حوارات أطلسية.. خبراء يدعون إلى آليات جديدة للتعاون الأمني
شدد المشاركون في ندوة حول “نموذج الأمن الإقليمي: من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي”، اليوم السبت 14 دجنبر 2024 بالرباط، على أهمية إعادة تكوين الأطر الأمنية القائمة وإرساء آليات جديدة للتعاون متعدد الأطراف.
وأبرز المتدخلون في هذه الندوة، المنظمة في إطار الدورة الـ13 للمؤتمر الدولي السنوي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد “الحوارات الأطلسية”، التطور السريع والمعقد للديناميات الأمنية على المستوى الإقليمي.
وقال دانييل فاجديتش، رئيس مكتب الاستشارات الأمريكي “يوركتاون سولوشنز”، إن الشرخ الحاصل على مستوى موازين القوى يعد الظاهرة الأكثر لفتا للانتباه في العقود الأخيرة، لا سيما في إفريقيا الأطلسية.
وأبرز أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تمتعت بفترة من الهيمنة العالمية، إلا أن هذه الهيمنة لم تحل دون ظهور ديناميات شرخ جديدة، والتي تفاقمت مع بروز قوى أخرى وخيارات عديدة في السياسة الخارجية الأمريكية.
من جانبه، سلط وزير القوات المسلحة السنغالي، الجنرال بيرام ديوب، الضوء على الديناميات الجيوسياسية في إفريقيا، مشددا على أهمية النظر إلى الأمن الإقليمي باعتباره عنصرا من مجموعة أوسع.
وأكد، في هذا الصدد، على الحاجة إلى مقاربة تضامنية، لا تشمل الأمن الدولي فحسب، بل أيضا الأمن الوطني والمحلي، مع مراعاة مختلف القضايا الخاصة بكل منطقة من مناطق القارة.
ومن جهته، تطرق مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، باسكال بونيفاس، لموضوع الازدواجية بين التجزيء والعولمة، وهي ظاهرة تؤثر بشكل أكبر على القارة الإفريقية.
وأوضح الباحث الفرنسي أن إفريقيا، التي كانت تعد منطقة معزولة نسبيا عن العولمة، أضحت اليوم تجتذب مجموعة من الفاعلين الخارجيين، مضيفا أن هذه العولمة، إلى جانب ظاهرة التجزيء، تؤدي إلى تزايد عدم الاستقرار، الذي تفاقم بسبب أزمة التعددية.
يشار إلى أن الدورة الحالية من “الحوارات الأطلسية” (12 – 14 دجنبر) تتناول مجموعة من القضايا الاقتصادية والجيو-سياسية التي تعكس التغيرات التي يشهدها الأطلسي الموسع والأكثر اندماجا، وذلك من خلال حلقات نقاش وموائد مستديرة وغيرها من الجلسات.
وتتمحور النقاشات، بالأساس، حول الدبلوماسية الثقافية، ونموذج الأمن الإقليمي، والبنيات التحتية الذكية، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، وغيرها من الرهانات العالمية الرئيسية.