story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

الترابي: تصعيد الجزائر ليس جديداً وحربها مع المغرب قد تأخذ أشكالاً غير تقليدية

ص ص

يرى المحلل السياسي عبد الله الترابي أن إمكانية التصعيد العسكري بين المغرب والجزائر ليست جديدة، مشيراً إلى أنها تعود إلى ما بعد انتهاء الحراك الشعبي الجزائري عام 2019 وعودة الجيش للإمساك بزمام الأمور بقوة داخل النظام السياسي الجزائري .

وأشار الترابي، في معرض حديثه عن السياقات الجيوسياسية لتصاعد التوتر بين المغرب والجزائر، خلال مشاركته في برنامج من الرباط الذي تبثه صحيفة “صوت المغرب”، (أشار) إلى أن هذه العودة تزامنت مع سلسلة من الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب، أبرزها توسيع دائرة الاعتراف الدولي بسيادته على الصحراء المغربية.

ويرى الترابي أن هذه الانتصارات تشكل هزيمة دبلوماسية عميقة بالنسبة للجزائر قد تدفعها إلى السعي من أجل لتدارك، إلا أن خيارات ذلك تبدو محدودة، حسب المتحدث، لأن الجزائر تفتقر إلى الإمكانيات البشرية والسياسية والدبلوماسية اللازمة لاستعادة دورها على الساحة الدولية.

وبموازاة انتصارات المغرب الدبلوماسية يلاحظ المتحدث تحولاً في خطاب الملك محمد السادس بشأن العلاقات مع الجزائر،، خاصة من خلال خطاب الذكرى الأخيرة للمسيرة الخضراء حيث بدأ أن “اليد الممدودة” للتصالح مع الجزائر لن تبقى ممتدة إلى الأبد، في إشارة إلى نفاد صبر المغرب من استمرار التوترات.

ويشدد الصحافي والمحلل للسياسي عبد الله الترابي على أن الحرب التقليدية ليست السيناريو الوحيد المطروح، حيث أن الحروب بين الدول لم تعد تقتصر على المواجهات العسكرية التقليدية بين الجيوش، بل باتت تتخذ أشكالاً جديدة، بينها حروب الوكلاء مشيرا إلى أنه مثلما تستخدم روسيا عن طريق قوات “فاغنر” في نزاعات مختلفة، وكما حركت إيران ودول الخليج وكلاءها في مناطق صراع عدة، قد تسعى الجزائر إلى تحريك جبهة البوليساريو لتصعيد النزاع مع المغرب بطريقة غير مباشرة.

ونبه الترابي إلى أن حروب التخريب الإلكتروني تعد كذلك شكلاً من أشكال الحرب المتوقعة، بحيث يمكنها استهداف البنية التحتية والاقتصاد الوطني من خلال هجمات سيبرانية، على غرار ما حدث بين روسيا وأوكرانيا قبل اندلاع الحرب العسكرية بينهما.

ويرى الترابي أن الدور التقليدي للقوى الكبرى في إشعال الحروب أو إخمادها قد تراجع، إذ باتت القرارات السياسية والعسكرية في المنطقة أكثر ارتباطاً بالسيادة الوطنية لكل دولة، لافتاً في هذا السياق إلى أن المغرب والجزائر أصبحا في موقع يمكّنهما من اتخاذ قرارات مستقلة بعيداً عن التأثير المباشر للقوى العالمية.

ونبه الترابي إلى خطورة الدور السلبي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام العمومي الجزائري في إذكاء الكراهية بين الشعبين، مؤكداً أن العلاقات الشعبية بين المغاربة والجزائريين لم تكن بهذا القدر من الاحتقان حتى في الفترات التي شهدت نزاعات سياسية أو عسكرية في خمسينات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

وأمام هذا المشهد المتشابك، يشدد المحلل السياسي المغربي على أن احتمال الحرب بين المغرب والجزائر يظل قائماً، لكنه قد يتخذ أشكالاً جديدة وغير تقليدية، مفضلاً في الوقت ذاته تغليب الحكمة وضبط النفس، والعمل على تخفيف التوترات التي تؤثر على استقرار المنطقة والتركيز على التنمية.