تأخر تساقطات الموسم الفلاحي.. خبير: تغير مناخي هيكلي يهدد المغرب
حقول تنتظر الري، ومزارعون يتطلعون للسماء بترقب، في وقت يعيش فيه الموسم الفلاحي الحالي بداية غير اعتيادية أثارت مخاوف الفلاحين والمهتمين بالقطاع الزراعي، حيث لوحظ تأخر في التساقطات المطرية على الرغم من انقضاء أسبوعين منذ بداية الموسم.
في هذا الصدد، يرى الخبير الفلاحي محمد الطاهر السرايري أن الوضع لا يتعلق بتأخر التساقطات بقدر ما يتعلق بتغير هيكلي في المناخ.
وأشار السرايري إلى أن هذا التغير المناخي يهدد البلاد بشكل عام، والقطاع الفلاحي بشكل خاص، الذي يستهلك الماء بالدرجة الأولى، إضافة إلى الثروة الحيوانية وتوفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين.
وتساءل المتحدث حول ما إذا كانت التقارير والمخططات الهيكلية، خاصة تلك المتعلقة بالفلاحة، قد أخذت بعين الاعتبار هذا المعطى الذي أصبح يهدد تزويد المدن والقرى بالمياه الصالحة للشرب والنشاط الفلاحي ككل.
ولفت إلى أن المغرب يعيش السنة السادسة من الجفاف، يصاحبها ارتفاع كبير في درجات الحرارة، منبهاً إلى أن استمرار هذا الطقس في فصل الخريف وغياب الأمطار جعل المواطنين يتخوفون من تداعيات الحرارة المفرطة على الزراعة، ما يهدد المحاصيل الأساسية، خصوصاً الحبوب التي تشكل ركيزة القطاع الفلاحي.
كما ذكر أن المغرب بدأ يفقد الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات الهيكلية التي يعتمد عليها المواطنون، مثل اللحوم الحمراء والحليب، بالإضافة إلى الحبوب.
يذكر أن مشروع قانون المالية لسنة 2025 أشار إلى تخصيص ميزانية استثمارية للقطاع الفلاحي والتنمية القروية والمياه والغابات تصل إلى 17.27 مليار درهم، منها 3.271 مليار درهم للفلاحة، مع تخصيص مبالغ مهمة لتحسين نظم الري والبنية التحتية المائية بهدف مواجهة تقلبات المناخ، بما في ذلك التأخر في التساقطات المطرية.
ومع استمرار الجفاف وتغير أنماط التساقطات، من المتوقع أن يتم توجيه جزء كبير من هذه الميزانية إلى مشاريع الري، ما قد يخفف من آثار نقص الأمطار على القطاع الفلاحي الذي يُعد حيوياً للاقتصاد الوطني.