محام: توثيق الخطبة أمر مهم لتسهيل إثبات الحقوق.. لكن يجب أن يكون إلزاميا
في سياق التعديلات الجديدة المقترحة لتعديل مدونة الأسرة في المغرب، برز مقترح “إمكانية توثيق الخطبة” كأحد أبرز المقترحات التي تم الاتفاق حولها، وهو ما يعد خطوة غير مسبوقة في القانون المغربي، إذ أنه ولأول مرة، يتم التفكير في توثيق هذه المرحلة التي كانت حتى وقت قريب تعتبر مجرد خطوة تمهيدية لعقد الزواج.
وفي هذا السياق، أكد المحامي بهيئة الرباط، محمد ألمو، أن توثيق الخطبة سيلعب دورًا كبيرًا في ضمان حماية الحقوق القانونية للطرفين، خصوصًا في ظل التكاليف المالية الكبيرة والهدايا التي باتت ترتبط بها، ما يتسبب في خسائر فادحة للطرفين أو أحدهما في حال فسخها.
وأوضح ألمو أن هذا الإجراء يمكن أن يساعد في حل العديد من النزاعات التي قد تنشأ بين الخطيبين في حالة فسخ الخطبة، موضحا أنه بالرغم من أن القانون يعطي الحق في التعويض عن الأضرار الناتجة عن فسخ الخطبة، إلا أن إثباتها في حد ذاته يمثل عقبة كبيرة أمام الطرفين.
ومن جهة أخرى، أكد المحامي ذاته أن توثيق الخطبة سيساعد في حماية حقوق الأطفال، مشيرا إلى الحالات التي يحدث فيها الحمل أثناء الخطبة، موضحا أن القوانين الحالية المتعلقة بإثبات النسب تعالج بعض الجوانب، لكنها لا تغطي التعقيدات الناجمة عن غياب إثبات الخطبة، مما يجعل توثيقها ضرورة لضمان حقوق الأطفال المستقبلية.
وفي نفس السياق، اعتبر المتحدث أن الاقتراح بجعل توثيق الخطبة “إمكانية” وليس إلزاميًا، من شأنه أن يخلق إشكالات على مستوى التطبيق، مبرزا أن “التجارب السابقة في هذا الإطار أظهرت أن مثل هذه الخيارات غير الملزمة غالبًا ما تترك دون تنفيذ مما يضعف جدوى مثل هذه القوانين”.
وشدد في هذا الصدد على أن المشرع لا يجب أن يكتفي بإعطاء النصائح وإغراق النصوص القانونية بالقواعد المكملة، بل يجب عليه أن ينظم العلاقات فيما بين الأفراد من خلال نصوص ملموسة وقابلة للتطبيق، مشيرا إلى أنه “إذا لم يتم جعل توثيق الخطبة إلزاميًا، فمن الأفضل عدم إدراجه في القانون على الإطلاق”.
وفي مقابل ذلك، حذر ألمو من أن توثيق الخطبة قد يكون سيفًا ذا حدين إذا لم يتم تنظيمه بدقة، حيث يمكن أن يُستغل من قبل بعض الأشخاص ذوي النوايا غير الواضحة، من أجل التلاعب بالمشاعر وإعطاء وعود غير حقيقية بالزواج، بحيث سيتم استغلال توثيق الخطبة في خلق آمال زائفة فقط لدى الطرف الآخر.
وفي غضون ذلك، شدد محمد ألمو على أن مسألة توثيق الخطبة هي مسألة ضرورية من أجل حماية طرفي الخطبة، إلا أنها تتطلب وضع تنظيم دقيق وتطبيق صارم لها، من أجل ضمان عدم استغلالها في خلق أمل زائف في الزواج، ما يتسبب في تزايد حالات الاستغلال العاطفي والمشاكل الاجتماعية.