story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

يوسف النصيري من الركض وراء الكرة في شوارع فاس إلى العالمية

ص ص

تمكن الدولي المغربي نجم إشبيلية الإسباني يوسف النصيري، من تجاوز الرقم التاريخي لأكثر لاعب مغربي تسجيلا للأهداف في الدوري الإسباني المسجل باسم الأسطورة المغربية العربي بن مبارك، بعد تسجيله ثنائية أمس الإثنين 5 فبراير 2024، أمام فريق رايو فايكانو، بواقع 60 هدفا

ولطالما كان النصيري حاضرا في مباريات فريقه إشبيلة كما هو الحال مع المنتخب المغربي، في مختلف المناسبات، وبهدفيه مساء أمس، رفع النصيري رصيد أهدافه في الدوري الإسباني إلى 60 هدفا بألوان الفرق التي مثلها، مالقة وليغانيس وإشبيلية. وبذلك يصبح أفضل هداف مغربي في تاريخ الدوري الإسباني.

النشأة والبداية

أبصرت عينا النصيري النور في الأول من يونيو سنة 1997، في المدينة العتيقة لفاس، وفي كنف أسرة مغربية متواضعة كسائر الأسرة الشعبية. مع مرور السنوات، بدأ شغف النصيري يميل نحو كرة القدم كأقرانه من الأطفال الذي يجوبون شوارع فاس ركضا وراء الكرة، ما دفع عائلته إلى تشجيعه على التطوير من نفسه ومواصلة حلمه في كرة القدم.

أداؤه وطريقة تسجيله للأهداف جعلتاه متفردا عن أقرانه، ما دفع المغرب الفاسي إلى إبداء رغبة في إلحاقه بالنادي قصد تكوينه وتطويره، وهو ما حدث بالفعل سنة 2010. نجم يوسف النصيري سرعان ما لمع، لينتقل بعد عام واحد إلى أكاديمية محمد السادس لكرة القدم حلم كل مولع بكرة القدم في المغرب.

لبث الدولي المغربي في الأكاديمية 4 سنوات، لم تخلو من جد واجتهاد ومثابرة بهدف تكوين نفسه وصقل موهبه، والتحليق عاليا في سماء النجومية.

بداية الاحتراف

بعد مغادرته أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، اتجه النصيري صوب الديار الإسبانية سنة 2015، والتحق بالفريق الرديف لنادي مالقة، الذي سرعان ما تألق بألوانه وبصم على موسم مثالي، ما دفع النادي إلى الارتقاء به إلى الفريق الأول في العام الموالي، ليصبح قطعة مهمة لخوسي ميغيل غونزاليس مدرب الفريق آنذاك.

بعد مشاركة النصيري في منديال روسيا سنة 2018، انتقل المغربي إلى نادي ليغانيس بعقد قيمته 6 ملايين يورو كأغلى صفقة في النادي ويمتد لخمس سنوات، وخلال مساره مع الفريق، أصبح النصيري أول لاعب يسجل هاتريك في الدوري، كما سجل خلال 53 لقاء 15 هدفا، لتتجه الأعين عليه ومحاولة الظفر به.

وفي سنة 2020، آثر النصيري الرحيل على ليغانس، ليحط الرحال في نادي الأندلس إشبيلية مقابل 20 مليون يورو، وبعقد مدته 5 مواسم.

تمثيله للمنتخب

شارك النصيري لأول مرة بقميص المنتخب سنة 2016، في مباراة ودية أمام ألبانيا، ولعب المباراة بالكامل، ونجح في تسجيل أول أهدافه مع الأسود سنة 2017 بكأس أمم إفريقيا المقامة في الغابون ضد فريق الطوغو، كما استطاع تسجيل هدفين بعدها في “كان”مصر 2019، أمام ساحل العاج والبينين، وسجل كذلك في نسخة الكاميرون 2022، أمام منتخب مالاوي.

وبات ابن فاس، أول مغربي يسجل في نسختين متتاليتين من كأس العالم، روسيا 2018 وقطر 2022، وأكبر هداف في تاريخ المغرب في هذه المنافسة، برصيد ثلاثة أهداف متقدما على عبد الرزاق خيري، الذي سجل هدفين في مونديال المكسيك 1986، وصلاح الدين بصير وعبد الجليل حدا، بهدفين في مونديال فرنسا 1998.

في مرمى الانتقاد

طوال مساره مع المنتخب الوطني عانى النصيري من سهام الانتقاد، إذ مر في العديد من الفترات من مرحلة فراغ وصيام عن الأهداف، ما جعل الناخب الوطني وليد الركراكي يخرج للعلن ويساند اللاعب قائلا “إنه “لاعب موهوب من طراز عالمي”، وأكد أنه ابن المغرب، ويجب مساعدته لا انتقاده، مشدد أنه يبدل ما في وسعه لمساعدة أسود الأطلس، وأن دور النصيري ليس محصورا في التسجيل إنما هو أعمق من ذلك، وأنه ناجح فيه.

وتحولت سهام الانتقاد تلك إلى تشجيع وتهليل لاسيما بعد هدف التأهل أمام منتخب البرتغال، في ارتقاء “مذهل” طار بالأسود إلى نصف نهائي العالم.

ليصبح يوسف النصيري، أيقونة ومصدر إلهام لأبناء جيله، نظرا لاستماتته في تحقيق حلمه والتشبث به، رغم الصعاب والشدائد.