story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

7 أكتوبر.. تاريخ هزَّ صورة إسرائيل وأعاد فلسطين إلى وجدان الشعوب

ص ص

بعد مرور عامين على معركة “طوفان الأقصى” التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023، لا يزال العالم يعيش تداعيات ذلك اليوم الذي أعاد تشكيل الوعي الدولي تجاه القضية الفلسطينية. لم تكن العملية التي نفذتها كتائب القسام، فجر ذلك السبت مجرد حدث عسكري عابر، بل زلزالًا هزّ الصورة التي بنتها إسرائيل على مدى عقود، وأعاد فلسطين إلى قلب الرأي العام العالمي.

منذ الأسابيع الأولى للمعركة، سقطت العديد من الأساطير التي روّجتها إسرائيل عن “التفوق الأمني” و”الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”، و”الجيش الذي لا يُقهَر”، و”الشعب المضطهد”. إذ كشفت المعركة هشاشة المنظومة الأمنية لتل أبيب، وفشلها السياسي، فضلاً عن انحدارها الأخلاقي مع ارتكابها واحدة من أفظع جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث.

“سنضرب الاحتلال ضربة عنيفة، ثم نعزله إقليمياً ودولياً، ونجعله في صدام مع الجميع”. كلمات كانت وعداً من الشهيد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يصفها الإسرائيليون اليوم بـ”نبوءة السنوار”، مشيرين إلى أنها تحققت مع انهيار صورة إسرائيل في الرأي العام العالمي.

ومن أبرز صور هذا الانهيار، المظاهرات المليونية التي تخرج في شتى أنحاء العالم للتنديد بحرب الإبادة الجماعية في غزة، والمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، فضلاً عن المواقف التي بات يعبر عنها عدد من زعماء العالم وحكوماته انسجاماً مع حراك شعوبهم، حيث تتوحد مواقفهم، على اختلاف مستوياتها، في إدانة الجرائم الإسرائيلية.

في هذا الصدد، يعتبر يونس بطاحي عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن تاريخ 7 أكتوبر “قد غيّر وجه النظام العالمي القائم على الاستعمار والظلم ونهب خيرات الشعوب”.

ويشير المتحدث إلى أن 7 أكتوبر “يُعدّ ثورة ضد هذا النظام الإمبريالي الذي ظل جاثماً لعقود على صدور الشعوب المستضعفة”، مضيفاً: “لقد كانت صيحة الفلسطينيين لتحرير البشرية مما تتعرض له من ظلم واستعباد”.

ويتوقف بطاحي، وهو ناشط مغربي من المشاركين في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، عند تجربة الأسطول الذي ضم ناشطين من أكثر من 44 دولة، مشيراً إلى أنه عرف توافداً شعبياً عالمياً من أحرار العالم المدافعين عن القضية الفلسطينية.

وقال: “رأيت إيماناً حقيقياً جعل شباباً وشيباً، رجالاً ونساءً من مختلف الجنسيات يقررون بعزم وتصميم أن يضعوا أرواحهم على كفوفهم وينطلقوا في مهمة إنسانية لكسر الحصار ومواجهة الكيان الصهيوني”.

ويؤكد بطاحي أن هذا التضامن العالمي يُبرز أن التضحيات التي قدّمها الفلسطينيون منذ بدايات الكفاح المسلح، مروراً بالحروب والعمليات الفدائية التي قادتها منظمة التحرير الفلسطينية، وصولاً إلى المقاومة الراهنة التي تقودها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، “لم تذهب سدى ولن تذهب سدى أبداً”.

كما عبّر الناشط المغربي عن حجم المأساة التي خلّفتها الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ أكتوبر 2023، مشيراً في المقابل إلى أن “هذه هي تكلفة حروب التحرير، فهي باهظة جداً”، مشدداً على أن معركة “طوفان الأقصى” كانت نقطة تحوّل في مسار النضال الفلسطيني.

وخلص الناشط المغربي إلى أن استمرار تظاهر شعوب العالم من أجل فلسطين طيلة هاتين السنتين، واجتماع الشباب والشيوخ الذين يخاطرون بأنفسهم من أجل نصرة فلسطين ودحر الصهيونية، ومن أجل توحيد الجهود لتفكيك النظام العالمي المدعوم من القوى الاستبدادية، “كل ذلك يُعدّ بشائر تبعث على مزيد من التفاؤل والأمل”.