تجر لفتيت للمساءلة.. معاناة منكوبي الزلزال مع الطقس والنصب وتأخر إعادة الإعمار
لا زالت معاناة ضجايا زلزال الحوز تتواصل بعد مرور أكثر من سنة على الفاجعة، وتتفاقم مع التغيرات الجوية الأخيرة، حيث اقتلعت الرياح عددا من الحيام خلال الأيام الأخيرة، وسط مطالب لوزير الداخلية، عبد الوافي الفتيت، للتدخل، من أجل وضع حد للاختلالات التي أخرت إعادة إيواء المتضررين، وجعلتهم معرضين لمواجهة شتاء ثاني في الشارع.
وفي السياق ذاته، وجهت فاطمة التامني النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي سؤالاً كتابياً لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، طالبت فيه بتوضيح الإجراءات التي اتخذتها الوزارته للتخفيف من معاناة المتضررين مع أحوال الطقس، وتسريع وتيرة إعادة الإعمار، داعية إلى فتح تحقيقات شاملة بشأن عمليات النصب التي طالت بعض الأسر المتضررة، وضمان مراقبة صارمة لعمل المقاولين للحيلولة دون تكرار هذه الممارسات.
ورغم مرور أكثر من سنة على زلزال الحوز المدمر، ما زالت الأسر المتضررة تعيش أوضاعاً مأساوية في ظروف قاسية، وسط خيام وحاويات مؤقتة بالكاد تقيهم من تقلبات الطقس، خاصة الأمطار الأخيرة التي زادت من معاناتهم، بالاضافة إلى تعرض مجموعة من المتضررين، لعملية “نصب” من طرف أحد المقاولين في مجال البناء، ما أجهز على حلمهم بإعادة بناء مساكنهم، وعمق مآسيهم أكثر.
تحت رحمة الطقس
وقالت التامني إن المناطق المتضررة من زلزال الحوز تعيش أوضاعا مأساوية في ظروف صعبة، بعد الأضرار البليغة التي أسفرت عنها تقلبات أحوال الطقس والأمطار التي تساقطت مؤخراً على المنطقة المنكوبة، مطالبة ” بالاهتمام والمتابعة الفورية بالمنطقة للتخفيف من حدة المعاناة المستمرة بالخيام في ظروف غير إنسانية”.
وأكدت المتحدثة ذاتها على أنه من غير المقبول أن تستمر الأسر في العيش في خيام وحاويات مؤقتة بعد أزيد من سنة على وقوع كارثة الزلزال، مضيفة ”هناك حاجة ماسة لتوفير مساكن لائقة، بدل التركيز على صباغة المنازل غير المكتملة،مما يثير تساؤلات حول الأولويات، والتي تتطلب التركيز على سلامة البناء وجودته”.
ومع اقتراب ثاني شتاء بعد الزلزال، تعرض إقليم الحوز خلال الأيام الأخيرة لرياح قوية أدت إلى تطاير العديد من الخيام التي تأوي المتضررين، بالإضافة إلى تضرر العديد من حجرات البناء المفكك، وفقاً لمقاطع الفيديو المتداولة أظهرت سكاناً يحاولون حماية ممتلكاتهم من الرياح العاتية.
وفي هذا الصدد، كان عمر أربيب، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مراكش المنارة، قد قال لصحيفة “صوت المغرب” إن الرياح الأخيرة ألحقَت أضراراً بالغة بعدد من الدواوير في إقليم الحوز، بما فيها جماعات إمغراف وإجوكاك وثلاث نيعقوب وإغيل وأغبار.
وأضاف أربيب، أن العديد من حجرات البناء المفكك “قد تفككت بفعل الرياح، مشيراً إلى أن الاعتماد على هذا النوع من البناء المؤقت منذ شتنبر 2023 لم يكن مناسباً، خاصة وأن جودته رديئة ولا يتناسب مع خصوصيات المنطقة الجبلية التي تتعرض لتقلبات جوية شديدة، خصوصاً في فصل الشتاء.
النصب..كابوس آخر
وبخصوص هذا الموضوع قالت التامني، إن المتضررين من الزلزال يشتكون من تعرضهم للنصب على يد مقاولين، مضيفة في نفس السياق ” أن هذا الأمر عمق معاناتهم حيث فقدوا كل مدخراتهم، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من قبل السلطات، لاتخاذ الإجراءات الضرورية وفتح تحقيقات شاملة لحماية حقوق المواطنين”.
وعلى نفس الصعيد، استنكرت النائبة البرلمانية عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية عائشة الكوط، بدورها من تعرض مجموعة من متضرري الزلزال، لعملية “نصب” من طرف أحد المقاولين في مجال البناء، قائلة إنه تمت تزكيته لهم من طرف بعض رجال السلطة بالمنطقة.
واعتبرت المسؤولة البرلمانية أن ما حدث إجهاز على حلم المتضررين بإعادة بناء مساكنهم، “وفظاعة عمقت مآسي هؤلاء الذين عانوا من الزلزال وما بعد الزلزال”.
وأوضحت عائشة الكوط في سؤال كتابي وجهته بدورها لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، بأن متضررين من زلزال الحوز بدوار تاغزوت، جماعة إمكدال، قيادة ويركان بإقليم الحوز، يشتكون تعرضهم لعملية نصب من طرف مقاول بالمنطقة.
وأردفت النائبة البرلمانية بأن هؤلاء المتضررين صرحوا بأنهم “سلموا المقاول مبالغ مالية عبارة عن الدفعة الأولى من الدعم المالي الذي توصلوا به في إطار إعادة بناء منازلهم المنهارة”، مضيفة ” وقد وثقوا بهذا الشخص، الذي لا يعرفونه جيدا، لكون الشيخ والسيد القائد هما من زكياه لهم وأخبروهم أنه مقاول وسيقوم ببناء مساكنهم”.
وأضافت المتحدثة ذاتها، أنه “تبين أن سكان هذا الدوار ليسوا الوحيدين الذين تعرضوا للنصب من طرف المقاول المذكور، بل تعرض متصررون آخرون من جماعتي أسني و ثلاث نيعقوب لنفس العملية من نفس الشخص، منددة “بهذه الفظاعة الإنسانية، وهذا الإمعان في تعميق مآسي المنكوبين”.