين بيباس.
وانتشرت على نطاق واسع صورة للأم شيري مذعورة تحضن ولديها أثناء عملية الخطف، أخذت من شريط مصوّر التقطه ونشره عناصر حماس خلال هجومهم. وانتشرت هذه اللقطة على نطاق واسع وتحوّلت إلى رمز للذعر الذي عرفته الدولة العبرية في ذاك اليوم، ولقضية الرهائن الإسرائيليين في القطاع.
وأثناء الهجوم، خطف ياردين بيباس زوج شيري ووالد الطفلين، وأطلق سراحه في مرحلة سابقة من عمليات التبادل، جرت في الأول من فبراير الجاري.
وكانت حركة حماس قد أعلنت أواخر نونبر الماضي أن شيري وطفليها قضوا في ضربة إسرائيلية في قطاع غزة. لكن الدولة العبرية لم تؤكد ذلك.
وقالت شارون غازيت (60 عاما) وهي من سكّان تل أبيب “لا توجد كلمات أخرى، قلبي محطّم”.
“أطلب الصفح”
ونقلت الجثامين بعيد نقلها من قطاع غزة، من كيسوفيم في جنوب إسرائيل إلى معهد الطب الشرعي في تل أبيب لإجراء الفحوص اللازمة لتحديد الهويات.
وأفاد منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين بأن عوديد ليفشيتز هو من بين الجثامين الأربعة التي أعيدت.
من جانبه، قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عبر منصة إكس الخميس “لا كلام يصف حالتنا. قلوبنا، قلوب كل الأمة، محطمة. باسم دولة إسرائيل أنحني وأطلب الصفح. الصفح للفشل في حمايتكم في ذلك اليوم الفظيع”.
وفي غزة، تجمّع المئات فجر الخميس في مدينة خان يونس بجنوب القطاع لمتابعة عملية التسليم.
وكما جرى خلال عمليات الإفراج السابقة عن الرهائن، بدا المشهد منظما بعناية، مع إقامة منصة في مقبرة “شهداء بني سهيلة” في بلدة بني سهيلة شرق خان يونس، حيث انتشر عشرات من عناصر كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس وكتائب المجاهدين.
وعلى المنصة، وُضعت التوابيت الأربعة ولصقت على كل منها صورة لأحد الرهائن.
ومنذ بدء تنفيذ الهدنة، أُطلق سراح 19 رهينة إسرائيليا من غزة مقابل أكثر من 1100 معتقل فلسطيني من سجون إسرائيل، بمعدل عملية تبادل واحدة كلّ أسبوع.
ومن المتوقع أن تطلق حماس سراح ستة رهائن أحياء السبت، بينما ستُسلّم جثث أربع رهائن آخرين الأسبوع المقبل.