2025.. كوكاس: أمنيتي فتح ورش تعليمي بأفق مغاير وتنمية محورها الإنسان
مع بداية عام جديد، عبّر الكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس عن أمنيته بأن يشهد المغرب تحولاً جذرياً في مجال التربية والتعليم، من خلال فتح ورش جديد يتجاوز المقاربات التقليدية ويضع الإنسان في قلب التنمية.
وقال كوكاس، في حديث مع مجلة “لسان المغرب“: “أمنيتي الأساسية للسنة القادمة هي أن يفتح المغرب ورش التربية والتعليم بأفق مغاير”، مؤكداً أنه “تم إنجاز الكثير في البلاد خاصة على مستوى البنيات التحتية، حيث شهدت تقدماً كبيراً على مستوى العمران والتجهيزات وتوسعاً في المدن”.
هذا بالإضافة إلى “التقدم في الخدمات، والتشبيك المتميز للطرق”، ما يجعل الإنجازات الحالية على عهد الملك محمد السادس تفوق بكثير ما اعتبر “إنجازاً تاريخياً برهانات سياسية وإيديولوجية كبرى من خلال ورش طريق الوحدة، لربط شمال المغرب بجنوبه”، حسب المتحدث.
ويرى كوكاس أن هذه “المنجزات العملاقة” التي أنجزت خلال فترة قصيرة، قائلاً: “لا تنمية لا يُعد الإنسان محورها”، معتبراً أنها مجرد واجهة بلا روح.
ودعا المتحدث إلى ضرورة إحداث “أشكال جديدة من التربية والتعليم غير ما وصلت إليه لجنة الراحل مزيان بلفقيه حول ما سمي بميثاق التربية والتكوين”، معبراً عن أمله في أن يلتفت صناع القرار إلى خطورة “استمرار التعليم بالمغرب في الانحدار نحو الهاوية باطمئنان ودون مقاومة”.
وأبدى الكاتب الصحافي تخوفه من أن لا يكون التعليم في المغرب منجاً لأشخاص “يؤمنون بقضية أو يعشقون شيئاً على الإطلاق”، مقتبِساً من حِكمة شمس الدين التبريزي: “شيئان يجعلان للحياة معنى: أن تؤمن بقضية ما، وأن تحب شخصاً ما”.
ويرى عبد العزيز كوكاس أنه يوجد “انحدار عام في التكوين وفي سلم القيم وفي جودة التعلّمات والتكوينات المناسبة للأوراش المفتوحة اليوم بالمغرب”، وهو ما قد يدفع به غداً إلى “استيراد يد عاملة من خارج المغرب، لتبقى معدلات البطالة مرتفعة في صفوف الشباب من القوى العاملة، لأن المدارس والمعاهد الجامعية لا تنتج ما يحتاج إليه سوق الشغل”.
وشدد المتحدث على أنه “لا خير في كل استثماراتنا في البناء والعمران في غياب تكوين للإنسان وتربيته ليساهم في تشييد ما ينجَز، وفي استيعاب القيم التي يفرضها تطور البناء والمعمار”، معبراً عن تخوفه في نفس الوقت من أن “تصبح الأجيال القادمة غريبة، بحجم التراجعات الخطيرة الواقعة في مجال التربية والتكوين، عن وطنها وعن قيمه الحضارية المندمجة في أفق كوني”.
هذا ونبه كوكاس إلى ما “تساءل الملك بخصوصه يوماً: أين الثروة أثناء خطاب له بشأن فتح أوراش كبرى دون أن تمس غالبية المغاربة”، قد يصبح التساؤل في الغد القريب “أين الرأسمال البشري المنتج والفعال، وذلك بسبب تعليم متخلف ومنمط ومفصول عن واقعه”.
وشدد على ضرورة فتح ملف التربية والتعليم “ولو على مستوى التفكير خلال هذا العام”، وإلا فسوف يردد المغاربة غداً وهم يتوجهون بضراعة نحو السماء، وفقاً للمتحدث “اللهم إننا لا نسألك رد القدر، ولكننا نسألك اللطف فيه”.