رفضت تمتيعه بالسراح المؤقت.. ابتدائية البيضاء تحاكم ناشطاً في حركة “مقاطعة إسرائيل” بتهمة التحريض
رفضت هيئة المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، مساء اليوم الخميس 21 نونبر 2024، ملتمس السراح الذي تقدم به دفاع الناشط في حركة “مقاطعة إسرائيل” إسماعيل غزاوي، الذي يخضع للحراسة النظرية منذ الثلاثاء الماضي.
وأعلنت المحكمة في الجلسة التي استمتعت فيها لملتمس هيئة دفاع غزاوي، اليوم الخميس، تأجيل محاكمة هذا الأخير إلى يوم الثلاثاء 26 نونبر الجاري.
وعلمت صحيفة “صوت المغرب” أن المهندس إسماعيل غزاوي يتابع وفقاً للفصل 1-299 من قانون المسطرة الجنائية الذي يتعلق بتهمة التحريض “مباشرة شخصاً أو عدة أشخاص على ارتكاب جناية أو جنحة بواسطة الخطب أو الصياح أو التهديدات المفوه بها في الأماكن والتجمعات العمومية، أو بواسطة الملصقات المعروضة على أنظار العموم أو بواسطة كل وسيلة تحقق شرط العملية بما فيها الوسائل الإلكترونية والورقية والسمعية البصرية”.
وخلال مرافعتهم اليوم أمام المحكمة لفت أعضاء هيئة دفاع إسماعيل غزاوي إلى السيرة الطيّبة للناشط ومساره الدراسي والمهني كمهندس فلاحي في إحدى الشركات اليابانية، معبرين عن استغرابهم من توقيفه ومتابعته على خلفية تضامنه مع الشعب الفلسطيني.
وشدد الدفاع على “أن غزاوي بريء حتى تثبت إدانته”، مؤكدين “توفر جميع الضمانات التي تخول متابعته في حالة سراح من سلوكه وسيرة عائلته إلى امتثاله الثلاثاء الماضي لاستدعاء الفرقة الوطنية للشرطة القضائية له من أجل الاستماع إليه قبل إخضاعه لتدابير الحراسة النظرية منذ ذلك الوقت”.
ويُعرف المهندس إسماعيل غزاوي بنشاطه التضامني مع الشعب الفلسطيني، حيث يشارك في مظاهرات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، بينها وقفة قبل أسبوع أمام القنصلية الأمريكية بالدار البيضاء احتجاجاً على دعم واشنطن لحرب الإبادة الجماعية في غزة.
وشارك بعدها رفقة نشطاء آخرين الجمعة الماضي في وقفة أمام ميناء طنجة المتوسط، تنديداً بالسماح لسفن شركة “ميرسك لاين” بالرسو في طنجة، والتي يشتبه في نقلها شحنات عسكرية موجهة إلى إسرائيل.
كما كان ينخرط في حملات على منصات التواصل الاجتماعي استجابة لدعوات حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، إضافة إلى دعوات تنظيم وقفات أمام سفارات الدول الداعمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تحت وسم #حصار_السفارات.
وحضر منذ صباح اليوم عدد من النشطاء إلى جانب عائلة المهندس إسماعيل غزاوي لمؤازرته في المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، بينهم سيون أسيدون من مؤسسي حركة “بي دي إس” ومنسق فرعها بالمغرب، والسعدية الولوس رئيسة الفيدرالية المغربية لحقوق الإنسان وعبد الصمد فتحي نائب المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وذلك تزامناً مع تقديمه أمام وكيل الملك وخلال الجلسة العلنية قبل قليل.
هذا وأعلنت حركة “بي دي إس” بالمغرب تضامنها مع الناشط إسماعيل الغزاوي لافتة إلى نشاطه المتواصل في صفوفها “في كل وقفة واحتجاج دعماً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتنديداً باستمرار الإبادة والتطبيع”.
وقالت الحركة في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إن إسماعيل “مثل العديد من أحرار العالم لبّى النداء الفلسطيني الداعي لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها كما تبنّيناه نحن”.
بدورها قالت الجمعية المغربية لحقوق الانسان إنها تتابع ما يتعرض له المهندس الفلاحي إسماعيل الغزاوي (34 سنة)، مشيرة إلى أنه ينشط في دعم القضية فلسطينية بدعواته للمقاطعة بالمغرب.
وذكرت الجمعية، في بلاغ اطلعت عليه صحيفة “صوت المغرب”، أن الأحداث بدأت “بتاريخ الجمعة 25 أكتوبر 2024 عندما كان إسماعيل يتوجه نحو القنصلية الأمريكية بالدار البيضاء متوشحاً الكوفية الفلسطينية، من أجل استنكار دعم الولايات المتحدة حرب الإبادة الجماعية في غزة”.
ولفتت المنظمة الحقوقية إلى أنه “جرى حينئذ تعنيف الناشط إسماعيل الغزاوي، واقتياده إلى ولاية الأمن بالدار البيضاء قبل إطلاق سراحه عقب التأكد من هويته”.
كما دعت النشطاء في دعم القضية الفلسطينية إلى التضامن مع إسماعيل غزاوي، معتبرة دعمه “دعماً لحرية التعبير في المغرب”، مشيرة في نفس الوقت إلى أن استدعاءه للمثول أمام الفرقة الوطنية، حيث جرى توقيفه، “مثالا آخر لقمع حرية التعبير في دعم للشعب الفلسطيني”.