story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

من عبور “7 أكتوبر” إلى الانتصار.. الخط الزمني لأبرز أحداث غزة قبل إعلان وقف إطلاق النار

ص ص

بعد 15 شهرا من الملاحم البطولية في قطاع غزة، والمشاهد المأساوية جراء العدوان الإسرائيلي عليها، يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، الأحد 19 يناير 2025، متوجاً سلسلة من الأحداث المفصلية غيرت مجرى تاريخ المنطقة، بدءاً من تصاعد العمليات العسكرية إلى تداعياتها الإنسانية والسياسية.

في هذا التقرير، نستعرض كرونولوجيا أبرز الأحداث التي رسمت ملامح هذه المرحلة العصيبة، مسلطين الضوء على المحطات الكبرى والآثار العميقة التي خلفتها على الشعب الفلسطيني والمشهد الإقليمي والدولي.

7 أكتوبر.. ملحمة الطوفان

بتاريخ السبت 7 أكتوبر 2023، استيقظ العالم على مشاهد طائرات شراعية تحمل مقاتلين من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية -حماس- تخترق أجواء المستوطنات الإسرائيلية على الحدود مع غزة، واقتحام آخرين السياج الفاصل بدراجات نارية وسيارات دفع رباعي وسيراً على الأقدام.

ليتضح بعد وقت قصير أن كتائب عز الدين القسام، أطلقت عملية عسكرية واسعة ضد إسرائيل حملت اسم “طوفان الأقصى”، رداً على الاعتداءات المستمرة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين والمقدسات.

وأعلن قائد الكتائب محمد الضيف إطلاق العملية، وقال إن الضربة الأولى شهدت إطلاق أكثر من 5 آلاف صاروخ على العدو، موضحاً أن “طوفان الأقصى أكبر مما يظن الاحتلال ويعتقد”.

وأوضح أنّ العملية جاءت لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية، مشددا على أنه بدءا من اليوم السابع من أكتوبر ينتهي التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأن الشعب الفلسطيني سيستعيد بدءا من هذا التاريخ أيضا ثورته ويعود لمشروع إقامة الدولة.

وفي اليوم الثاني، كشف الناطق باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة أن أعداد الأسرى الإسرائيليين أضعاف مضاعفة مما يعتقد نتنياهو، بينما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية “ارتفاع عدد قتلى الاحتلال بهجوم حماس إلى 300 قتيل وأكثر من 1590 إصابة”.

عدوان إسرائيلي

وفي المقابل، بدأ الاحتلال الإسرائيلي، بعد ذلك، شن حرب مدمرة على قطاع غزة، ومارس على مدى أكثر من عام أعمال إبادة جماعية مرتكباً آلاف المجازر، خلفت أكثر من 46 ألف شهيد، منهم نحو 17 ألف طفل وأكثر من 11 ألف امرأة، فضلا عن أكثر من 110 آلاف و750 مصابا، ومئات الآلاف من المفقودين.

وبعد مرور ما يقرب من أسبوع على الهجوم الأولي على إسرائيل، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إخلاء جميع المدنيين في مدينة غزة إلى المنطقة الواقعة جنوب وادي غزة، مانحاً إياهم مهلة 24 ساعة للإخلاء إلى الجنوب، وهو ما قابلته إدانات واسعة من طرف منظمات دولية مثل أطباء بلا حدود، ومنظمة الصحة العالمية، ومكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وكان مستشفى الأهلي المعمداني شاهداً، في 17 أكتوبر 2023، على أبرز المجازر التي خلفت أثراً عميقاً في وجدان شعوب العالم، إذ ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة دامية بقطاع غزة عبر قصف ساحة المستشفى الأهلي المعمداني، استشهدَ على إثرها حسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أكثر من 500 شهيد، معظمهم من النساء والأطفال وهو ما تبعه خروج مظاهرات عفوية واسعة حول العالم.

اجتياح بري

وفي 27 أكتوبر 2023، شن جيش الإحتلال الإسرائيلي توغلا بريا واسع النطاق ومتعدد المحاور في أجزاء من شمال غزة، بعد حشد قوة تضم أكثر من 100,000 جندي في مدن عسقلان وسديروت وكريات جات.

وفي هذه اللحظة، لنتقلت معركة طوفان الأقصى من دك المستوطنات الإسرائيلية بواسطة صواريخ فصائل المقاومة الفلسطينية، إلى الاشتباك المباشر لمقاتليها مع جنود الاحتلال واستهداف دبابات ومدرعاتهم العسكرية التي اجتاحت القطاع، في معارك ميدانية خلفت خسائر مادية وبشرية هائلة في صفوف جيش الاحتلال بالتزامن مع استمرار إطلاق الصواريخ نحو المستوطنات.

الهدنة الأولى

في 24 نونبر 2024، تم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة قطرية – مصرية بدأ في الساعة السابعة صباحاً تم فيه الإفراج عن أسرى مدنيين لدى فصائل المقاومة مقابل الإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل.

ومع الساعات الأولى بعد انتهاء الهدنة في 1 دجنبر 2023، قام الطيران الإسرائيلي بشن غارات جوية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 178 شهيداً وإصابة المئات لتعود الاشتباكات بين مقاتلي المقاومة وجنود الاحتلال.

