لوموند: المغرب يخطو نحو تصنيع الدرونات التركية وسط سباق تسلح إقليمي
![لوموند: المغرب يخطو نحو تصنيع الدرونات التركية وسط سباق تسلح إقليمي](https://thevoice.ma/wp-content/uploads/2025/02/درون.avif)
قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن المغرب يستعد ليصبح أول دولة إفريقية تحتضن مشروعًا لإنتاج الطائرات المسيرة التركية، وذلك عبر تأسيس شركة “أطلس ديفنس”، التي تم الكشف عن تسجيلها حديثًا في المحكمة التجارية بالرباط عبر إعلان قانوني ورد في الجريدة الرسمية بتاريخ 29 يناير 2025.
وأشارت الصحيفة إلى أن تسجيل الشركة أثار تساؤلات حول هوية ملاكها، ليُكشف لاحقًا أنها تعود للأخوين حلوك وسلجوق بيرقدار، وهما من أبرز الشخصيات في قطاع الصناعات الدفاعية التركية.
وتشير المعلومات إلى أن الشركة تعود للأخوين حلوك وسلجوق بيرقدار، وهما من أبرز الشخصيات في قطاع الصناعات الدفاعية التركية. حيث يشغل حلوك، البالغ من العمر 46 عامًا، منصب الرئيس التنفيذي لشركة “بايكار”، بينما يتولى شقيقه سلجوق منصب المدير التقني، وهو معروف أيضًا بكونه صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضافت لوموند أن علاقة الأخوين بيرقدار بالمغرب ليست جديدة، حيث سبق للجيش المغربي أن اشترى نحو 20 طائرة من طراز بيرقدار TB2 منذ عام 2021، مشيرة إلى أن المغرب يستخدم هذه الطائرات في الصحراء المغربية ضد جبهة “البوليساريو” الانفصالية، كما تسلم نماذج من طراز “آقنجي”، القادرة على التحليق على ارتفاعات أعلى وحمل مزيد من الذخائر.
وأورد المصدر ذاته أنه رغم أن “أطلس ديفنس” لم تعلن رسميًا عن طبيعة أنشطتها، فإن وثائق تسجيلها تشير إلى أنها ستعمل في “تصميم وتصنيع وتطوير وصيانة الطائرات بدون طيار”، مما يعزز التكهنات حول نية الأخوين بيرقدار إنشاء وحدة إنتاج محلية في المغرب.
وفي هذا السياق، أكد الخبير الدفاعي نزار دردابي، وفق ما نقلته لوموند، أن “المغرب قد يصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج الطائرات التركية، خاصة مع زيادة الطلب عليها في شمال وغرب إفريقيا نظرًا لتكلفتها المنخفضة مقارنة بجودتها”.
وذكرت الصحيفة أن عدة دول إفريقية، مثل ليبيا والنيجر ونيجيريا وتشاد والطوغو وتونس، اشترت طائرات بيرقدار TB2، وهو ما يعكس بحسبها “النفوذ التركي المتزايد في القارة الإفريقية على المستويات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية”.
كما أشار المصدر ذاته، إلى أن تركيا ضاعفت عدد سفاراتها في إفريقيا منذ عام 2008، وبلغت قيمة تجارتها مع الدول الإفريقية 32 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يعكس طموح أنقرة في تعزيز نفوذها بالقارة.
ووفقًا لموقع ميليتاري أفريكا المتخصص، تتركز أكثر من نصف الطائرات بدون طيار المستخدمة في إفريقيا في منطقة شمال القارة، حيث يمتلك المغرب حوالي 230 طائرة، ما يجعله ثاني أكبر جيش يمتلك هذا النوع من الطائرات في إفريقيا، في حين تمتلك الجزائر نحو 120 طائرة، وتحتل المرتبة الخامسة.
وذكرت الصحيفة في هذا السياق، أن هذه المنافسة في مجال الطائرات المسيرة تُعزى جزئيًا إلى النزاع القائم حول الصحراء المغربية، ما دفع البلدين إلى تعزيز ترسانتيهما الجوية بشكل غير مسبوق. ويواكب هذا السباق زيادة ملحوظة في ميزانيات الدفاع.
وأفادت بأن الجزائر رفعت ميزانيتها العسكرية لعام 2025 إلى حوالي 24 مليار يورو (240 مليار درهم)، بينما خصص المغرب نحو 13 مليار يورو (130 مليار درهم) لتعزيز قدراته الدفاعية، مشيرة إلى أنه “مع تسارع وتيرة اقتناء الطائرات بدون طيار من كلا الجانبين، بات من الطبيعي التفكير في تصنيعها محليًا”.