خبير: إسرائيل تسعى لخلق بؤرة صراع جديدة بين المغرب والجزائر
قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، توفيق عبد الصادق، إن الاستراتيجية التي تتبناها إسرائيل تجاه الدول العربية تعتمد على تشبيك المصالح مع هذه الدول بغرض تفجير الأمن في المنطقة وخلق صراعات في ما بينها.
واعتبر، في ندوة حول “الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي” نظمت أمس الخميس بكلية الحقوق السويسي بالرباط، أن التعاون المغربي الإسرائيلي، في إشارة إلى استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب في 10 دجنبر 2020، هدفه خلق بؤرة صراع جديدة مع الجزائر.
وأوضح عبد الصادق أن إسرائيل تُمّيز في استراتيجيتها تجاه الدول العربية بين طرفين، يتمثل الأول في دول الطوق وهي سوريا ولبنان والأردن ومصر التي تعتبرها إسرائيل تندرج ضمن الفضاء الجيوسياسي لها في إطار سعيها للهيمنة الإقليمية، وبالتالي تلجأ إلى الحرب والسلم في التعامل معها.
أما الطرف الثاني فيتمثل في دول الخليج العربي والمغرب العربي والتي تعمل إسرائيل على تحييدها من الصراع بقدر المستطاع، وتتعامل معها بعقلية مختلفة عن الدول المحيطة بها لأنها تراها غير حاسمة في الصراع لكن مؤثرة، حسب الخبير في العلاقات الدولية.
ويرى الجامعي المغربي أن إسرائيل “تحاول القيام بعملية تشبيك العلاقات الأمنية والسياسية مع هذه الدول، واسترجاع الممتلكات اليهودية فيها ومن ثم بناء شبكة زبائنية معها أجل تفجير هذه المنطقة وخلق صراعات بينها، ولعل التعاون المغربي الإسرائيلي هدفه خلق بؤرة صراع جديدة مع الجزائر”.
استرضاء أمريكا
ويذهب عبد الصادق إلى أن تشبيك العلاقات مع إسرائيل، من الجانب العربي، يدخل في ما سماه الباحث الأردني وليد عبد الحي المتخصص في العلوم السياسية والدراسات المستقبلية ب”دبلوماسية الاسترضاء للطرف الأمريكي”.
واعتبر الباحث أن استراتيجية الجانب العربي الفلسطيني (باستثناء الجبهة الشعبية وحماس والجهاد الإسلامي) اعتمدت على حل الدولتين وفقا لحدود 67 ثم الاتفاقيات وكانت أولاها اتفاقية كامب ديفيد، تلتها أوسلو ثم المبادرة العربية في قمة بيروت 2002.
وأشار إلى أن الاستراتيجية العربية تأثرت بعوامل وسياقات من قبيل تتأثر واقع الانقسام في الداخل الفلسطيني والتكيّف مع إسرائيل نظرا لجزم الدول العربية بأن إسرائيل غير قابلة للهزيمة، وضعف الدول العربية وتفككها مقابل استثمار تركيا وإيران في الصراع، وانحياز القوى الدولية لإسرائيل.
العرب خسروا اللعبة
وحلّل عبد الصادق الاستراتيجيتين العربية الفلسطينية ومقابلتها الإسرائيلية انطلاقا من نظرية الألعاب في العلاقات الدولية، التي تقوم على تحليل مواقف الأطراف في صراع ما ورهانات الربح والخسارة بيد كل طرف، ليصل إلى أن “اللعبة انتهت بخسارة الطرف الفلسطيني والعربي وربح الطرف الإسرائيلي”.
رغم ذلك، اعتبر أنه لم يزل هناك أفق للحل “وهو الانسحاب من هذه اللعبة أي اتفاقيات أوسلو وأن يضع العرب قواعد لعبة جديدة”، مؤكدا أنهم “قادرون على ذلك لأن السياق الدولي والإقليمي يسمح لهم بتجاوز هذا العجز المميت وحالة التيه في العلاقات الخارجية”.
واستدرك “لدى الدول العربية كامل الإمكانيات لتغيير قواعد اللعبة لكن ليست لديها إرادة سياسية أقلها لعدم إعطاء شرعية لكيان غاصب، من خلال تجميد العلاقات معه في أدنى المستويات”.