story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

ڤينيسيوس ورودري والآخرون !

ص ص

الجدل الذي أثاره منح الكرة الذهبية أمس للاعب الإسباني رودريغو هيرنانديز، يؤكد مرة أخرى علامة الإستفهام الكبيرة التي تشكك في مصداقية هذه الجائزة وباقي الجوائز التي يمنحها الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والإتحادات القارية التابعة لها.

فبعد أن كانت كل الترشيحات تصب في اتجاه فوز لاعب ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جينيور بلقب الأفضل في العالم، وبدأت بعثة النادي الملكي في الإستعداد للتوجه إلى باريس لنيل الجائزة بالإضافة إلى جائزة أحسن فريق في السنة، بلغ إلى علمهم (أخبار تقول عن طريق نادي مانشستر سيتي) إن الفائز الأول لن يكون “ڤيني” المثير للجدل، بل “رودري” لاعب الإرتكاز الإسباني الذي تألق في كأس أمم أوروبا الأخيرة.

وبغض النظر عن عاصفة المواقف المتباينة لجمهور الكرة وللمتتبعين من الجائزة التي جرى تسليمها أمس، بين أحقية البرازيلي فينيسيوس جينيور بالفوز بها بالنظر لتألقه مع ناديه طوال السنة ومساهمته الفعالة في الظفر بلقبي الليغا وكأس رابطة الأبطال الأوربية، وبين من يرون أنه لا يستحقها بالنظر لسلوكاته المستفزة للجمهور وللاعبي الخصم في جل المباريات، فإن الأمر يتطلب النظر لموضوع الكرة الذهبية ومدى مصداقيتها من زاوية أخرى بعيدا عما حدث أمس من جدل.

هذه الجائزة طالما أثارت الشكوك حول معايير منحها لمستحقيها، خصوصا خلال سنوات احتكارها من طرف النجمين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، حيث أنه في كل مرة كان يتم منحها لأحدهما، تجد لاعبا آخرا كان يستحقها بعدما قدم مستويات أفضل من ميسي ورونالدو وفاز بالألقاب أكثر منها، ويكفي أن نذكر أن نجم البارصا أندريس إنييستا تم حرمانه منها كما هو الأمر لفرانك ريبيري وتشافي هيرنانديز وفرانسيسكو طوتي والحارس نويير.

مبعث الطعن في مصداقية الجائزة تعود إلى طريقة الإختيار التي تكلِّف بها مجلة “فرانس فوتبول” 173 صحفيا رياضيا عبر العالم للتصويت على لائحة اللاعبين الأفضل في السنة، وتقييم سلوكهم المهني، ومسيرتهم الكروية، حيث يختار كل صحافي خمسة لاعبين ويمنحهم نقاطًا تتراوح بين 6 و1 نقطة، والفائز هو من يحصل على أعلى مجموع من عدد النقاط، و”الدغل” الذي في العملية هو أن التصويت يبقى سريا ولا يتم نشر النتائج بعد فرزها ومنح الجائزة !!

الخلاصة البديهية التي يمكن أن يصل إليها أي متتبع حتى وإن كان لا يفهم في أمور الكرة وتفاصيلها، وهي إن كانت عملية اختيار الفائز بالكرة الذهبية تدور بطريقة نزيهة ولا يتم تحويل نتائج التصويت لصالح هذا اللاعب أو ذاك، لكان يتم نشر نتائج التصويت بالتفصيل وبكل شفافية مع لائحة أسماء الصحفيين 173 وعلى من منحوا أصواتهم، مادام الأمر يتعلق بالرياضة فقط وليس بمصالح لوبيات المال والإعلانات والإشهار، أو بأسرار استخبارتية، أو ملف الأمن القومي لبلد ما.

فالطريقة التي حُرم بها فينيسيوس من الفوز بالكرة الذهبية، أثارت تساؤلات أخرى حول إمكانية أن يكون الولد البرازيلي المشاغب وسريع الغضب، ذهب ضحية معركة كسر العظام بين رئيس ريال مدريد فلورينتينو بيريز، وبين الإتحاد الأوروبي لكرة القدم على خلفية قضية مشروع كأس السوبر الأوروبي الذي لازال يلوح به الداهية الإسباني, حيث أوردت بعض المصادر الإعلامية الإسبانية أن سيفرين رئيس “الويفا” كان يخطط لاستدراج بيريز وبعثة ريال مدريد حتى قاعة الحفل ومفاجأتهم بالإعلان عن فائز آخر وإحراجهم أمام مرأى ومسمع من العالم، لكن تدخل مدرب السيتي بيب غوارديولا في آخر لحظة ونصحه للمدريديين بعدم التوجه إلى باريس أنقذهم من إحراج تاريخي أمام العالم.

الكرة الذهبية هي إبنة شرعية لمجلة فرانس فوتبول، وتبنتها الفيفا- المنظمة المالية العملاقة التي تراكم غير قليل من فضائح الفساد والصفقات المشبوهة، ولابد وأن يكون “ذاك العود من تلك الشجرة” .