يحدث في بلاد المونديال !
في البلاد التي ستنظم كأس العالم لكرة القدم، والتي ستتوجه إليها العيون المتفحصة الباحثة عن أي شيء سلبي في رياضتها كما في مجالات أخرى، يواصل فيها مدبرو الكرة والمتدخلون في منظومتها المعطوبة “هبالهم” غير عابئين لا بالمونديال ولا بالصورة المقرفة التي يصنعون، والتي يمكن أن تتعدى حدود الوطن، لتصبح فضائح ب”جلاجل” بتعبير إخواننا المصريين.
في البلاد التي ستنظم كأس العالم، يأتي مدرب لندوة صحافية تعقب مباراة “كلاسيكو” بطولتها الوطنية، وفي يده بعض الأحجار استطاع أن يحتفظ بها من كرسي الإحتياط أثناء المباراة، ويضعها على الطاولة بجوار ميكروفونات وسائل الإعلام، وأمام كاميراتها التي تغطي الندوة، ليشتكي تعرض فريقه للقذف بوابل من تلك الأحجار “غير الكريمة” من طرف جمهور الفريق المضيف !
في البلاد التي ستنظم كأس العالم، ينتهي مدربٌ من مباراة فريقه العريق والذي سبق له أن لعب مونديال الأندية، فيتصل به مسؤول في المكتب المسير هاتفيا ليخبره أنه لم يعد مدربا ، و”الله يفرقنا بلا ذنوب”، يعني هكذا بدون “صواب” ولا جلسة استفسار، ولا حتى “قهيوة” للحديث عن العقد أو الشرط الجزائي ، إن كان هناك عقد أصلا!
في البلاد التي ستنظم كأس العالم، يأتي نفس المدرب لإذاعة شهيرة ويقول بدون أن يرف له جفن، أن النادي الذي أقاله يتحكم في مكتبه المسير أحد السماسرة ، ويأتمرون بأوامره، ويفعل بهم ما يريد، وأن حارس مرمى الفريق يمتلك صلاحيات تقنية أكثر من المدرب، وبعد يوم واحد من هذه التصريحات أعلن حارس المرمى المذكور أنه يتواجد بالمستشفى بعد أن تعرض لاعتداء انتقامي من طرف بعض مشجعي النادي، وأنه يستعد لرفع دعوى قضائية ضد المدرب المقال!
في البلاد التي ستنظم كأس العالم، مدربٌ يسير بنجاح في مهمته التي بدأها مع ناديه الذي تعاقد معه في بداية الموسم، ويحقق نتائج جيدة في معظمها، ويقوم بإصلاح أعطاب فريقه، ويمضي نحو بناء فريق قوي للمستقبل على أمل اللعب على إحدى المراتب المتقدمة في النصف الثاني من الموسم، فإذا به يستدعيه المكتب المسير ليقولوا له بسرعة وبدون مبرر واضح “سمح لينا ما عجبتيناش”، وراحوا يبحثون عن مدرب بديل !
في البلاد التي ستنظم كأس العالم، “رشقات” لجمهور أحد الأندية، فاقتحم أرضية الملعب وأوقف المباراة، ودخل في مواجهات مع جمهور الفريق الأخير استعملت فيها كل أنواع الحجارة والعصي والأسلحة البيضاء، وخلفت جرحى بين عناصر من الجمهورين وفي صفوف رجال الأمن أيضا الذين عانوا كثيرا من أجل السيطرة على جيش المشاغبين، وإعادة الوضع إلى طبيعته.
في البلاد التي ستنظم كأس العالم، يسقط لاعب في إحدى مبارياتها بطولتها المنقولة على الهواء مباشرة إلى العالم، مطالبا بمنحه ضربة جزاء، وعندما لا ينال ذلك، يقوم ويتوجه إلى الحكم المرعوب غاضبا محتجا بطريقة أقرب إلى محاولة اعتداء، دون أن ينال لا بطاقة صفراء أو حمراء، أو تتم معاقبته على سلوكه اللارياضي من طرف لجنة العقوبات بعد المباراة.
فقط يبقى أن نسأل الضالعين في هذا الممارسات المقرفة التي تقع في بطولتنا الوطنية، وغيرها كثير.. ما الذي سيغير عقلياتنا الهاوية إذا لم يغيرها استضافة حدث كوني مثل مونديال كرة القدم، وأنظار العالم متجهة إلينا ؟!