story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

ملِك الأندية مريض !

ص ص

هؤلاء الملايين من عشاق النادي الملكي ريال مدريد، المنتشرين حول العالم، لم يفهموا بعد لماذا “تسيف” عليهم فريقهم المفضل، وتحول من آلة تحقق “الريمونتادا” تلو الأخرى، وتأتي على الأخضر واليابس خلال الموسم الماضي، إلى فريق مهزوز لا يهش ولا ينش ويجد صعوبة في هزم فرق صغيرة، وينهزم بالنتيجة والأداء أمام الاندية القوية.

كانوا يقولون جميعهم بعد نهاية مسلسل كيليان مبابي مع باري سان جيرمان والتحاقه بالريال أخيرا، وبعد الحفل الأسطوري لاستقباله، أن قوة فريقهم ستتضاعف بقدوم مهاجم فذ، سينضاف إلى فينيسيوس ورودريغو وبيلينغهام وسيصبح لديهم خط هجوم ناري يستحيل أمام أي دفاع أن يصمد أمامهم.

ولأن كرة القدم عندما تختلط بالمال و”البيزنيس” وأرقام البنوك، فإن ذلك يدفع مسيريها ل”التفرغ” إلى تعقب الدجاجات التي تبيض ذهبا، وتعمى أبصار مسيريها عن الحفاظ على توازنات تقنية ضرورية لتحقيق الإنتصارات وحصد الألقاب، فاللهات الطويل الذي مارسه الرئيس فلورينتينو بيريز وراء جلب كيليان مبابي بأي ثمن من باري سان جيرمان، ربما أنساه أن “دماغ” الفريق ومهندس لعبه وانتصاراته توني كروس قد قرر اعتزال اللعب، وأنه من المستعجل والضروري إيجاد خلف في مستواه وتجربته وكاريزميته، لكن العجوز وحاشيته التقنية ناموا على اليد اليمنى معتقدين أن بديل كروس سيكون من بين المتواجدين سلفا في الفريق، وكان هذا هو الخطأ الكبير.

انطلق الموسم الحالي، ومنذ أولى الدورات ظهر ألا أحد في ريال مدريد قادر على القيام بما كان يقوم به الألماني المجرب، فكارلو أنشيلوتي غيّر الأسماء في المركز المعلوم، وجرب طرق اللعب المختلفة، لكن بدون جدوى، فقد استمر التواضع والإستعصاء، وزاد الأمر تعقيدا عندما وجد العجوز الإيطالي نفسه أمام مشكل آخر ، وهو توظيف كيليان مبابي في مركز آخر غير مركزه على الطرف الأيسر الذي يشغله فينيسيوس جونيور، تواضع مبابي وعدم قدرته على إثبات نفسه كنجم خارق حضي باستقبال أسطوري، وتسببه في الكثير من النتائج السلبية كان له وقع سيء على النادي.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى كما يقال، فلم يكن ينقص ريال مدريد سوى أن تمتلئ عيادة النادي بنصف التشكيلة الأساسية من المصابين بإصابات بعضها أنهت موسم أصحابها، والوضع أصبح الآن يزداد تعقيدا، ويزداد الضغط على إدارة النادي من أجل البحث عن حلول عاجلة لهذا الوضع الشائك.

ريال مدريد مريض حاليا، وسبق له أن عاش نفس الوضع في مواسم سابقة عندما كانت تحرمه الإصابات من أبرز عناصره، لكنه رغم ذلك كان يخرج منه في النصف الثاني من الموسم ويجد نفسه على منصات التتويج، لكن أعتقد أن أزمة الموسم الحالي تختلف، لأنها مركبة ومعقدة، وقد لا تعود النتائج الإيجابية بعودة جميع المصابين كما كان يحدث في المواسم السابقة، لأن المدريد حتى بوجود أساسييها، فهم يفتقدون ل”باطرون” اللعب الذي كان يمثله طوني كروس، ولم يعد عامل السن يسعف لوكا مودريتش على القيام بهذا الدور أكثر من شوط واحد.

وسط هذا الإستعصاء هناك شعور عام داخل ريال مدريد بأن مرحلة ذهبية قد انتهت، وحان وقت التغيير الجذري وبداية مرحلة جديدة مع مدرب جديد، بعد ضمان خروج مشرف لأنشيلوني في نهاية الموسم مهما كانت النتائج.