18 انتصارا وعيون على اللقب.. الركراكي يشحذ مخالب الأسود استعدادا للكأس المنشود
خاض المنتخب الوطني المغربي الأول لكرة القدم آخر مبارياته الودية أمام كل من الموزمبيق وأوغندا، خلال فترة التوقف الدولي لشهر نونبر الجاري، قبل دخول غمار منافسات كأس إفريقيا للأمم 2025، التي ستحتضنها ملاعب المملكة انطلاقا من شهر دجنبر المقبل.
وقدمت العناصر الوطنية خلال هاتين المقابلتين أداء جيدا، وحققت فوزين جديدين، واصلت بهما تحطيم الرقم القياسي العالمي لأطول سلسلة من الانتصارات المتوالية بـ 18 انتصارا، مما يعكس حجم العمل الذي يقوم به الجهاز التقني للمنتخب بقيادة الناخب الوطني وليد الركراكي، الذي استطاع بناء مجموعة قوية، بالرغم من الانتقادات حول الصعوبة التي يجدها المنتخب الوطني في بعض المباريات لاختراق دفاعات الخصوم.
وتزايدت حدة هذ الانتقادات، خلال الشهور الماضية، خاصة مع اقتراب بطولة كأس إفريقيا للأمم 2025، التي يبقى الفوز بلقبها هدفا استراتيجيا اشتغلت عليه كل مكونات المنتخب منذ سنتين، فضلا عن كون التتويج بهذا اللقب بات مطلبا قويا للجماهير المغربية التي ظلت تمني النفس بلقب قاري يُزيّن خزانة المنتخب، بعد اللقب الوحيد الذي فاز به جيل 1976 بإثيوبيا، بقيادة الراحل أحمد فرس.
داخل هذا المشهد، تتباين الآراء بين من يرى أن المنتخب الوطني بات جاهزًا بنسبة كبيرة للمنافسة على اللقب القاري على أرضه وأمام جماهيره، وبين من يشكك في جاهزية بعض الخطوط، خاصة خط الدفاع، الذي عرف تغييرات كثيرة منذ الإقصاء المُر من الدور الثاني لكأس إفريقيا للأمم التي احتضنتها الكوت ديفوار قبل سنتين.
وفي هذا الصدد، أبدى الإطار والمحلل الرياضي مهدي كسوة تفاؤله الحذر بشأن مستوى جاهزية المنتخب الوطني المغربي، معتبرًا أن نسبة كبيرة من عناصر الأداء الجماعي والبدني باتت جاهزة، قبل دخول غمار البطولة القارية.
وقال كسوة في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، إن “70% من جاهزية المنتخب على مستوى الأداء الجماعي أصبحت متوفرة، إضافة إلى جاهزية بدنية تقارب 70% أيضًا، وهو ما يسمح بدخول المنافسات المقبلة بثقة أكبر”.
ورغم هذا التحسن، أكد المتحدث أن الشق الدفاعي لا يزال الحلقة الأكثر إثارة لعلامات الاستفهام، متسائلًا: “هل سيستمر الركراكي في اعتماد نفس المنظومة الدفاعية؟ هل سيُعوَّل على العميد رومان سايس؟ أم على آدم ماسينا؟ أم جواد الياميق؟ أم نايف أگرد؟”، مضيفا في نفس السياق أن هذه الأسئلة تبقى مطروحة بقوة في انتظار ما سيحمله الأداء على أرضية الميدان.
وفي هذا الجانب، أشار المحلل الرياضي إلى أن المنتخب لم يخض حتى الآن مباريات أمام منتخبات قوية أو “كلاسيكية”، لكن بالرغم من ذلك تبقى المعطيات حتى الآن، مؤشرات مطمئنة تمنح قدراً من الثقة قبل انطلاق منافسات كأس أمم إفريقيا 2025.
وبخصوص النتائج، أوضح المتحدث أن سلسلة الانتصارات التي بلغت 18 انتصارًا حتى اليوم، تُعد معطى مهمًا، مشددا في المقابل على أن “تقييم المنتخب لا يجب أن يعتمد على النتائج فقط، بل ينبغي تتبع تطور الإيجابيات والسلبيات داخل المجموعة”.
ولفت في المقابل إلى أن الأداء الجماعي لأسود الأطلس، “عرف تحسنًا ملحوظًا”، مع بروز أدوات فنية وتكتيكية جديدة، خاصة في الجانب الهجومي الذي كان يمثل نقطة ضعف واضحة في الفترات السابقة، وخصوصًا في الثلث الأخير من الملعب،”إذ كان المنتخب يعاني من حالة بلوكاج هجومي”.
وأضاف: “في المباراة الأخيرة ظهرت مؤشرات إيجابية؛ رأينا لعبًا جماعيًا أكثر انسجامًا، وثلاثيات، وتمريرات مركزة، فضلًا عن بروز جودة فردية لعدد من العناصر”، معتبرا أن هذه تفاصيل تمنح نوعًا من الاطمئنان الذي يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة.
