بوعبد الله: طوبى لأطباء غزة بالنصر.. والمغاربة مدعوون لدعم إعادة البناء
أكد الطبيب المغربي يوسف بوعبد الله، عضو السكرتارية الوطنية للتنسيقية المغربية “أطباء من أجل فلسطين”، أن الأطباء في غزة قدموا تضحيات جسيمة خلال الحرب الإجرامية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لمدة 471 يوما متواصلة، موضحا أنهم جسّدوا نماذج استثنائية في الصمود والحفاظ على معنوياتهم العالية رغم الظروف القاسية، “وكانوا مثالاً للطبيب الإنساني، طوبى لهم بهذا النصر”.
وأشار بوعبد الله خلال كلمته بمهرجان الانتصار، المنظم من طرف التنسيقية المغربية أطباء من أجل فلسطين، فرحا بانتصار غزة، الخميس 30 يناير 2025، إلى ما قام به الدكتور عيد صباح، الذي فقد ابنيه في هذه الحرب، إلا أنه واصل تقديم الدعم والخدمة، كما أشار إلى ما قام به الأطباء في مستشفى كمال عدوان، مجددا المطالبة بإطلاق سراح مديره الدكتور حسام أبو صفية الذي اعتقلته قوات الاحتلال.
أما بالنسبة للمغرب، فشدد المتحدث على أن “المغاربة يشعرون بأنهم جزء من القضية الفلسطينية، إلا أن دعمهم لا يزال يقتصر على التعاطف، وهو ما يجعلهم مقصرين في أداء واجبهم اتجاه فلسطين”، حيث أكد أن النصر في غزة يجب أن “يكون حافزًا للعمل، والمساهمة الفعلية في بناء مجتمع قوي لما بعد وقف إطلاق النار، وتعزيز القطاع الصحي من خلال تطوير المستشفيات والتخصصات والكفاءات”.
وأضاف في هذا السياق، أن “من أراد أن يكون جزءًا من هذا الانتصار، فعليه أن يشارك في مرحلة البناء، إذ لا يجوز لأحد أن ينسب لنفسه هذا النصر دون أن يكون مساهمًا حقيقيًا فيه، بحيث أنه يجب على الجميع المساهمة، كل من مجال تخصصه”، مشددا على أنه “لا يجوز سرقة شعاع هذا الانتصار إن لم نكن إيجابيين في التفاعل معه”.
من جهته، أكد باسم نعيم، وزير الصحة الأسبق بقطاع غزة، خلال مشاركته في المهرجان ذاته، على الدور الهام الذي لعبه الدعم والمساندة الشعبية في تحقيق هذا النصر، مشيرا إلى أن “المجاهد ليس فقط من يحمل السلاح، وإنما من يدافع عن القضية ويعمل لأجل انتصارها”.
في المقابل، أوضح نعيم أن “الانتصار تحقق بالفعل في الوقت الحالي، غير أن المعركة لاتزال مستمرة، إذ لا يزال الشعب مطالبا بمواصلة الدعم والمساندة من أجل إجبار العدو على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بكل تفاصيله، كما يجب أن تستمر التضحيات والمقاطعة، وهو ما يحتاج مساندة كل العرب”.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الصحة السابق بقطاع غزة، أنه “يجب على جميع المسلمين استشعار مسؤوليتهم اتجاه غزة، لأن القدس هي ملك للمسلمين جميعا، وللجميع حق فيها، وعليه المقاومة والدفاع من أجلها، وخصوصا المغاربة الذين لديهم حي خاص هناك”.
ومن جانبه، كشف أحمد بلحوس، المنسق الوطني للتنسيقية المغربية “أطباء من أجل فلسطين”، انضمام طبيب مغربي آخر من التنسيقية إلى قطاع غزة، حيث أشار إلى أنه بدأ عمله اليوم الخميس 30 يناير 2025، وذلك بعد رحلة طويلة وصعبة للالتحاق بالقطاع، من أجل تقديم الدعم الصحي للمتضررين من الحرب.
كما أشار إلى أن التنسيقية أعادت مراسلة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالمغرب من أجل تنظيم مستشفى ميداني وإرسال بعثات طبية إلى غزة، وتقديم الدعم الصحي والإنساني.
وبدوره، شدد بلحوس على ضرورة الاستمرار في تقديم الدعم لغزة بعد توقيع الاتفاق، ودعم إعادة إعمارها، مع تأكيده على مواصلة حملات المقاطعة ودعم القضية الفلسطينية باستمرار.