اليونسيف: الظواهر المناخية فاقمت أزمة التعليم وعطلت وصول 242 مليون طالب إلى المدارس
كشف تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، أن الظواهر المناخية المتطرفة، مثل الفيضانات والعواصف والحرائق، تسببت في تعطيل وصول 242 مليون طالب من 85 دولة إلى المدارس في العام الماضي، معتبرا أن هذه الأرقام تقديرية، حيث أن البيانات المتاحة محدودة ولا تشمل الآثار الثانوية لهذه المخاطر، مثل التلوث الناجم عن الحرائق أو قلة المياه.
وفي هذا السياق، أشار التقرير إلى أن انقطاع التعليم، خاصة عندما يكون لفترة طويلة، له تأثيرات سلبية كبيرة على الأطفال والمراهقين، إذ أنه كلما طالت فترة انقطاع التعليم، زاد التأثير السلبي على عملية التعلم وجودتها، خاصة في المناطق الأكثر هشاشة، حيث يصبح من الصعب على الأطفال العودة إلى الدراسة، مما يعرضهم لمخاطر مثل عمالة الأطفال والزواج المبكر.
ومن جهة أخرى، أبرز التقرير أن الفتيات تتأثرن بشكل خاص أثناء الأزمات المناخية، حيث يتم تكليفهن بأعمال الرعاية والأعمال المنزلية، وهو ما ينعكس سلبًا على تعليمهن، حيث أشار إلى أنه في مناطق مثل إثيوبيا وكينيا، شهدت المناطق المتضررة من الجفاف زيادة بنسبة 90% في حالات الزواج المبكر، مما أدى إلى طرد العديد من الفتيات من المدارس.
وأضاف المصدر أن معظم الطلاب المتأثرين بالتغيرات المناخية كانوا في دول ذات دخل منخفض أو متوسط، حيث تأثرت منطقة جنوب آسيا بأكبر عدد من الطلاب الذين تعطلت دراستهم بسبب الظواهر المناخية، تليها منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية والكاريبي.
كما أنه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تسببت العواصف والفيضانات في تعطيل الدراسة لـ 8 مليون طالب.
وفي سياق آخر، كشف التقرير أن موجات الحر كانت الظاهرة المناخية الأكثر تأثيرًا على المدارس في عام 2024، إذ أنه كان العام الأكثر سخونة في تاريخ الأرض، بحيث أنه في أبريل، تأثر أكثر من 118 مليون طالب بارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى إغلاق المدارس في بعض البلدان مثل بنغلاديش والفلبين.
كما شهدت مناطق أخرى مثل جنوب آسيا ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، وهو ما شكل تهديدًا لصحة الأطفال وسلامتهم.
وحسب التوقعات، ذكرت اليونسيف أن أزمة التعليم الناتجة عن الظواهر المناخية مهددة بالتصاعد في السنوات القادمة، حيث من المتوقع أن يزيد عدد الأطفال المعرضين لموجات الحر الشديدة بحلول عام 2050 بمقدار 8 مرات مقارنة بالسنوات 2000.
كما سيزداد عدد الأطفال المتأثرين بالحرائق الغابات والانهيارات الأرضية وغيرها من الظواهر المناخية.
وفي غضون ذلك، اعتبرت المنظمة الأممية أن الأنظمة التعليمية لا تزال غير مهيأة بشكل جيد لمواجهة هذه التحديات المناخية، بحيث تظل الاستثمارات المالية في التعليم المناخي منخفضة جدًا، مضيفة أن البيانات حول الانقطاع المدرسي بسبب المخاطر المناخية تظل محدودة، مما يجعل من الصعب تحديد حجم التأثير الفعلي لهذه الظواهر على التعليم.
ودعت المنظمة إلى ضرورة زيادة التمويل لدعم مقاومة القطاع التعليمي للأزمات المناخية، مع العمل على تحسين البنية التحتية للمدارس لتكون أكثر مقاومة للظواهر المناخية المتطرفة، ووضع خطط لإدارة المخاطر والتعامل مع الكوارث، بهدف ضمان استمرارية التعليم في الأوقات الصعبة دون التأثير على جودته.