الشوباني: الاستمرار في التطبيع مع إسرائيل يعني قبول المشروع الصهيوني
قال الوزير السابق والقيادي في حزب العدالة والتنمية الحبيب الشوباني، إن “التطبيع مع إسرائيل لم يعد يرتكز على أي مرجعية واضحة، بل أصبح يعني القبول التام بالمشروع الصهيوني الذي ينفي وجود دولة فلسطينية مستقلة”.
وأشار الشوباني في حديثه أثناء حلولها ضيفا على برنامج “ضفاف الفنجان” الذي تبثه صحيفة “صوت المغرب”، إلى أن “إسرائيل لا تؤمن إلا بدولة خالصة لليهود، ما يعني استمرار الإبادة والتهجير وإلغاء الحياة في غزة”.
التطبيع قبول بالمشروع الصهيوني
وأضاف الشوباني “أن التطبيع مع الكيان الصهيوني الآن يتم على أساس التعاون الاقتصادي والأمني، دون أي اعتبار للحقوق الفلسطينية، لأن المشروع الصهيوني يهدف إلى إلغاء حقوق الفلسطينيين”، معتبرا أن “القضية الفلسطينية مجرد شأن داخلي إسرائيلي، يتعين على الدول الأخرى أن تتماشى مع سياساته ومنطق مصالحه”.
وأوضح الوزير السابق أن “المغرب ورغم تأكيده عن عدم تخليه عن القضية الفلسطينية، إلا أن هذا الموقف يظل تضامنيا وشكليا فقط، لأنه يواجه صعوبة كبيرة في التطبيق، مادام الكيان الصهيوني نفسه لا يعترف أصلاً بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم”.
سايس بيكو لم تكمل مهمتها
ولفت الفاعل السياسي إلى “أن الكيان الصهيوني يسعى دائما إلى تحقيق أهدافه الخاصة فقط، بل إنه يحاول توسيع المنطقة والسيطرة عليها”، مبرزا أنه “حينما يقول نتانياهو سنغير المنطقة، فهو بذلك يشير إلى وجود خرائط من أجل تقسيم المقسم”.
وفي هذا الصدد، أشار الشوباني إلى النظريات التي جاء بها اليهودي الأمريكي بيرنار لويس، والتي تعتبر أن “معاهدة سايس بيكو لم تكمل مهمتها، وتتحدث عن وجود خريطة تتضمن أكثر من 30 دويلة جديدة في المنطقة العربية على أساس العرق والطائفة والقومية”.
وذكر المتحدث ذاته أن “المخططات التي تهدف إلى تقسيم المنطقة العربية إلى كيانات أصغر، تعد جزءًا من توجهات استراتيجية أوسع قد لا تكون مرئية لنا في الوقت الراهن ولكنها موجودة وتتشكل خلف الكواليس”.
وفي غضون ذلك، أكد الشوباني أن “هذا الخطر الوجودي يتطلب وعيًا جماعيًا، مع ضرورة تجاوز منطق التخوين بين الشعوب والأنظمة والتيارات والأحزاب”، مشددا على أنه “نحن أمام مشروع استعمار ضمن هيكل إمبريالي يمتلك إمكانيات كبيرة، ويهدف إلى تحقيق مصالحه على حساب استقرار المنطقة”.
الحل المزدوج لإنهاء الصراع…
وفي اتجاه آخر، ذكر الشوباني “أنه من أجل حل هذا الصراع، يجب اللجوء إلى الحل المزدوج، بحيث يتم بموجبه تحرير فلسطين والفلسطينيين من الاحتلال، وإلى جانب ذلك، تحرير اليهود واليهودي من الصهيونية، بما يضمن تأسيس دولة فلسطينية ديمقراطية يعيش فيها المسلم واليهودي والمسيحي”.
وفي سياق النقاشات الداخلية حول التطبيع، أكد المصدر ذاته أن “المغاربة كأمة وكشعب وكدولة مطالبون بتحمل المسؤولية والابتعاد عن منطق التخوين والانقسام، لأن التحديات كبيرة، ولا أحد يمكنه التنبؤ بما سيقع، وبالتالي من الحكمة والرشد الانتباه إلى أن هذه أمور خطيرة وكبيرة ومرتبطة بمخططات دولية، وبالتالي يجب التعامل معها برزانة”.
كما أبرز أهمية تعزيز المجتمع المدني وتمكينه من ممارسة دوره في النقاشات العامة، موضحا أن “المجتمع المدني يجب أن يكون حيويًا قادرًا على التعبير عن مختلف الآراء بشكل يعزز الوعي ويساهم في بناء فهم مشترك لمصلحة الوطن، وذلك خارج منطق التخوين والاستهداف”.
لمشاهدة الحوار، يرجى الضغط على الرابط