story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

25 عاما في خدمة الجيش ولسان إسرائيل بالعربية.. حسن كعيبة حامل مفاتيح تل أبيب لإعادة تشغيل مكتبها بالرباط

ص ص

خلال ثمان سنوات من توليه مهمة الناطق الرسمي باسم الخارجية الإسرائيلية باللغة العربية، اقترب حسن كعيبة، اللسان العربي للخارجية الإسرائيلية من المغاربة، في أزمتين أساسيتين واجهتا صورة إسرائيل في المغرب منذ توقيع الاتفاق الثلاثي قبل أزيد من ثلاث سنوات، وهما بداية “طوفان الأقصى” وبتر خريطة المغرب في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، ليصبح اليوم كعيبة، الوجه الذي تراهن عليه إسرائيل، لبث روح في بعثتها الدبلوماسية في المغرب، بعدما جمدت أعمالها ظاهريا قسرا، تحت ضغط الشارع المغربي الرافض للتطبيع في ظل الجرائم الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة.

“مسلم بدوي” 25 سنة في خدمة الجيش

حسن كعيبة، الخمسيني، من مواليد شمال إسرائيل، يقول إنه مسلم، أنهى دراسته الإعدادية في بلدته والثانوية في مدينة الناصرة، لينتقل إلى دراسة العلوم السياسية وتاريخ الشرق الأوسط، وذلك في جامعة حيفا.

انتقل كعيبة إلى الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، في مسار لم يكن عابرا ولا قصيرا، بل تجاوز حمله للسلاح في العشرين سنة، في تجربة طويلة لا يخفيها، خبر فيها الاجتياحات والانتفاضات، ويحكي عنها بـ”فخر” في تصريحاته.

سفير إسرائيل في البرازيل، نقل تصريحا عن كعيبة يتحدث فيه عن مسار خدمة الجيش الإسرائيلي، ويقول فيه: “خدمت في قوات الدفاع الإسرائيلية لـ25 سنة، وأنا فخور بأن أكون مسلما بدويا يخدم في الجيش الإسرائيلي، ويعيش في دولة إسرائيل الديمقراطية”.

ذراع إسرائيل بالعربية

انتقل كعيبة سنة 2002 للاشتغال في وزارة الخارجية الإسرائيلية مستشارا لشؤون الشرق الأوسط، وعمل على تعزيز العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، عن طريق تنظيم رحلات للمسؤولين والصحافيين العرب لإسرائيل، حيث ظهر بنفسه في حفلات استقبال المسؤولين والصحافيين الذين كانوا يزورون إسرائيل خلسة، ليصبح بعد ذلك بخمس سنوات قنصلا لإسرائيل في الاسكندرية بمصر.

نقل كعيبة لشغل هذا المنصب في مصر، كان أول تجربة لإسرائيل، في توظيف مسلمين يحملون جنسيتها، ضمن بعثات دبلوماسية لها، بالبداية بمصر، من أجل محاول كسر “الحصار الشعبي” المفروض على دبلوماسييها في الدول العربية، والذي رافقهم على الرغم من التطبيع الرسمي.

مصدر بارز من جامعة الدول العربية كان قد خرج خصيصا للتعليق آنذاك عن “ظاهرة كعيبة” وذلك في حوار سابق مع صحيفة “القدس العربي”.

السؤولون العرب رأوا في كعيبة استعانة إسرائيلية بمسلمين يحملون جنسيتها للعمل ضمن البعثات الدبلوماسية التابعة لها في مصر والدول التي لها علاقات معها في المنطقة، واختياره قنصلا إسرائيليا في الإسكندرية كان أول تجربة في الأسلوب الجديد الذي تتبناه تل أبيب من أجل كسر الطوق الشعبي المفروض عليها والذي يحول بينها وبين تطبيع العلاقات علي كافة المستويات مع الشعوب العربية.

وقد فوجيء المصريون آنذاك بأن القنصل الجديد لإسرائيل مسلم ويدعى حسن ويقوم بزيارات للأماكن الدينية الأثرية، وقد قام بزيارة مسجد المرسي أبو العباس أربع مرات خلال أسبوع واحد، وظهر وهو يؤدي صلاة العشاء وحاول إقامة حوار بعدها مع عدد من رواد المسجد وقام بتعريفهم بنفسه، لكن إحدى شخصيات المدينة، طلب منه أن يؤدي الصلاة في مكتبه بالقنصلية وذلك كي لا يتعرض لمواقف محرجة من قبل رواد المسجد.

كعيبة والمغاربة

بعد توقيع المغرب على الاتفاق الثلاثي وفتح إسرائيل لمكتب اتصالها في العاصمة الرباط، زار كعيبة المغرب، والتقى مسؤوليه وحاضر في مؤتمراته وأخذ صورا مع مواطنيه ومعالمه، ودخل مساجده، إلا أن هذه الزيارة لم تكن الحدث الذي قربه من المغرب.

أولى المحطات التي جعلت اسم كعيبة يتردد في المغرب، تصريحاته لوسائل إعلام مغربية مع بداية “طوفان الأقصى” في السابع مع أكتوبر الماضي، عندما هاجم المغاربة الذين خرجوا للتظاهر رفضا للحرب الإسرائيلية على غزة، ووصف الداعمين للمقاومة الفلسطينية في معركتها الأخيرة بـ”الوحوش”.

وبدا كعيبة أكثر استئناسا بالحديث إلى المغاربة، وإسماعهم صوت إسرائيل، حيث تم تكليفه خلال أزمة بتر رئيس الوزراء الإسرائيلي لخريطة المغرب خلال حوار تلفزيوني بإطفاء الغضب الشعبي في المغرب، فكان الصوت الإسرائيلي الرسمي، الذي خرج لمحاولة التغطية على زلة نتانياهو، وقال إن الأمر يتعلق بـ”خطأ غير مقصود”.