وفي 15 دجنبر 2023، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا مدعيا أنه قتل ثلاثة من الرهائن الإسرائيليين بنيران صديقة، “حدد بالخطأً ثلاثة رهائن إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديدات” خلال العمليات في الشجاعية قبل إطلاق النار عليهم، لتتوالى حوادث قتل الرهائن الإسرائيليين وإصابتهم سواء بواسطة القصف أو الاستهداف المباشر من قبل جنود الاحتلال.

اغتيال العاروري

وفي الثاني من يناير 2024، قام سلاح الجو الإسرائيلي باغتيال صالح العاروري، القيادي في المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية-حماس، وأحد مؤسسي جناحها العسكري في الضفة الغربية، بعد قصف مكتب حركة حماس في حي الضاحية بالعاصكة اللبنانية بيروت، بغارة أسفرت عن مقتل ستة أفراد آخرين، من بينهم اثنين من قادة القسام.

غزو رفح

وفي 12 فبراير 2024، بدأت إسرائيل حملة قصف عنيف على رفح ما أدى لاستشهاد أكثر من 100 فلسطيني استعدادا لغزوها، إذ أصبحت قضية مهيمنة في الخطاب العام للمسؤولين الإسرائيليين، في لفترة ما بين فبراير وماي 2024، كما تم قصف قافلة تحمل علامات واضحة للأونروا، مما أجبر هذه الأخيرة على تعليق عملياتها لمدة أسابيع، مما أثر على 200000 شخص.

وفي مدينة غزة، اقتحمت القوات الإسرائيلية مجمع الشفاء الطبي بحي الرمال، بتاريخ 18 مارس 2024 فجراً، والذي يضم آلاف المرضى والنازحين وعشرات من أفراد الطواقم الطبية المحاصرين داخله مرة أخرى بعد أن كانت قد اقتحمه المرة الأولى في نونبر 2023، وسط إطلاق نار كثيف وغارات جوية من الطائرات المسيرة الإسرائيلية ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.

وفي 24 ماي 2024، أمرت محكمة العدل الدولية بوقف إسرائيل هجومها العسكري أو أي أعمال أخرى على الفور في رفح وبفتح معبر رفح الحدودي لدخول المساعدات الإنسانية للقطاع، في حين قالت الأمم المتحدة إنه لم يدخل لقطاع غزة سوى 906 شاحنة مساعدات منذ بدء عملية الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح.

هذا وقصف الطيران الإسرائيلي مخيم المواصي للاجئين بعد أقل من 48 ساعة من مجزرة الخيام بتل السلطان في رفح، بتاريخ 28 ماي 2024، على الرغم من الغضب والإدانة العالمية ودعوات المسؤولين الحكوميين من جميع أنحاء العالم لوقف هجوم رفح.

اغتيال هنيّة

وبعد ستة أشهر من اغتيال العاروري، استهدفت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية هذه المرة، باغتياله في تاريخ 31 يوليوز 2024، في العاصمة الإيرانية طهران بعدما كان في زيارةٍ لها للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وهو ما عده مراقبون آنذاك أكبر خسارة في صفوف قادة حركة حماس مُنذ اندلاع عملية طوفان الأقصى، والتي خلفت ردود فعل غاضب عمت دول المنطقة التي شهدت إقامة صلاة الغائب عليه، بما في ذلك المغرب.

حصار شمال غزة

وفي 6 أكتوبر 2024، بدأ جيش الاحتلال حصاراً على شمال غزة، مع قصف قواته مخيم جباليا للاجئين، ليباشر تطويق هذا الأخير بعد يومين، قبل إصداره أوامر إخلاء لثلاثة مستشفيات في شمال غزة، مهددا بأنها ستواجه “نفس مصير مستشفى الشفاء، بالتدمير والقتل والاعتقال”.

استشهاد السنوار

وفي 16 أكتوبر عام 2024، استشهد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على يد الجيش الإسرائيلي بعد اشتباك وتبادل إطلاق نار في رفح جنوب قطاع غزة، في مشهد خيب آمال الإسرائيليين الذين كانوا يتمنون نهاية محبطة لمهندس معركة “طوفان الأقصى”.

كما كان استشهاد السنوار أثناء مشاركته في معارك برية إلى جانب مقاتلي كتائب القسام، معاكسا للافتراضات ومزاعم جيش الاحتلال بأنه يختبئ تحت الأرض في الأنفاق ومحاطًا بالرهائن، في حين أنه اتضح بعد اغتياله في ساحة المعركة، أنه لم يكن هناك رهائن في محيط السنوار وقت استشهاده.

هدنة ثانية وانتصار

واستمرت المعارك والاشتباكات بين كتائب عز الدين القسام وجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي استمر في شن غارات دموية استهدفت المدنيين والمستشفيات ومخيمات النازحين، إلى أن تم الإعلان عن اتفاق بين حماس وإسرائيل بوساطة قطرية، حول وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى من المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

واعتبر الاتفاق، الذي يدخل حيز التنفيذ الأحد 19 يناير 2025، انتصاراً للمقاومة الفلسطينية بعد صمود دام أكثر من 460 يوماً، بينما كان بالنسبة للأوساط الإسرائيلية هزيمة مخيبة للآمال بعدما وافقت إسرائيل على شروط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي منها، الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والانسحاب من قطاع غزة.