story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

بشحنة “عالية الخطورة”.. تفاصيل رحلة سفينة “ميرسك” من ميناء طنجة إلى حيفا

ص ص

بعد الاستياء الذي أثارته سيفنة تابعة لشركة “ميرسك لاين” إثر رسوها في ميناء طنجة المتوسط للاشتباه في نقلها أسلحة موجهة لإسرائيل قبل مغادرتها السبت 9 نونبر 2024، انطلقت صباح اليوم، الثلاثاء 12 نونبر 2024، سفينة شحن تابعة للشركة الدنماركية ذاتها من الميناء المغربي متجهة صوب ميناء حيفا الإسرائيلي.

السفينة التي تحمل اسم “نيستد ميرسك” (NYSTED MAERSK) انطلقت على الساعة 02:18 صباحاً من ميناء طنجة المتوسط، بعدما كانت صحيفة “صوت المغرب” تتعقبها قبل وصولها إلى المغرب، منذ الأحد 10 نونبر 2024، للاشتباه المسبق حسب تحقيق لمنظمات دولية في تورطها بنقل شحنات عسكرية إلى إسرائيل طيلة عدوان هذه الأخيرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.

بداية التعقب

كان من المتوقع قبل وصول سفينة “ميرسك دنفر” إلى مضيق جبل طارق إفراغها شحنات عسكرية موجهة إلى إسرائيل في ميناء الجزيرة الخضراء “ألخيثيراس”، في انتظار مواصلة نقل الشحنات إلى ميناء حيفا أو أسدود بواسطة إحدى خمس سفن أخرى تعمل في البحر الأبيض المتوسط وهي: ميرسك نورفولك (IMO: 9356139)، نيستد ميرسك (IMO: 220897)، نيكسوي ميرسك (IMO: 9220885)، ماريو أ (IMO: 9337377)، أو واندا أ (IMO: 9415947).

بعد رسو سفينة “ميرسك دنفر” في ميناء طنجة المتوسط، إثر منعها من دخول ميناء ألخيثيراس، ثم مغادرتها لاحقاً إلى ميناء صلالة في سلطنة عمان مساء السبت 9 نونبر 2024، بدأت صحيفة “صوت المغرب” بتعقب السفن الخمس، حيث كانت إحداها، وهي “نيكسوي ميرسك”، متجهة آنذاك من ميناء حيفا إلى إيطاليا، في حين كانت السفن الثلاث الأخرى متجهة إلى وجهات مختلفة.

أما السفينة التي تحمل اسم “نيستد ميرسك” فكانت ترسو في ميناء لشبونة البرتغالي في انتظار انطلاقها على الساعة 6:32 من صباح يوم الأحد 10 نونبر 2024، صوب ميناء طنجة المتوسط الذي رست فيه على الساعة 12:01 من زوال أمس الإثنين 11 نونبر 2024.

من طنجة إلى حيفا

على الساعة 2:18 من صباح اليوم الثلاثاء، بدأت سفينة شحن “نيستد ميرسك” التابعة للعملاق الدانماركية “ميرسك لاين”، مغادرة ميناء طنجة المتوسط، وبدا حينها أنها متوجهة لميناء الاسكندرية في مصر، إلى أن ظهرت وجهتها الحقيقية، وفق تتبعنا لمسار السفينة عبر موقع “مارين طرافيك” المتخصص في تتبع حركية السفن، نحو ميناء حيفا الإسرائيلي قبل تجاوزها المنطقة بين وجدة المغربية وألميريا الإسبانية.

وتظهر أنظمة السفينة التي تحمل علم “هونغ كونغ” أنها تنقل شحنة خطيرة من التصنيف الأعلى “Hazard A (Major)”، وهو تصنيف يتم منحه للسفن المحملة بالمتفجرات أو المواد القابلة للاشتعال أو السامة وفقاً للتصنيف الدولي للشحنات.

وبالنظر إلى ذلك وإلى مسار سفينة الشحن التي ستصل إلى حيفا السبت القادم، يُطرح التساؤل حول الهدف من توجه سفينة بهذا التصنيف من الشحنات العالية الخطورة إلى إسرائيل بالتزامن مع تواصل ارتكابها مجازر بحق المدنيين في كل من غزة ولبنان لأزيد من 400 يوم راح ضحيتها ما يفوق 45 ألف شهيد ومئات الآلاف من المصابين والمفقودين.

مُنِعت من دخول إسبانيا

ليست “ميرسك ديرفر” السفينة الوحيدة التي مُنِعت من الرسو في إسبانيا، بل كانت وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية أصدرت أمراً بمنع سفينة “نيستد ميرسك” كذلك من الدخول إلى ميناء “الجزيرة الخضراء” قبل أن تختار الرسو في ميناء لشبونة البرتغالي.

وحسب وسائل إعلام إسبانية، فإن السفينة المذكورة كانت تسعى لشحن حاويات بعد تركها في الجزيرة الخضراء “ألخيثيراس” من قبل سفينة “ميرسك دينفر”، التي اتضح قرار منعها أولاً بتاريخ الخميس 7 نونبر 2024 على لسان المتحدث باسم وزير خارجية إسبانيا قبل أن تحول مسارها نحو طنجة.

وبالتزامن مع احتجاجات في طنجة على رسو سفينة “ميرسك ديرفر” بميناء المدينة، شهدت العاصمة البرتغالية لشبونة احتجاج نشطاء على رسو سفينة “نيستد ميرسك” في ميناء مدينتهم، السبت الماضي، بعد أن تم منعها من الرسو في إسبانيا، متهمين إياها بكونها “كانت محورية في تزويد الولايات المتحدة إسرائيل بالأسلحة”.

