المغرب والجزائر.. طبول الحرب
لأول مرة يصدر تحذير رسمي مغربي من حرب محتملة قد تشنها الجزائر. وهو التحذير الذي ورد على لسان وزير الخارجية والتعاون الإفريقي، ناصر بوريطة، أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس النواب قبل أيام، حيث قطع الشك باليقين، وأكد وجود “مؤشرات” على استعداد جزائري لجر المنطقة إلى حرب شاملة مع المغرب.
وبالرغم من أنه لم يذكر هذه المؤشرات، إلا أن استدعاء السياق القريب فقط، يخبرنا عن عدة وقائع تبعث على الشك والتساؤل حول استعداد الجزائر للحرب فعلا، منها تحريك وحشد لقوات عسكرية جزائرية على الحدود مع المغرب في أكتوبر الماضي، سواء للفيالق أو للآليات العسكرية، في الوقت الذي تواصل ميليشيات البوليساريو استهداف بعض المناطق المدنية في مناطق بالسمارة والمحبس، علاوة على رسائل الاستعراض العسكري الضخم الذي نظمته الجزائر واستعرضت فيه شتى أنواع الأسلحة، برية وبحرية وجوية، بما فيها تلك التي لم تكشف عنها من قبل.
وهي مؤشرات تصعيد عسكرية تنضاف إلى مؤشرات سياسية في مسار متوتر أصلا بين البلدين، ولا تفتأ حدته تتصاعد في كل مرة، منذ قرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في صيف 2021، تلاه قرار الجزائر منع الطيران العسكري والمدني المغربي من التحليق فوق أجوائها حتى الآن.
ورغم حالة التصعيد تلك، إلا أنه لم يسبق لأي مسؤول مغربي أن تحدث صراحة وعلانية عن وجود استعداد جزائري لشن حرب على المغرب أو العكس، اللهم بعض التلميحات في خطب ملكية ومنها خطاب ذكرى المسيرة الخضراء الأخير.
وذلك على خلاف المسؤولين الجزائريين من أعلى مستوى، حيث سبق لرئيس الأركان في الجيش الجزائري، السعيد الشنقريحة، أن تحدث صراحة عن “جاهزية الجيش الجزائري” لمواجهة “العدو الكلاسيكي” في إشارة إلى المغرب، في حين تحدث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن الموضوع ذاته، حين قال إن قطع العلاقات الدبلوماسية في صيف 2021 كان خيارا بديلا عن خيار الحرب، ما يعني أن القيادة الجزائرية قد وضعت خيار الحرب على طاولة القرار السياسي وقتها، ثم حادت عنه لأسباب غير معروفة حتى الآن.
فما هي المؤشرات التي لمح إليها الوزير بوريطة والتي ترجح احتمال اندلاع حرب جديدة بين البلدين؟ وهل الحرب باتت الخيار الأفضل لفك العقدة السياسية بين الطرفين؟ وما الذي يمكن أن يمنعها أو يحول دون اندلاعها إقليميا ودوليا؟
…
لقراءة النص الكامل للورقة يرجى تحميل مجلة “لسان المغرب” بالضغط على الرابط