الرجاء يتطلع لرد الاعتبار أمام صن داونز في قمة الجولة الثالثة
تتجه أنظار عشاق كرة القدم الإفريقية ظهر اليوم، الأحد 15 دجنبر 2024، إلى ملعب لوفتوس فيرسفيلد، حيث يلتقي الرجاء الرياضي بنظيره ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي في قمة المجموعة الثانية، ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا.
ويدخل الفريق الأخضر المباراة بطموح كبير، لتحقيق فوز ينعش آماله في التأهل للدور المقبل، بعد النتائج المتواضعة التي قدمها في الفترة الأخيرة.
وأنهى الرجاء أمس السبت، تحضيراته لهذه المواجهة المهمة في أجواء مشحونة بالحماس، وهو يعوّل على تقديم أداء يليق بمكانته الإفريقية، خاصة وأن الخصم هو صن داونز الذي يعد من الفرق القوية في القارة.
وفي هذا السياق، قال المحلل الرياضي إدريس عموري، في حديثه لصحيفة “صوت المغرب”، إن اللقاء يحمل في طياته وجهيْن مختلفيْن، السيناريو الأول هو فوز الفريق الأخضر في بريتوريا والعودة بثلاث نقاط تبقيه في صراع المنافسة على بطاقة مؤهلة للدور الثاني، مع استعادة الثقة بين كل مكونات الفريق. “الانتصار قد يأتي على حساب فريق قوي، يمتلك لاعبين مجربين وخبروا دروب المسابقات الإفريقية، مثل العميد ثيمبا زواني والتشيلي مارسيلو أليندي. حسابيًا، الرجاء سيصعد إلى المركز الثاني بأربع نقاط، وقد تنقلب الأمور رأسًا على عقب.”
ومن جهة أخرى،” أي خسارة أو تعادل دون مستوى فني وتكتيكي مناسب، فقد تزداد أزمة الرجاء تفاقمًا على مستوى دوري الأبطال، خصوصًا بعد التعادل ضد مانيما العنيد، وأيضًا على مستوى موسم الرجاء بشكل عام الذي يشهد تخبطًا على جميع الأصعدة. تسييريًا، غياب الحكامة وعدم الاشتغال على مشروع رياضي واضح أضاع على الرجاء فرصة تأكيد مكاسب الموسم الماضي بعد تتويجه بثنائية الدوري والكأس.”
وتابع عموري: “الأزمة تفاقمت بعد تعاقدات لم تكن في مستوى تطلعات الفريق، بالإضافة إلى تعيين مدربين ألغوا كل ما تم بناءه في فترة جوزيف زينباور. اليوم، الرجاء سيواجه صن داونز القوي الذي كان في حاجة أيضًا لتحقيق نتيجة إيجابية على أرضه، وهذا ما قد يحدث خاصة مع تعاقده مع مدرب كفء مثل البرتغالي ميغيل كاردوسو، الذي برز مع الترجي التونسي الموسم الماضي وكان له دور بارز في تطوير عدة لاعبين هناك.”
وأكد عموري أن ما يميز كاردوسو هو تكتيكه المتنوع وقدرته على تحفيز اللاعبين، وأضاف ” في الترجي، شهدنا تغييرات تكتيكية متعددة مع المدرب (4-3-3 تتحول إلى 4-1-4-1)، كما عمل على تطوير أسلوب الفريق في استرجاع الكرة في وقت سريع. وهذا الفارق بينه وبين سابينتو. إذا ظن سابينتو أن اللقاء اليوم ليس مصيريًا، فهو مخطئ. مصيره معلق بهذه المباراة، وكذلك مصير الرجاء، حتى وإن بقي حسابيًا في السباق بعد الخسارة.”
وتابع المحلل الرياضي “الفوز على الفرق الكبيرة مثل صن داونز هو شرط رئيسي لتحقيق الألقاب الكبيرة على مستوى الأندية. ولكن، يبدو أن الشك تسرب إلى سابينتو، والكل يعلم أن هناك شرخًا بينه وبين لاعبيه. لم يعد متحكمًا في مستودع الملابس، وأصبح خطابه انهزاميًا بشكل أجده مستفز، لا أحمّل المسؤولية بالكامل للمدرب، لكن يبدو أن إدارة الرجاء تعاقدت مع مدرب لا يعرف الفريق جيدًا، وما حدث في مباراة مانيما خير دليل على ذلك.”
وأضاف “على لاعبي الرجاء تحمل المسؤولية بالكامل. هذا اللقاء هو لقاءهم وليس لقاء المدرب. من يتقاضى 300 و400 مليون سنويًا يجب أن يقاتل من أجل القميص ومن أجل الجماهير التي سافرت من الكونغو الديمقراطية إلى بريتوريا لدعم الفريق.”
وعن أسلوب اللعب الذي يجب أن يتبعه الرجاء، قال عموري: “على المستوى البدني، يجب أن ينجحوا في توزيع جهدهم البدني بشكل متساوٍ على مدار المباراة، خصوصًا وأن المباراة ستلعب في الساعة الثانية ظهرًا، وهو وقت يتميز برطوبة عالية، وهذا أمر غير معتاد بالنسبة للاعبين المغاربة بشكل عام.
وزاد قائلا “أما على المستوى الفني والتكتيكي، فالفوارق التقنية بين اللاعبين في الرجاء وصن داونز لا تزال شاسعة، وبالتالي يجب على الرجاء تحسين دفاعاته واللعب على المرتدات. كما أن الركلات الثابتة تمثل نقطة ضعف لصن داونز تاريخيًا، وإذا ركّز الرجاء في تدريباته على هذه النقطة، فإنها قد تكون أحد الأسلحة الهامة في هذه المباراة.”
وختم عموري حديثه بالقول: “الرجاء يحتاج إلى تحضير جيد بدنيًا وفنيًا، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي ستشهدها المباراة. مواجهة صن داونز تمثل فرصة كبيرة للرجاء لاستعادة الثقة ولإرسال رسالة قوية لجميع الفرق في دوري أبطال إفريقيا.”