طاح الريال.. علقوا أنشيلوتي!
مخلفات الكلاسيكو الإسباني الذي جرى في السعودية برسم كأس السوبر، كان لها وقع سيء على بيت ريال مدريد.. الجميع يوجه انتقاداته اللاذعة للمدرب كارلو أنشيلوتي ويحمله مسؤولية الهزيمة الثقيلة أمام البارصا، والبعض وصل إلى حد المطالبة بإقالته الفورية بدعوى أن الأمور انفلتت من يده ولم يعد لديه ما يضيفه للميرينغي.
لكن قبل التطرق لنقطة مهمة في موضوع كارلو أنشيلوتي، وجب الإقرار ومن باب الموضوعية بأن البارصا استحقت فوزها أول أمس، بالنتيجة والأداء وروح الإنتصار، ولم يكن ذلك هدية من ريال مدريد أو ضربة حظ من حظوظ كرة القدم.
أما بالنسبة لكارلو أنشيلوتي الذي تم إلصاق كل الهزيمة باختياراته التقنية، وسوء وضعه للتشكيلة، فهو أمر فيه الكثير من الظلم والتعسف وأيضا كما يقال في مثلنا المغربي الشائع “طاحت الصمعة علقوا الحجام”.. كيف ذلك ؟
منذ مباريات كثيرة والجميع يستغرب اعتماد كارلو أنشيلوتي على تشواميني في متوسط الدفاع (رغم أنه لاعب وسط في الأصل وعلى ذلك الأساس استقدمه ريال مدريد)، وتم إرجاع الشاب الصغير أسينسيون إلى كرسي الإحتياط رغم أنه أظهر إمكانيات كبيرة في مركز متوسط الدفاع في المباريات التي تم إشراكه فيها عقب إصابة ميليتاو، حتى أن الجميع اقتنع بأنه واحد من اكتشافات الموسم وأنه سيكون قائد دفاع الريال مستقبلا.
لكن ورغم فداحة الأخطاء المتكررة التي ارتكبها تشواميني ومستواه الهزيل، ظل كارلو أنشيلوتي يقحمه كأساسي ولم يجرؤ في أي مباراة أن يتركه في كرسي الإحتياط.. وهنا فهم من يعرفون خبايا “البيت الأبيض”، وطريقة إدارته، أن العجوز الإيطالي يتلقى إشارات من الرئيس بيريز ومساعديه الأقربين، لكي يلعب الفرنسي أساسيا في أي مركز .. المهم ألا يجلس في كرسي الإحتياط، حتى لا تقوم تساؤلاء “السوسيوس” حول صفقة جلبه التي بلغت 100 مليون أورو بعقد يمتد لغاية 2028, وتضاف إلى الصفقتين الفاشلتين لغاريت بيل وإدوين هازارد اللتان أساءتا كثيرا لإدارة فلورينتينو بيريز وأضرت بسمعته في أوساط النادي.
ثم هناك رفض إدارة ريال مدريد القيام بأي تعاقد في الميركاتو الشتوي الحالي، رغم حاجة الفريق لمدافع أيمن بعد الإصابة البليغة التي تعرض لها داني كاربخال، وأيضا لوجود لاعب من العيار الثقيل يعوض اعتزال الألماني توني كروس وتقدم الكرواتي لوكا مودريتش في السن.. لقد تُرك كارلو أنشيلوتي ليواجه هذا الفراغ المهول ل”يقضي باللي كاين”, ولم يجد في مركز الظهير الأيمن بعدَ أن عبر فالفيردي في إحدى تصريحاته أنه لا يرتاح في دور المدافع، غير لوكاس فاسكيس الذي ليس له المستوى اللازم حتى لأندية المراتب الأخيرة في إسبانيا، وأخطاؤه الفادحة في الدفاع كما الهجوم كانت سببا رئيسيا في الهزيمة أمس أمام البارصا.
إدارة ريال مدريد يبدو أن لديها استراتيجية مُسطرة لهذا الموسم لن تحيد عنها، رغم اكتشاف الكثير من الإختلالات في أول الموسم وبعد توالي إصابات اللاعبين الأساسيين، فهي ترمي بكرة اللهب نحو كارلو أنشيلوتي وتمسح فيه أخطاءها، وتعرف أنه بطبعه الهادئ وشخصيته الكتومة، سيتحمل مسؤولية أي هزيمة، وستتركه ينهي الموسم بأي لقب من الألقاب التي لازالت ممكنة، وسيقول له الثعلب فلورتينو بيريز في نهاية الموسم “شكرا على كل ما قدمته لريال مدريد” وسيمر إلى الإعلان عن المدرب الجديد الذي تقول صحيفة ماركا أن إسمه معروف من الآن لدى بيريز، وستبدأ بعدها في ريال مدريد مرحلة جديدة بعد القيام بتغييرات عميقة في لائحة اللاعبين، بنهاية عقود البعض وتسريح البعض الآخر واستقدام أسماء وازنة جديدة قد يكون التفاوض معها قد بدأ من الآن.