رفع التحذير “الأحمر” من سوء الأحوال الجوية في اسبانيا
رفعت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية اليوم الخميس 14 نونبر 2024 التحذير بالمستوى الاحمر الأعلى الذي أعلنته حيال سوء الأحوال الجوية في جنوب إسبانيا وشرقها بعد ليلة شهدت هطول أمطار غزيرة، لكن من دون تسجيل المزيد من الضحايا، مؤكدة أن “الأسوأ مضى”.
وخفضت الوكالة مستوى الإنذار إلى البرتقالي في مقاطعة ملقة (جنوب)، وفي فالنسيا (شرق) حيث ما زالت ذكرى الفيضانات التي أوقعت 224 قتيلا على الأقل قبل أسبوعين تبعث مخاوف بين المنكوبين.
وكانت الوكالة أصدرت مساء أمس الأربعاء إنذارا أحمر في المنطقتين منبهة من خطر “شديد” بحصول فيضانات بسبب ما يعرف بـ”القطرة الباردة”، وهو منخفض جوي على ارتفاع عالٍ غالبا ما يحصل خلال الخريف على ساحل إسبانيا المتوسطي، ويتسبب بهطول أمطار مفاجئة وغزيرة.
وقالت الوكالة “تجنبوا التنقل. قد تحدث فيضانات”، وهي رسالة نشرتها السلطات على نطاق واسع سعيا لتفادي وقوع كارثة جديدة بعد 15 يوما من الفيضانات المأساوية التي اجتاحت جنوب شرق البلاد.
وأوردت وكالة الأرصاد الجوية أن أمطارا غزيرة تساقطت ليل الأربعاء الخميس ووصل منسوبها إلى 110 لترا لكل متر مربع (110 ملم) في منطقة ألكوديا دي فيو النائية في فالنسيا، و88 لترا (88 ملم) في بلدة شيفا التي سبق أن شهدت فيضانات في نهاية أكتوبر 2024.
لكن هذه الأمطار الغزيرة لم تتسبب بأضرار تذكر، حتى لو أن المياه غمرت الشوارع وأن بعض الطرقات قطعت لفترة، سواء في الأندلس أو في منطقة فالنسيا، كما أنها لم تتسبب بوقوع المزيد من الضحايا، بحسب السلطات.
“الوقاية خير من العلاج”
وكانت الحكومة المحلية في فالنسيا أعلنت الأربعاء سلسلة تدابير وقائية في 163 بلدة، مع إغلاق مدارس فيها وفرض قيود على التنقلات.
وقال رئيس بلدية مدينة كوليرا الساحلية الواقعة جنوب مدينة فالنسيا خوردي مايور لتلفزيون “تي في إي” الرسمي “كانت ليلة صعبة… لم نشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة من قبل”، مؤكدا أن بعض شوارع المدينة كانت لا تزال “غير صالحة للسير” صباح الخميس، غير أن الاضرار كانت محدودة.
وفي ملقة حيث شهدت حركة الملاحة الجوية بلبلة كبيرة الأربعاء، تم إجلاء أكثر من 4200 شخص “وقائيا”، ولا سيما في جوار نهر غوادالهورسي الذي يُخشى ان تفيض مياهه، كما علقت الدراسة لحوالى 500 ألف تلميذ.
وقال رئيس منطقة الأندلس خوان مانويل مورينو الخميس مبررا هذه الإجراءات “أعرف أن هذا طرح مشكلات للعديد من العائلات” لكن “الوقاية خير من العلاج”، موضحا أن الذين تم إجلاؤهم لن يتمكنوا على الأرجح من العودة إلى منازلهم قبل الجمعة.
ورأى جيس نومان أستاذ علم المياه في جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة في تحليل أن “سرعة عمليات الإجلاء سمحت على الأرجح بإنقاذ الكثير من الأرواح” وهذا برأيه “يثبت إلى أي مدى من الممكن والضروري التحرك بسرعة عند إصدار إنذار”.
بدء العودة إلى وضع طبيعي
غير أن الوضع بدأ يعود إلى طبيعته في المناطق المعنية. ففي ملقة، انطلقت نهائيات “كأس بيلي جين كينغ” للتنس بعد إرجائها 24 ساعة بسبب سوء الأحوال الجوية.
وفي فالنسيا، رفعت القيود على تنقل السيارات، فيما استؤنفت حركة السكك الحديد مع مدريد قبيل الظهر لأول مرة منذ 15 يوما.
غير أن العودة إلى وضع طبيعي تبدو أكثر صعوبة في المناطق التي اجتاحتها فيضانات 29 أكتوبر الماضي، مع استمرار أعمال إزالة الركام وإعادة تأهيل البنى التحتية، فيما تتواصل عمليات البحث عن 16 شخصا ما زالوا مفقودين.
وأوضحت روسا توريس المتحدثة باسم لجنة الطوارئ التي تشكلت بعد الفيضانات أن عمليات البحث تتركز في “شريط طوله 200 كلم وعرضه 60 كلم” يقع القسم الأكبر منه قرب مصب نهر توريا، إذ أن السيول قد تكون جرفت الجثث إلى تلك المنطقة.
إلى ذلك أدى تساقط الأمطار إلى تأجيل جلسة الاستماع لرئيس حكومة المنطقة كارلوس مازون إلى الجمعة، بعدما كان من المفترض أن يمثل الخميس أمام البرلمان المحلي لتبرير إدارته للكارثة.
ويتعرض الزعيم المحافظ لانتقادات شديدة منذ أسبوعين بسبب تعامله مع فيضانات 29 أكتوبر المنصرم. وتوقعت وسائل إعلام إسبانية أن يعلن لهذه المناسبة عن تعديلات في حكومته.