رغم الهدنة.. إسرائيل تنفذ ضربات ضد حزب الله في لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت 30 نونبر 2024 أنه نفّذ سلسلة ضربات ضد حزب الله في لبنان بعد رصد “نشاطات شكّلت تهديدا”، وذلك في اليوم الرابع من بدء سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين.
وبدأ صباح الأربعاء سريان الهدنة الرامية إلى وضع حد لأكثر من عام من الأعمال العدائية عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله، وشهرين من الحرب المفتوحة بين الطرفين.
وقد أجبر الصراع 60 ألف شخص في إسرائيل و900 ألف في لبنان على الفرار من منازلهم.
وقبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ، قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إن لإسرائيل “الحرية الكاملة للتحرّك عسكريا” في لبنان إذا انتهك حزب الله اتفاق وقف إطلاق النار أو حاول إعادة التسلح، علما أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات عدة في لبنان منذ الأربعاء.
وعدّد الجيش في بيان السبت أربعة حوادث منفصلة شملت ضربة جوية إسرائيلية على عناصر من حزب الله كانوا يقتربون من “مبان” تابعة للحزب في جنوب لبنان.
من جهتها، أفادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية اللبنانية عن “انتهاكات متواصلة لوقف إطلاق النار” في جنوب لبنان حيث نفّذ “الجيش الإسرائيلي… عمليات توغل في بلدة عيترون” الحدودية، فيما أقدمت دبابة ميركافا على “سحق عدد من السيارات ومحاصرة بعض العائلات” قبل أن يتولى الصليب الأحمر إجلاء أفرادها.
وأطلق جنود إسرائيليون وفق الوكالة، “رشقات رشاشة” باتجاه سرايا مدينة بنت جبيل أثناء معاينة عناصر من الدرك الأضرار فيها.
وأفادت الوكالة بأن أطراف بلدة شقرا في محافظة النبطية (جنوب) تعرّضت أيضا “لقصف مدفعي متقطع” كما “أطلق العدو قذيفة مدفعية على (بلدة) الخيام وسمع صوت رشاشات كثيفة”.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن “غارة للعدو الإسرائيلي على سيارة في مجدل زون (جنوب) أدت إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم طفل يبلغ سبع سنوات”.
“أسلحة مخبأة”
من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه يقوم بعمليات تفتيش في جنوب لبنان قام خلالها الجنود بـ”مصادرة أسلحة كان حزب الله يخفيها داخل مسجد”.
وأعلن سلاح الجو الاسرائيلي السبت استهداف “بنى تحتية عسكرية” قريبة من الحدود بين سوريا ولبنان يستخدمها حزب الله لتهريب أسلحة في انتهاك لوقف إطلاق النار بين الحزب والدولة العبرية.
وتسبّب التصعيد بين حزب الله وإسرائيل في مقتل 3961 شخصا على الأقل منذ أكتوبر 2023، معظمهم في الأسابيع الأخيرة من الحرب، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وعلى الجانب الإسرائيلي، أدت الأعمال الحربية إلى مقتل 82 عسكريا و47 مدنيا على الأقل، بحسب السلطات.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية الولايات المتحدة وفرنسا، على انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان خلال 60 يوما، في وقت من المفترض أن يسحب حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني (30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) ويفكك البنى التحتية العسكرية التابعة له في جنوب لبنان.
وبدأ الجيش اللبناني نشر قوات ومدرعات في جنوب البلاد الأربعاء فيما تعهد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الجمعة التعاون معه.
لكن رغم الهدنة، أكد سكان كريات شمونة الإسرائيلية الواقعة على الحدود اللبنانية، أنهم لن يعودوا للإقامة فيها بشكل دائم ما لم يتحقق “أمان تام”.
فيديو رهينة
واعتبرت راخيل ريفاش وهي من سكان كريات شمونة استفادت من الهدنة للمجيء وأخذ لوازم شخصية، أن الهدنة بين إسرائيل وحزب الله تبقى هشة. وتساءلت “لماذا لا أعود لأعيش هنا؟… لأنني أريد أن أعود بأمان تام”.
وأضافت “طالما أسمع أصوات تفجيرات… وأرى (الجيش الإسرائيلي) داخل” لبنان، “لا أريد العودة. لا بنى تحتية هنا، لا نظام تعليميا، لا وظائف ولا أي شيء”.
وفي إشارة إلى أن الوضع ما زال غير مستقر، مددت وكالة سلامة الطيران الأوروبية السبت توصياتها لشركات النقل بتفادي التحليق في أجواء لبنان وإيران واعتماد “عملية مراقبة صارمة” في أجواء إسرائيل.
في غضون ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في قطاع غزة حيث أصبح الوضع الإنساني كارثيا.
وأعلن الدفاع المدني في القطاع السبت مقتل ثلاثة عاملين مع منظمة “وورلد سنترال كيتشن” (المطبخ المركزي العالمي) غير الحكومية في غارة جوية إسرائيلية في شمال شرق مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أنه قتل بضربة جوية فلسطينيا يعمل مع “وورلد سنترال كيتشن” مشيرا إلى أن الشخص المستهدف كان “إرهابيا”.
وعقب ذلك أعلنت المنظمة “تعليق عملياتها في غزة في الوقت الراهن”.
والسبت نشرت كتائب عز الدين القسّام، الجناح المسلّح لحماس، تسجيلا مصورا لأحد الإسرائيليين الذين اتّخذوا رهائن في هجوم السابع من أكتوبر 2023.
ويظهر المقطع الذي تعذّر التحقّق من تاريخ تسجيله، شابا يتحدث بالإنكليزية متوجّها إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وبالعبرية متوجّها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وأكد قيادي في حركة حماس لوكالة فرانس برس السبت أن وفدا قياديا برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية وصل بعد ظهر السبت إلى القاهرة لإجراء مباحثات تتعلق بأفكار جديدة حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.