story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

حسرة أمين حارث !

ص ص

الخروج الإعلامي الأخير للاعب أولمبيك مارسيليا أمين حارث، تبدو فيه نبرة حسرة واضحة جراء بُعده عن الفريق الوطني، إذ يتمنى أن يحرز معه أحد الألقاب، لكنه يعترف في نفس الوقت أن وضعيته أصبحت معقدة من أجل العودة لحمل قميص المنتخب.

خلال المباريات الأخيرة للفريق الوطني، وجهت انتقادات كثيرة لوليد الرݣراݣي بسبب عدم استدعائه لأمين حارث، الذي كان يبصم على مباريات قوية ضمن ناديه، لكنه كان يلقى التجاهل منذ كأس أمم إفريقيا بالكوت ديفوار .. الناخب الوطني “سرط” لسانه في موضوع حارث خلال الندوات الصحافية، وبرر غيابه بالإختيارات التقنية التي يقوم بها.

لكن بدا واضحا أنه ليس التبرير الحقيقي لهذا الإبعاد، وإنما سببه هو التصريحات التي أطلقها أمين حارث لوسائل الإعلام الفرنسية عقب عودته من المشاركة مع المنتخب الوطني في دورة الكوت ديفوار، حيث أرجع سبب فقدانه للتنافسية إلى جلوسه في كرسي الإحتياط في مباريات المنتخب، وهو ما يعني أنه يطالب وليد الرݣراݣي بمركز أساسي في الفريق الوطني، وإلا فليتركه يلعب مع ناديه.

طبعا منطق وقانون كرة القدم الخاص باللاعبين يفرض على اللاعب أن ينضبط لقرارات المدرب، وأن يحترم اختياراته التقنية، وأن يحافظ على روح المجموعة بتشجيع الأساسيين من كراسي البدلاء، وما قام به وليد الرݣراݣي من إقصاء لأمين حارث من مفكرته بعد تصريحاته المثيرة، هو عين الصواب، ولا أعتقد أن أي أحد يحترم قوانين الكرة ويريد أن يرى لاعبي المنتخب الوطني يقبلون الجلوس في كراسي الإحتياط بكل أريحية وثقة، سيقول العكس.

أمين حارث أعطيَت له فرص كثيرة في المنتخب الوطني ولم يستثمرها ليبصم على رسميته، فقد كان أساسيا في مونديال روسيا مع هيرفي رونار، ولعب كأس إفريقيا مع وحيد خاليلوزيتش، ثم مع وليد الرݣراݣي قبل مونديال قطر، وهذه السنوات كلها، كافية للحكم على حاريث حكما نهائيا، ألا وهو أنه لاعب أندية، أما في المنتخب فلم يقدم أي إضافة مرجوة، وهناك حاليا لاعبون أفضل منه بكثير في المراكز التي يلعب بها.

العدد الكبير من اللاعبين المغاربة الذين يتألقون حاليا في المستوى العالي بالبطولات الأوربية، غيَّر الكثير من المعطيات داخل الفريق الوطني، إذ لم يعد مسموحا لأي أحد أن “يتفشش” على الفريق الوطني، أو يغضب عندما يجلس في كرسي الإحتياط، أو يعتقد أنه أكبر من الجميع، أو أن مكانه الأساسي في التشكيلة محجوز.

أمين حارث حتى وإن “صلح الجرة” مع وليد الرݣراݣي، وقدم اعتذاره عما صرح به، فلا أعتقد أنه سيعود للفريق الوطني، وحتى إن عاد، فلن يكون ذلك في الأمد القريب.