story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

حمودي: مفهوم النصر والهزيمة تغير والفلسطينيون حققوا مكاسب سياسية وأخلاقية غير مسبوقة

ص ص

قال إسماعيل حمودي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، إن “مفهوم النصر والهزيمة في عصرنا الحالي شهد تغييرات جذرية نتيجة للتحولات العميقة في طبيعة الصراعات الحديثة، موضحا أنه على الرغم من الخسائر المادية التي تكبدها الفلسطينيون، فإن مكاسبهم الأخلاقية والسياسية كانت غير مسبوقة.

وأشار حمودي، خلال مشاركته في برنامج “من الرباط” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، إلى أن النصر يُعد من المفاهيم المرنة، حيث يشبه مفاهيم مثل الحرية والعدالة والديمقراطية، والتي تختلف معانيها باختلاف الزمان والمكان والخلفيات الإيديولوجية، مشيرا إلى أن مفهوم النصر يتأثر بالجهة التي تصوغ الخطاب أو تُنتجه، مما يجعله متغيرًا من شخص لآخر، ومن حزب لآخر، ومن بلد لآخر.

وأوضح المتحدث ذاته، أن النصر في الحربين العالميتين الأولى والثانية كان يُقاس باستسلام الطرف المهزوم وتوقيع اتفاقيات رسمية بهذا الخصوص، مبرزا أن هذا المفهوم بدأ يتغير منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث لم تعد الهزيمة تعني الاستسلام الكامل، مستدلا على ذلك بالحروب الحديثة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مثل العراق وأفغانستان وسوريا واليمن وليبيا، حيث لم يُقر أي طرف رسميًا بهزيمته.

وبيّن الأستاذ الجامعي أن الهزيمة في السياق الراهن لم تعد تعني فقط الاستسلام، مبرزا أنه حتى عند قياسها بالمعنى المادي، من حيث عدد القتلى، والجرحى، أو الخسائر الاقتصادية والبنية التحتية، لم تعد تعني الاستسلام بل أصبحت مرتبطة بمزيد من المقاومة.

وعاد حمودي إلى الأدبيات القديمة للحرب، مستشهدًا بكتاب “عن الحرب” للجنرال الروسي، فون كلاوزفيتز، الذي فرّق بين المعنى المادي للحرب، الذي يشمل المواجهات العسكرية، والمعنى الأخلاقي، الذي يتعلق بالعدالة في القضية التي تُخاض الحرب لأجلها، مؤكدا أن كلاوزفيتز رأى أن القضايا العادلة تُفضي إلى انتصار الطرف الضحية، لأنه يقاتل من أجل مبدأ، كما هو الحال مع القضية الفلسطينية.

وأشار حمودي إلى رأي الأكاديمي الفلسطيني رشيد الخالدي، الذي يرى أن النكبة أطلقت شرارة حركة فتح والثورة الفلسطينية، وأن الانتفاضات المتتالية، بدءًا من الثمانينيات وصولًا إلى السابع من أكتوبر 2023، أسهمت في إنتاج أجيال أكثر شراسة واستمرارية في النضال.

كما أكد أن إسرائيل حاولت تسويق سرديات تخدمها، لكنها تلقت ضربات متتالية من المقاومة الفلسطينية، مثلما حدث في صبرا وشاتيلا عام 1982 والانتفاضات الأولى والثانية، وبعد أحداث السابع من أكتوبر، مشيرا إلى التراجع الكبير في السردية الإسرائيلية في المنطقة العربية، وفي قلب الولايات المتحدة وأوروبا وأماكن أخرى حول العالم.

وخلص حمودي إلى القول إن إسرائيل التي نجحت في الماضي في تقديم نفسها كدولة ديمقراطية في منطقة متخلفة، تواجه الآن تحولًا في نظرة العالم لها، حيث باتت تُعتبر كيانًا محتلًا ومنبوذًا، وفي المقابل، ورغم الخسائر المادية الكبيرة، حقق الفلسطينيون مكاسب سياسية وأخلاقية غير مسبوقة.

لمشاهدة الحوار كاملا، يرجى الضغط على الرابط