وفي غضون ذلك، أكد كسوة أن الجمهور المغربي معروف بسقف توقعاته المرتفع، “فهو لا يكتفي بالفوز فقط، بل يطالب بالأداء والمتعة والإبداع والإقناع”، معتبرًا هذا الأمر عامل ضغط إيجابي يدفع نحو تطوير المستوى.
وخلص الإطار الرياضي إلى الإشادة بالدور الكبير للجماهير المغربية، “التي لا تتوانى عن الحضور في المباريات الودية والرسمية”، مؤكدًا أن دعمها يشكل عنصرًا أساسيًا في تعزيز الثقة والحالة النفسية للاعبين.
من جانبه، أكّد الإطار الوطني مصطفى عيزان أن الناخب الوطني وليد الركراكي يصدق فيه المثل القائل: “الرجل المناسب في المكان المناسب”، مطالبا الجماهير المغربية بضرورة الاستمرار في دعمه ودعم لاعبي المنتخب خلال المرحلة المقبلة.
وقال عيزان، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، “إن وليد الركراكي نجح في بناء منتخب قوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، رغم الغيابات الوازنة التي عرفتها مباراة الأمس، وعلى رأسها غياب النجم أشرف حكيمي، المرشح بقوة للفوز بالكرة الذهبية الإفريقية، إضافة إلى غياب صمام الأمان نايف أگرد”.
وأضاف المتحدث أن المنتخب ظهر بصورة جيدة رغم تواضع مستوى المنافس، مشيرا إلى أن عودة كل من رومان سايس والمناداة على الظهير الأيسر أناس صلاح الدين “منحت المنظومة الدفاعية للمنتخب توازنًا مهمًا”.
وأوضح الإطار الوطني أن قوة المنتخب الوطني “تكمن في التجربة الكبيرة التي راكمها المدرب وليد الركراكي، وفي العمل الجبار الذي يقوم به الطاقم التقني ككل”، معتبرًا أن المنتخب وصل إلى مستوى متقدم من النضج والوعي التكتيكي، “بحيث بات كل لاعب يعرف بدقة الأدوار الموكولة إليه داخل الملعب وفي مختلف مراحل اللعب”.
وأشار عيزان إلى أن التفاؤل أصبح حاضرًا بقوة داخل الأوساط الكروية، خاصة وأن المنتخب بات يتوفر على بنك احتياط يضم لاعبين مميزين، ما يجعل من الممكن الحديث عن “فائض في المواهب”، مرجعا ذلك إلى العمل المتواصل للناخب الوطني الذي تمكن، حسب قوله، من منح المنتخب هوية واضحة.
وتابع قائلاً: “أمس، وأنا أشاهد مباراة منتخب الأشبال أمام منتخب مالي في كاس العالم لأقل من 17 سن بقطر، شعرت وكأنني أتابع المنتخب الأول من حيث الانضباط والتطبيق التكتيكي، وهو ما يعكس تطورًا شاملاً في هرم المنتخبات الوطنية”.
ورغم الإشادة، حذّر الإطار الوطني مصطفى عيزان من صعوبة منافسات كأس أمم إفريقيا المقبلة، مؤكدًا أن المنافسة ستكون “صعبة للغاية”، داعيا الجميع إلى التحلي بالصمود والثقة في المشروع الذي يقوده الركراكي، من أجل تحقيق الهدف المنشود وهو الفوز بالكأس القارية التي انتظرناها لـ 49 سنة.
ومن جهته، عبر الناخب الوطني وليد الركراكي عن ارتياحه للنتيجة والأداء اللذان بصم عليهما المنتخب الوطني في مباراته الودية التي جمعته بمنتخب أوغندا الثلاثاء 18 نونبر 2025، بالملعب الكبير بطنجة، استعدادا لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، التي ستحتضنها ملاعب المملكة بعد قرابة شهر من الآن.
وقال الركراكي في تصريحات صحافية عقب المباراة، لفائدة قناة الرياضية المغربية، “أنا جد مرتاح لمباراة الليلة أمام أوغندا، التي حققنا فيها المطلوب سواء على مستوى النتيجة أو على مستوى الأداء”.
وأضاف الناخب الوطني، أن “مستوى المنتخب تحسن كثيرا وهذا الأمر سيعطينا دفعة قوية للدخول في منافسات كأس إفريقيا المقبلة بمعنويات مرتفعة”، مشيرا إلى أن تحسن أداء العناصر الوطنية كان يكفيه فقط بعض الوقت وتجمع اللاعبين لأطول فترة ممكنة، “وهو ما تأكد من خلال مباراة اليوم”.
وشدد المتحدث على أن كل الظروف الآن باتت مواتية لكي يفوز المنتخب الوطني بكأس إفريقيا للأمم 2025 التي ستحتضنها المملكة الشهر المقبل، داعيا الجماهير المغربية إلى مساندة العناصر الوطنية بقوة، “حتى نصل إلى هدفنا الجماعي ألا وهو الفوز بالكأس القارية”.