تحقيق: ماسك أوف ميرسك (سقط قناع ميرسك)

غضب مدريد تجاه سفن تابعة للشركة الدنماركية “ميرسك لاين” يأتي بعد تحقيق أنجزته منظمتا “بروغريسيف إنترناشيونال” و”حركة الشباب الفلسطيني” كشف عن تسجيل مئات الشحنات من الإمدادات العسكرية التي تم نقلها من الولايات المتحدة عبر ميناء “الجزيرة الخضراء” إلى إسرائيل.

التحقيق الذي صدر بتاريخ الإثنين 4 نونبر 2024، عدّد أسماء جملة من “سفن ميرسك المتورطة في نقل الشحنات العسكرية”، وهي كالتالي: ميرسك دنفر (IMO: 9332999)، ميرسك سيلتار (IMO: 9315197)، ميرسك أتلانتا (IMO: 9348649)، ميرسك شيكاغو (IMO: 9332975)، ميرسك كولومبوس (IMO: 9332987)، ، ميرسك ديترويت (IMO: 9333034)، ميرسك هارتفورد (IMO: 9333008)، ميرسك كراتشي (IMO: 9162215)، ميرسك كنسينغتون (IMO: 9333010)، ميرسك كينلوس (IMO: 9333022)، ميرسك بيتسبيرغ (IMO: 9342176)، وميرسك سنتوسا (IMO: 9315202).

ونبه التحقيق ذاته، الذي اعتمده برلمانيون إسبان لإعداد ورقة تطالب الحكومة بمنع السفينتين إلى أنه بعد رسو سفن ميرسك التي تحمل بضائع عسكرية لإسرائيل في ميناء الجزيرة الخضراء -قبل إعلان منعها الأسبوع الماضي- يتم نقلها إلى ميناء حيفا أو أسدود بواسطة إحدى خمس سفن تعمل في البحر المتوسط والتي ذكرت سلفاً.

ومن أجل توضيح كيف تتم هذه العملية، أورد التحقيق حالة تم رصدها قبل نحو شهرين، حيث أبحرت سفينة “ميرسك سنتوسا” في 16 شتنبر 2024 إلى الجزيرة الخضراء في إسبانيا حاملة 866 طناً من البضائع للجيش الإسرائيلي، وهنا تم نقل هذه الشحنات إلى سفينة “نيكسوي ميرسك” بتاريخ 28 شتنبر قبل أن تبحر لتصل إلى ميناء أسدود الإسرائيلي في 13 أكتوبر 2024.

ويذكر التحقيق ذاته، الذي اطلعت عليه صحيفة “صوت المغرب”، أنه في الفترة الممتدة من شتنبر 2023 إلى شتنبر 2024، قامت شركة ميرسك الدنماركية بشحن ملايين الأرطال من المعدات العسكرية إلى الجيش الإسرائيلي من الولايات المتحدة عبر أكثر من 2,000 شحنة، تضمنت هياكل ومحركات وأجزاء متخصصة لناقلات الجنود المدرعة والمركبات التكتيكية، فضلاً عن أجزاء للطائرات وأنظمة القذائف.

وأوضح أنه رغم عدم ذكر الشحنات صراحةً أن الوجهة هي إسرائيل “إلا أن الوكيل المستلم مدرج كوزارة الدفاع الإسرائيلية، مما يُرجح بقوة أن الشحنات كانت تُرسل إلى إسرائيل لأغراض عسكرية”، مشيراً إلى أن جميع الشحنات قبل نونبر 2024 عبرت من خلال ميناء الجزيرة الخضراء في إسبانيا.

وقال باحثون في المنظمتين، اللتين نشرتا التحقيق في سياق تحرك “سقط قناع ميرسك” (Mask off maersk)، أن ما يقارب جميع الشحنات العسكرية التي تمت مراجعتها (2104 من أصل 2110) تم شحنها من ميناء إليزابيث في نيوجيرسي (USEBH)، بينما انطلقت البقية (6 من أصل 2110) من ميناء هيوستن، تكساس (USHOU)، خلال نفس الفترة الزمنية.

وحسب الأدلة التي استقتها، فإن ميرسك تشغل عادةً سفينة واحدة أسبوعياً من نيوجيرسي إلى إسبانيا، تحتوي عادةً على حوالي 1000 طن من البضائع العسكرية لصالح الجيش الإسرائيلي، مشدداً على أنه “من خلال مقارنة جداول السفن والبيانات التاريخية، يمكن الاستنتاج بشكل موثوق أن وزارة الدفاع الإسرائيلية نادراً ما تفوت رحلة أسبوعية على هذا الخط”.

هذا وشدد التحقيق على أنه باستثناء “ميرسك كراتشي” جميع السفن التي تنقل الشحنات العسكرية الموجهة لإسرائيل من الولايات المتحدة تديرها شركة “ميرسك لاين” المحدودة، والمشاركة في برنامج الأمن البحري التابع للإدارة البحرية الأمريكية، الذي يوجب على السفن المسجلة في الولايات المتحدة توفير مواردها في النقل التجاري لفائدة وزارة الدفاع عند الطلب، بالإضافة إلى أنشطتها التجارية.

يذكر أنه ينتظر أن تصل سفينة حاويات ثانية، الخميس 14 نونبر 2024، إلى ميناء “الجزيرة الخضراء” قادمة من ميناء نيويورك ونيوجرسي، تحمل اسم “ميرسك سيلتار”، ومن المتوقع أن يتم منعها أيضاً من دخول الميناء، للاشتباه في نقلها شحنات عسكرية موجهة إلى إسرائيل.