لجنة أممية ترى أن ممارسات إسرائيل في غزة “تتسق مع خصائص الإبادة”
اعتبرت لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة اليوم الخميس 14 نونبر 2024 أن ممارسات إسرائيل خلال حرب غزة “تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية”.
وأشار تقرير اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة والذي يغطى الفترة من السابع من أكتوبر من العام الماضي حتى يوليوز الماضي، إلى “سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وظروف تهدد حياة الفلسطينيين فرضت عمدا”.
وأفادت اللجنة التي تحقق منذ عقود في الممارسات الإسرائيلية التي تؤثر على الحقوق في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأن إسرائيل “استخدمت التجويع كأسلوب من أساليب الحرب وفرض عقاب جماعي على الفلسطينيين”.
وقالت “من خلال حصارها لغزة، وعرقلة المساعدات الإنسانية، إلى جانب الهجمات المستهدفة وقتل المدنيين وعمال الإغاثة.. تتسبب إسرائيل عمدا في الموت والتجويع والإصابات الخطيرة”.
“نزحنا أكثر من عشر مرّات”
وقالت المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) لويز ووتريدج لوكالة فرانس برس إن العملية العسكرية في شمال قطاع غزة أجبرت ما لا يقلّ عن 100 ألف شخص على النزوح من أقصى الشمال إلى مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.
ووفقا للأمم المتحدة، نزح 1,9 مليون شخص من أصل 2,4 مليون نسمة منذ أكتوبر 2024.
ويقول المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل لفرانس برس إن “الاحتلال شرد عشرات آلاف الناس” مشيرا إلى أن “أكثر من 100 ألف مواطن (غالبيتهم من اللاجئين منذ عام 1948) ما زالوا يتواجدون في محافظة شمال قطاع غزة دون طعام ولا شراب ولا دواء”.
ويؤكد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ خمسة أسابيع تسببت بـ”تدمير كلي لأكثر من 2000 مبنى ومنزل” في شمال القطاع.
ويضيف أن كل المناشدات التي وجهت للمنظمات الدولية والمؤسسات الإنسانية “لم تُجد نفعا”.
أجبرت العملية العسكرية إيمان حمد (41 عاما) على النزوح مجددا قبل يومين من مركز إيواء للنازحين في شمال القطاع.
وعلى وقع تهديد الجنود الإسرائيليين بقصف المدرسة، بحسب شهود، وإطلاق النار، غادرت حمد مع أولادها وأحفادها مركز الإيواء في مدرسة “مهدية” في بلدة بيت حانون.
وتقول إنه منذ اندلاع الحرب “نزحنا أكثر من عشر مرات، أخيرا كنا بمدرسة مهدية” التي أحرقتها القوات الإسرائيلية فجر الأربعاء، على حد قولها.
وتابعت “يريدون ذبحنا وإبادتنا بحجة تطهير الشمال من المسلحين، العالم كله يعرف أن إسرائيل تكذب وتكذب لتبرير قتل المدنيين. هذا ليس انتقام، إنها مذبحة شعب”.
بدوره، يشير راغب الربايعة (63 عاما) المقيم في مخيم جباليا والذي نزح منه “مجبرا” قبل أسبوع إلى أن “ما يحدث أكبر من نكبة، إذا لم تمت من القصف سوف تموت أنت وأولادك وأحفادك من الجوع والعطش والأمراض”.
لكن أشرف أبو حبل (50 عاما) وهو سائق سيارة أجرة، رفض مغادرة منزله في جباليا وقال إن “الموت بالقصف أفضل مليون مرة من الموت بإذلال التشرد والنزوح والجوع”.
ويقول الشاب أنيس صالحة (19 عاما) الذي قتل والده في بداية العملية العسكرية في جباليا الشهر الماضي ونزح مع عائلته إلى مدينة غزة، “أمنيتي أن نعيش بسلام مثل باقي العالم”.