55 قتيلا وعشرات المصابين في مجزرة إسرائيلية جديدة وسط غزة
قتل 55 فلسطينيا وأصيب عشرات آخرون، اليوم السبت 8 يونيو 2024، في مجزرة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بعد قصف مدفعي وجوي عنيف استهدف مخيم النصيرات ومناطق متفرقة في محافظة وسط قطاع غزة، بالتزامن مع توغل مفاجئ للآليات العسكرية شرقي وشمال غربي المخيم قبل تراجعها لاحقا.
ونفذت مدفعية الجيش الإسرائيلي وطيرانه الحربي على مدى أكثر من ساعتين غارات عنيفة ومكثفة على مناطق وسط وغربي وشرقي مخيم النصيرات.
وحسب شهود عيان، فإن آليات عسكرية إسرائيلية توغلت بشكل مفاجئ في مناطق شرقي وشمال غربي مخيم النصيرات بالتزامن مع القصف المدفعي العنيف الذي استهدف مناطق واسعة من المخيم.
ولاحقا تراجعت الآليات العسكرية الإسرائيلية تحت غطاء كثيف من القنابل الدخانية في غربي وشرقي النصيرات، وفق الشهود.
كما توغلت الآليات الإسرائيلية قرب جسر وادي غزة على طريق “صلاح الدين” وسط القطاع، ووسعت توغلها شرقي دير البلح وفي مخيمي البريج والمغازي، بحسب الشهود.
وكانت طائرات مسيرة إسرائيلية تحلق بشكل كثيف في سماء مخيم النصيرات وتطلق النار على كل من يتحرك في طرقاته، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، وفق ما ذكر مسعفون لمراسل الأناضول.
وقال متحدث مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح خليل الدقران، إن “55 قتيلا وعشرات الجرحى وصلوا إلى المستشفى من مناطق متفرقة في مخيم النصيرات جراء القصف الجوي والمدفعي العنيف على المخيم وخاصة منطقة السوق”.
وأضاف الدقران، خلال مؤتمر صحفي في المستشفى، إن “المستشفى مكتظ ولا يوجد متسع لمزيد من المصابين لاستيعابهم”.
وناشد المتحدث الفلسطينيين في المحافظة الوسطى التوجه إلى المستشفى من أجل التبرع بالدم.
كما طالب الدقران، المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بالتدخل لوقف “العدوان الوحشي الإسرائيلي” على غزة.
من جانبها، قالت وزارة الصحة في غزة، إن “منظومة الإسعاف والطوارئ غير قادرة على الاستجابة لكافة النداءات لنقل الجرحى من أماكن القصف الإسرائيلي بمحافظة وسط القطاع”.
وأضافت في بيان، أن “عشرات المصابين يفترشون الأرض في مستشفى شهداء الأقصى والأطقم الطبية تحاول إنقاذهم بما يتوفر لديها من إمكانيات بسيطة”.
وذكرت أن “طواقم مستشفى شهداء الأقصى تواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع الأعداد المتزايدة من الإصابات نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل”.
وفي السياق، أفاد شهود عيان لمراسل الأناضول، بأن عشرات الجرحى وأشلاء عشرات القتلى ملقاة على قارعة الطريق الرئيسي لسوق مخيم النصيرات بعد قصف جوي ومدفعي إسرائيلي عنيف.
بدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن “جيش الاحتلال الإسرائيلي شن هجوما وحشيا غير مسبوق على مخيم النصيرات وسط القطاع وعشرات الشهداء والجرحى في الشوارع”.
وأضاف المكتب في بيان: “سيارات الإسعاف والدفاع المدني لم تتمكن من الوصول لانتشال الشهداء والجرحى بسبب شدة القصف الإسرائيلي على النصيرات”.
واعتبر أن “جيش الاحتلال يمارس جريمة منظمة ضد المدنيين والآمنين والأطفال والنساء في كل أرجاء محافظة وسط القطاع”.
وذكر أن “عشرات المقاتلات والطائرات المسيرة والمروحيات الحربية الإسرائيلية والدبابات شاركت في الهجوم على المحافظة الوسطى”.
ورصد شهود عيان حركة نزوح لمئات الفلسطينيين من مناطق متفرقة في مخيم النصيرات باتجاه مدينة دير البلح.
وقالوا إن مئات الفلسطينيين يركضون في طرقات المخيم هربا من القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي الذي يستهدفه بشكل غير مسبوق.
وفي الوقت ذاته، اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية خلال توغلها شمال غربي النصيرات وشرقي المخيم، حسب مصادر محلية.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أكثر من 120 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وقرابة 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.
(الأناضوال)