story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
استثمار |

تقرير يرصد دور المغرب في تعميم “الزراعة التجديدية” بإفريقيا لزيادة إنتاج المحاصيل

ص ص

سلط تقرير حديث الضوء على جهود المغرب في تطوير تقنيات الزراعة التجديدية لتحسين صحة التربة كوسيلة لمواجهة التصحر وزيادة إنتاجية المحاصيل، وكذلك تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، مبرزًا أن المغرب ساهم أيضًا في تشجيع المزارعين الأفارقة على تبني ممارسات الزراعة التجديدية، خصوصًا في ظل المخاوف التي يطرحها النمو الديمغرافي المتسارع للقارة.

وأوضح تقرير لمركز الدراسات الإفريقية بجامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة، أن المغرب عمد إلى تطوير أعمال الزراعة التجديدية من خلال المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، حيث طورت الشركة شبكة من الشركات التابعة والجهات المرتبطة لتعزيز قدراتها لدعم جهودها في الاستدامة، بالإضافة إلى جعل المغرب مزودًا عالميًا للحلول المستدامة، بما في ذلك الزراعة التجديدية.

وأضاف التقرير أن “الزراعة بدون حراثة” تمثل جزءًا أساسيًا من استراتيجية المغرب في الزراعة التجديدية، وذلك من خلال منظمة “المثمر”، التي تقدم خدمات الإرشاد الزراعي للمزارعين في المناطق الزراعية لتوفير المساعدة في تبني التقنيات الحديثة والممارسات المستدامة.

وتكمن أهمية هذه التقنية في كونها تمكن من الزراعة دون إعداد مسبق للتربة للحفاظ على الحياة الميكروبية للتربة ومخزونها من المياه، حيث كشفت دراسة سابقة عن زراعة الذرة في الأرجنتين زيادة بنسبة 37% في كفاءة استخدام المياه تحت نظام الزراعة بدون حراثة مقارنة بالحراثة التقليدية.

وأشار المصدر إلى أنه بفضل برامج “المثمر”، استفاد أكثر من 4,000 مزارع واستُعملت التقنية على ما يناهز 33 ألف هكتار، معظمها من الحبوب والبقوليات، كما عرفت غلة المحاصيل زيادة متوسطة بنسبة 30%، مع تكاليف أقل.

وبناءً على هذا النجاح، أطلقت شركة “InnovX” المغربية شركة “توربة”، التي تساعد المزارعين ومربي الماشية على تبني ممارسات زراعية مستدامة، مثل الزراعة بدون حراثة، والإخصاب العقلاني. كما قامت الشركة بتحويل الممارسات الزراعية عبر 25 ألف هكتار من الأراضي الزراعية المغربية.

وفي ظل هذا النجاح، تعمل “توربة” في دول نيجيريا وإثيوبيا بالإضافة إلى المغرب، وتخطط لتحويل 6 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية والمراعي المتدهورة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية بحلول عام 2030.

وفي غضون ذلك، أنشأ المكتب الشريف للفوسفاط قسمه الخاص في عدد من الدول الإفريقية لتطوير نظم زراعية متكاملة في القارة، حيث يعمل هذا القسم في 12 دولة إفريقية، ويدير برامج مثل “Agribooster”، الذي يقدم حلولًا شاملة ومخصصة لزيادة إنتاجية المزارعين.

وهكذا، فقد أسفرت السنوات الخمس الأولى من تنفيذ هذا البرنامج عن استفادة 630 ألف مزارع، مما أدى إلى زيادة بنسبة 48% في إنتاجية الذرة في نيجيريا و63% في إنتاجية الدّخن في السنغال.

بالإضافة إلى ذلك، تُشغل الشركة برنامج “School Lab”، الذي يعمل في تسع دول على الأقل في غرب وشرق إفريقيا، باستخدام مدارس متنقلة، مختبرات متنقلة، ووسائل تواصل رقمية لتقديم دعم تقني لسنوات عديدة لأكثر من 420 ألف مزارع.

كما تعزز علاقتها مع شركائها الأفارقة من خلال تطوير أسمدة مخصصة لكل بلد وإنشاء وحدات خلط محلية للأسمدة. يمكن للأسمدة المخصصة أن تتلاءم مع احتياجات التربة المحلية وتجنب الضرر البيئي الناتج عن تسرب المغذيات إلى مصادر المياه.

وحسب التقرير، فإن الزراعة التجديدية يمكن أن تؤدي إلى زيادة بقيمة 70 مليار دولار في القيمة المضافة الإجمالية للقطاع الزراعي في إفريقيا، خصوصًا في ظل النمو الديمغرافي المتسارع في القارة، حيث بلغ عدد الفلاحين الصغار ما يناهز 350 مليون فلاح، وهو ما يضاهي حجم ساكنة الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي ظل هذه المعطيات، دعا التقرير الشركات الزراعية الآسيوية في إفريقيا للاستفادة من المزايا الأولى من خلال التعاون مع شركات حلول الزراعة التجديدية المغربية التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط، مشيرًا إلى إمكانية تسويق التقنيات الناجحة التي تم تطويرها في إفريقيا لتناسب العمليات الزراعية المناسبة في آسيا.